تحديث مستمر لعلاج كورونا.. «البروتوكولات» تسابق «المتحورات»

د. على أبو عوف: الدواء الجديد الخاص ببروتوكول كورونا لا يصرف إلا من خلال وزارة الصحة
د. محمود أبو الخير: نقوم بمتابعة دورية مع وزارة الصحة لتحديث بروتوكول العلاج حسب المتحور الجديد
د. حسام عبد الغفار: تحديث بروتوكول علاج كورونا والاتفاق على إنتاج أدوية جديدة محليا واستيراد أخرى
ما البرتوكول الصحيح لعلاج فيروس كورونا؟ وهل يصلح البرتوكول الموجود لعلاج جميع الحالات؟ ففى كل يوم يظهر متحور جديد من هذا الفيروس اللعين، ومعه تقوم منظمة الصحة العالمية بإقرار برتوكول جديد. وأمام ذلك باتت البروتوكولات تسابق المتحورات فى الظهور .. فى هذا التحقيق نحاول الوصول إلى الاستخدام الأفضل للأدوية وبروتوكولات علاج فيروس كورونا، خصوصا بعد ظهور بعد الأشخاص الذين يدعون قدرتهم على علاج كورونا بأدوية، ليست موجودة فى أى من البرتوكولات المعترف بها، وأدت إلى وفاة الحالات التى كانت تعالج بها.
يقول دكتور على أبو عوف، رئيس شعبة الأدوية فى اتحاد الغرف التجارية، إن تناول الأدوية بطرق عشوائية قد يضر بحياة الإنسان، خصوصا بدون الذهاب للطبيب، ولا بد من وجود ضوابط فى عملية صرف الدواء للمريض المصرى، فهناك آليات وضوابط بكل دول العالم تنظم التعامل مع أى دواء، فمنذ أن يتم تصنيع الدواء بداية من المادة الخام، ليتم التصريح به ونتأكد منه، تقوم هيئة الدواء بالإفراج عنه وإدخاله فى خطوط الإنتاج، ونقوم بمراقبة جميع هذه المراحل، وبعد ذلك يتم توريده للموزع، ثم الصيدليات التى تتعامل مع المريض بشكل مباشر، ولكن من خلال الروشتة التى كتبها الطبيب المعالج لهذا المريض، وهناك عوامل يجب أن نأخذها فى الاعتبار حتى لا نضر بصحتنا، وهى ألا يقرر المريض من تلقاء نفسه المرور على الصيدلية ويطلب منها الدواء بعد شرح الأعراض، سواء دور برد أم ارتفاع فى درجات الحرارة، وهناك أيضاً أشخاص كبار بالسن يطلبون دواء متكررا بدون وجود روشتة.
ويوضح أبو عوف بأن القانون قد أعطى للصيدلى مساحة فى صرف أدوية خارج إطار الروشتة ومسموح له أيضاً أن يعطيها لأى فرد بخلاف الأدوية المدرجة فى جدول المخدرات، ويجب ألا نجرب أي أدوية دون وصفة طبية ودون موافقة الطبيب، حتى لو سمعنا معلومات مبشرة عنه. إذ يمكن أن تكون لهذه الأدوية آثار جانبية خطيرة، ويجب أن يقوم الصيدلى بالنصح وأن يوجه المرضى إلى الطبيب، ويجب ألا يصرف أي أدوية خصوصا مرضى الضغط أو أي أمراض مزمنة أخرى.
ويضيف أبوعوف، هناك آلاف الحالات غير المسجلة رسميا على أنها كورونا، ويذهبون إلى الصيدلية بعد الشعور بالأعراض البسيطة، ويشرح الأعراض وكأنها دور برد فى البداية، ويقوم الصيدلى بصرفها، فمع انتشار الموجة الثانية، تتعامل الدولة مع أى دور إنفلونزا على أنه كورونا، ويطلبون من المواطنين العزل وأخذ برتوكول العلاج، وبالتالى نتعامل معها على أنها حالات بسيطة أو متوسطة ويصرف لها عقار يحتوى على تفاعل “البارستموا” أو”الزنك” و”فيتامين سي” ، وهذه الأدوية لها مأمونية عالية فى الاستعمال، ولكن إذا كانت الحالة شديدة التعب يجب أن يأخذ المريض “مضاد حيوى” لمدة ثلاثة أيام، وإذا تطور الموضوع يجب أن يذهب للمستشفى، وبالتالى يضاف لها علاجات أخرى على حسب الحالة، كما أكثر من 80 % من حالات الإصابة بكورونا يتم شفاؤها، قبل الذهاب للمستشفيات.
ويضيف: الصيدلى مطلوب منه أن يصرف الدواء لكل من يطلب، غير أدوية المخدرات، وهناك اتجاه لتقنين هذا الوضع، ويجب أيضاً أن يصرف المضاد الحيوى بروشتة، لأنه ليس فى صالحنا كبشر وليس فى صالح اقتصادنا، وهناك بيانات من هيئه الدواء بأنه يجب ألا يصرف دواء بدون ترخيص أو عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى، أو صرف أى دواء بدون هوية أو نشرة دواء.. وننادى دائماً المواطنين بألا يأخذوا أى دواء من الصيدليات، بطرق عشوائية بدون روشتة طبيب، وأن يغيروا هذا الأسلوب الذى قد يضر بحياتهم فى بعض الأحيان.
ويؤكد أبو عوف بأن الدواء الجديد الخاص ببرتوكول كورونا لا يصرف إلا من خلال وزارة الصحة، وبالتالى هناك تسجيل سريع لهذا الدواء، ونقوم بتطبيقه على نماذج قليلة ونأخذ موافقة من الخارج وتقوم هيئة الدواء المصرية بتسجليه، ويصرف من خلال المستشفيات ومن خلال ضوابط ومعايير علمية سليمة، وبعد أن يستخدم لفترة عام أو عامين، يتم طرحه من خلال الصيدليات.
وأنا كصيدلى أيضاً، عندما أشاهد روشتة بها عدد من الأدوية بها تداخل دوائى يتسبب فى أعراض جانبية متضاربة، ولا تتناسب مع المريض، أقوم بمراجعة الطبيب على الفور، ويجب على الأطباء الالتزام بمبادىء الطب، وألا يتم تجربة أى دواء على المريض إلا بعد إثباته علميا، لعدم المساس بحياته ويعرضه للخطر .
ويقول دكتور محمود أبو الخير وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، نقوم بمتابعة دورية مع وزارة الصحة لتحديث بروتوكول العلاج حسب المتحور الجديد لفيروس كورونا المستجد، للوقوف على آخر التطورات وآخر ما يتم فيما يخص هذا الأمر، كما أننا فى مصر لدينا وفرة كبيرة فى جميع الأدوية، فلم تحدث أية أزمات فى نقص الدواء، بخلاف الحرص الشديد من المواطنين على شراء دواء معين وسحبه من السوق، وهذا سبب فى حدوث الخلل ولكن تقوم هيئة الدواء بتوفيره، كما أننا لم نلحظ فى ظل ذروة أزمة كورونا أى نقص فى الدواء، ودائما ما نناشد بارتداء الكمامات واتخاذ الإجراءات الاحترازية، وهذا هو المطلوب من المواطنين فى الفترة المقبلة، وهناك استدعاء ومتابعة دائمة مع هيئة الدواء لتوفير الأدوية ، والتحقق من أى خلل قد يحدث.
ويرى د. حسام عبد الغفار المتحدث الرسمى لوزارة الصحة، أنه قد تتشابه أعراض أوميكرون مع أعراض نزلات البرد، فهناك حالة تشابه بين أعراض متحور أوميكرون وأعراض الإصابة بالإنفلونزا «نزلة البرد»، فتبدأ أعراض متحور أوميكرون فى الجهاز العلوى التنفسى للشخص المصاب، مع بقائها فترة أطول من أعراض الإصابة بدور الإنفلونزا، وبالتالى لا يمكن أن نستخدم أدوية نزلات البرد فى علاج أوميكرون، وبالتالى يجب أن يتناول المريض نفس بروتوكول علاج كورونا، حيث إن متحور أوميكرون ينتشر بصورة كبيرة فى مختلف بلدان العالم، مع أعراض أقل حدة من حيث التأثير والمضاعفات.
كما أن سرعة الشفاء من متحور أوميكرون، تتشابه مع الفترة الزمنية لدور نزلة البرد عند الإصابة بها، لكن ما يميز حالة المصاب، أنها تشخيص «كوفيد- 19» أوميكرون، وأنها تصيب الجهاز العلوى التنفسى عند الإصابة.
لذلك يجب اتخاذ كل التدابير الوقائية لتجنب الإصابة بأوميكرون ونزلات البرد، وهى نفس أساليب التدابير للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، التى تقلل من نسب العدوى بفيروس كورونا، وتتمثل فى الحصول على اللقاح بصورة عامة والجرعة التنشيطية، والالتزام الكامل بارتداء الكمامة، وغسيل اليدين بالماء والصابون، والوجود فى أماكن ذات تهوية جيدة، والتباعد الجسدى والبدني، وعدم التواجد، ومن الأعراض الأكثر شيوعاً لفيروس “أوميكرون” هى الرشح والاحتقان فى الحلق والصداع والآلام عند البلع، والأقل شيوعاً هى الكحة وارتفاع شديد فى درجة الحرارة وفقدان حاستى الشم والتذوق.
ويؤكد د. عبد الغفار، بأن اللجنة العلمية لمكافحة كورونا فى مصر، قررت إجراء تحديث على بروتوكول علاج الفيروس، فى أعقاب الاتفاق على إنتاج أدوية جديدة محليا واستيراد أخرى من الخارج، فقد تم التعاقد على الدواء الجديد لعلاج أعراض «كوفيد 19»، الذى طورته شركة «فايزر» الأمريكية، واستيراد كميات كبيرة من دواء «باكسلوفيد» الذى تنتجه «فايزر»، واستخدامه لعلاج الحالات المتوسطة والشديدة للمصابين، ويعتبر عقار «باكسلوفيد» هو ثانى دواء مضاد للفيروس توافق عليه بريطانيا، بعد إعطاء الدواء المنافس «مولنوبيرافير» الضوء الأخضر من قبل الجهات المسئولة عن إجازة استخدم الأدوية فى البلاد، ومن المقرر استخدام العقار بعد فترة وجيزة من ظهور الأعراض لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأعراض مرضية شديدة، عند إصابتهم بفيروس كورونا.
وقد حقق هذا الدواء نتائج طيبة للغاية، وأثبت فاعليته فى علاج حالات الإصابة بكورونا»، فسوف يتم إتاحة عقار «فايزر» الجديد فى المستشفيات الموكل إليها اكتشاف وعلاج مرضى كورونا، على أن تكون هناك معايير وآلية لاستخدامه، وتوفير اللقاحات بصورة عادلة لكل الشعوب بمختلف دول العالم، لافتا النظر إلى أن المتحورات تنتشر بصورة كبيرة، حتى فى الدول التى لقحت نسبة كبيرة من المواطنين للحماية من المتحورات، وجرى انتشار المتحور لديهم.
فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن التطعيم يساعد فى التغلب على الأعراض، وليس العدوى، وغير المطعمين أكثر احتمالا أن تتدهور حالتهم أو تحتاج إلى دخول المستشفى، ومصر وفرت ما يقرب من 129 مليون جرعة من كل الأنواع، حيث وصلنا جرعة أولى 36 مليونا والثانية 24 مليونا والتنشيطية نصف مليون، ولدينا أكثر من ذلك بكثير. كما يجب الحصول على الجرعات المطلوبة، وحتى الجرعة التنشيطية التى تم فتحها لمن مر عليهم 6 أشهر، كل ذلك يقلل من حدة المرض وتجنب حدوث الوفيات ودخول المستشفيات، وما جعل نسب الوفيات تنخفض بنسبة 50 % عما كانت عليه فى بداية الجائحة، بالإضافة إلى استخدام الأقنعة المعتمدة، وهناك فارق بين الكمامات المعتمدة بشكل علمي، والكمامات غير المعتمدة التى لا تقى بشكل كبير من الإصابة.