عيد الحب
اليوم 14 فبراير هو عيد الحب أو عيد فالنتين ” Valentine’s Day”، وبغض النظر عن الخلفية التاريخية لهذه المناسبة، إلا إنه يعد يوما ينتظره الملايين حول العالم للاحتفاء بالحب والعاطفة، ويرمز له باللون الأحمر. والواقع أنه لم يعد يوما بين العشاق فقط، بقدر ما صار فرصة للتعبير عن الحب سواء بالورود أو الهدايا أو الكلمات الرقيقة.
والحب هو من أسمى وأنبل المشاعر التي خصها الله سبحانه وتعالي للإنسان لتميزه عن باقي مخلوقاته، فالحب هو شعور فطري تختلف أشكاله ودرجاته ما بين حب الحبيب أو شريك العمر وحب الأم والأب والأبناء والاخوات والأهل والاصدقاء. ولإننا صرنا نعيش حياة جافة بسبب مشاغل وهموم حياتنا اليومية، فتعطشنا للاحتفال بمثل هذه المناسبات لابراز مشاعرنا يعد ضرورة من ضرورات الحياة ، لانها في الواقع تؤكد على إنسانيتنا وإن احساسنا لازال حيا نابضا تجاه من نحب.
ولكن بقدر احتياجنا للحب كمشاعر وعواطف تحيي احساسنا بالحياة وجمالها، نحتاج إلى الحب كقيمة في حد ذاتها .. قيمة تسهم في تنظيم و بناء المجتمع بشكل عام والأسرة بشكل خاص… قيمة تنبع من ذاتنا الإنسانية لتمثل وتعبر عنا عاطفة واتجاها وسلوكا في كل مناحي حياتنا وطول الوقت وليس فقط في المناسبات.. فلنا أن نتصور أن الطفل يشب يحب وطنه واسرته ومدرسته… وأن الكبير يحب أسرته وعمله ومحيطه … بالتأكيد ستختفي الكثير من الممارسات القبيحة والأعمال المشينة من حياتنا وسيعم الهدوء والسكينة العالم من حولنا.
اكتساب الحب كقيمة إنسانية سامية لابد وأن نبدأ بها مع أطفالنا ومن الآن وعبر كل وسائط التنشئة بداية من الأسرة… فعلموا أطفالكم أن يحبوا بعضهم البعض ويحبوا من حولهم … أن يحبوا ما يدرسوه حتى يتعلموه ويتقونه، يحبوا مجتعهم فيحافظوا عليه ويدافعوا عنه … علموا أطفالكم الحب كقيمة مثل قيم أخرى مثل التسامح، والصدق، والأمانة، والتعاون، والمسئولية، وإرساء العدالة، و التفكير ، والإبداع، علموا أطفالكم يكتسبوا كل هذه القيم النبيلة لنسمو بانسانيتهم.