[ الصفحة الأولى ]أخبار

نظام علاجي آمن وفعال لعلاج سرطان الثدى باستخدام فيتامين «د»

تمكن فريق بحثى يضم كلاً من الدكتورة منى محمد عجوة، والدكتور حسن السيد من المركز القومى للبحوث، والدكتورة شيرين نبيل خطاب، والدكتورة دعاء عبد المنصف، ودكتورة سالى أحمد صبرة، والدكتورة نيرمين على موسى بجامعة الإسكندرية، والدكتورة مروة أبوسريع بمدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية من التوصل لنظام علاجى مبتكر آمن وفعال وغير مكلف لعلاج سرطان الثدى باستخدام فيتامين “د”.

وتقول الدكتورة منى عجوة أن  سرطان الثدى من أكثر أنواع السرطانات حدوثاً فى السيدات سواء فى مصر أو على مستوى العالم، ويحدث السرطان عندما تنقسم خلايا الجسم دون النظام المعتاد لتكون عدداً فائضاً من الخلايا يفوق حالة الجسم ويتسبب فى ظهورالكتل، أوما يعرف بالورم، ويتميز سرطان الثدى بقدرته على الانتشار لمواقع الجسم الأخرى.

ويحدث سرطان الثدى غالباً نتيجة شذوذ وراثى (خطأ فى المادة الوراثية) بالإضافة إلى العديد من الأسباب الأخرى مثل وجود كتل حميدة سابقة لدى المريضة، انقطاع الطمث، والدخول فى سن اليأس، والتعرض للإشعاع الذى يستخدم فى علاج السرطان، ووجود خلل فى الهرمونات، التدخين، استخدام الرضاعة الصناعية وتناول حبوب منع الحمل لأكثر من عشر سنوات مستمرة، وتكمن مضاعفات هذا المرض فى سرعة انتشاره وإرسال ثانويات عن طريق السائل الليمفاوى أو الدم لتكون مستعمرات سرطانية فى أنسجة بعيدة وتهاجم الخلايا الطبيعية.

ويعد العلاج الكيميائى هو الاختيار الأساسى لعلاج السرطان فى معظم مراحله، ويستخدم أيضاً مقترناً مع الجراحة والإشعاع فى المراحل المتأخرة، ومع ذلك، يرتبط استخدام العلاج الكيميائى بالآثارالجانبية التى لا يمكن تجنبها، والتى يصاحبها حدوث مقاومة للأدوية المستخدمة فى العلاج.

وبالتالى كان لابد من إيجاد استراتيجية ناجحة للتغلب على مقاومة الأدوية الكيميائية وتعزيز فعاليتها العلاجية، لتتراكم فى خلايا الورم مع الحد الأدنى من التعرض للأنسجة الطبيعية، وبالتالى تقليل سميتها. تعتمد على توجيه النظام العلاجى للخلايا المصابة فقط (العلاج الموجه) باستخدام مواد طبيعية لها مستقبلات على سطح الخلايا السرطانية، وعلى العكس من العلاج الكيماوى غير الموجه فإن احتمالية تسبب الأدوية الموجهة بضرر فى الخلايا السليمة تعتبر قليلة جداً، وبعض أنواع العلاجات الموجهة للسرطان يكون على هيئة أجسام مضادة تشبه التى ينتجها جهاز المناعة بشكل طبيعى وهو ما يعرف بالعلاجات المناعية الموجهة Targeted immune therapy وهو من أغلى أنواع العلاج التى تكلف المريض أموالاً طائلة بالإضافة إلى عدم قدرة معظم المرضى على تحمل هذه النفقات، فكان لابد من البحث عن استراتيجية أخرى لتوجيه العلاج تقوم بتحقيق كل من الكفاءة العلاجية والغرض الاقتصادى.

ويعد فيتامين “د”العلاج المعجزة أو الوصفة السحرية لهذا الغرض، حيث إنه له دور رئيسى ومهم فى عملية النمو السليم للهيكل العظمى بالإضافة إلى تقوية نظام المناعة فى جسم الإنسان، ويوجد فيتامين “د” فى بعض الأطعمة، مثل الأسماك الدهنية والحليب، كذلك يمكن الحصول على فيتامين “د” من خلال التعرض لأشعة الشمس أو من خلال المكملات الغذائية.

وقد ارتبط فيتامين “د” فى بعض الدراسات البحثية بتأثيره على تقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة بما فى ذلك مرض السرطان، حيث إن البيانات الوبائية والبيئية تشير إلى أن انخفاض مستوى 25 – هيدروكسى فيتامين “د” فى الدم مرتبط بزيادة خطر الإصابة بأكثر من 15 نوعاً من السرطان.

 وتشير إحدى التفسيرات إلى أنه من خلال رفع مستويات 25 – هيدروكسى فيتامين “د”، يمكنه من الدخول داخل عدد كبير من الخلايا فى الجسم، ثم يتم تحويله إلى 1، 25 – هيدروكسى فيتامين د3 ، هو شكل آخر من فيتامين “د”، له فاعلية ملحوظة فى التقليل من انتشار الخلايا وخاصة الخلايا الخبيثة التى تحتوى على مستقبلات فيتامين د3 عن طريق تعزيز عملية موت الخلايا المبرمج، كذلك فإن هذا الشكل من فيتامين “د” يعتبر مضاداً للأوعية الدموية، وبالتالى له دور فى منع تغذية الأورام السرطانية.

وبالاعتماد على قدرة 1، 25 – هيدروكسى فيتامين د3 على منع انتشار وتعزيز الموت المبرمج لخلايا السرطان الخبيثة التى تحتوى على مستقبلات فيتامين “د3” استطاع الفريق البحثى التوصل لنظام علاجى مبتكر وآمن وفعال وغير مكلف تقوم فكرته على استخدام 1، 25 – هيدروكسى فيتامين د3 كعلاج مكمل لعقار الأتوبوسيد الكيميائى.

وقد اعتمد الفريق على تصنيع الحويصلات المغلفة بفيتامين D3 (vit.D3) أو ما يسمى ب 1، 25 – هيدروكسى فيتامين د3 لتغليف الدواء السام للخلايا؛ إيتوبوسيد (ETP).

وفى البداية، تم استخدام حويصلات كازينات الصوديوم لتغليف vit.D3 و ETP داخل قلبها الكارهة للماء، ثم تم تزيين هذه الحويصلات المحملة بالأدوية بمغلف من مركب vit.D3 / phospholipid لتعزيز فاعلية الاستهداف النشط للحويصلات المصنعة عن طريق استغلال مستقبلات vit.D3 (VDRs) الموجودة بكثرة على السطح الخارجى لخلايا سرطان الثدى.

 وأظهرت دراسات السمية الخلوية فى المختبر أن الحويصلات المصنعة لها تأثيراً محسناً مضاداً للسرطان على خطوط خلايا سرطان الثدى البشرية MDA MB-231 و MCF-7 مقارنةً ب vit.D3 + ETP فى الصورة الحرة دون أى سمية كبيرة على الخلايا الليفية الرئوية البشرية (Wi-38). وقد تم عمل كل الدراسات البيولوچية التى تضمن أمان وفعالية المستحضرالدوائى من حيث دراسة السمية الخلوية فى حيوانات التجارب بالإضافة إلى فحص تحلل خلايا الدم، بعد تعاطي المستحضر، حيث أثبتت النتائج عدم وجود أى سمية خلوية لهذا المستحضر من حيث فحص وظائف الكبد، والكلى، والفحص الهيستولوجى لأعضاء الجسم المختلفة بالإضافة إلى توافقها الجيد مع الدم دون حدوث أى تحلل فى خلايا الدم.

وقد تم نشر البحث فى دورية دولية بمعامل تأثير 5.875 International Journal of pharmaceutics وتعد هذه المجلة من أعلى 20 مجلة دولية بتصنيف (ISI) ونأمل أن يكون لدينا فرصة مدعومة لعمل المزيد من الدراسات على نطاق أوسع، واكتشاف العديد من الآليات لعلاج مرض سرطان الثدى باستخدام المستحضر الدوائى وبالتعاون مع معاهد ومراكز الأورام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى