المتغير الاجتماعي والتربية
هناك متغير إجتماعي يعرفه الجميع ويرفض التعامل معه بشجاعة ويستسلم وحده لفكرة الإرث القيمي والأخلاقي وكان الاخلاق والفضيلة تورث متناسيا ومتجاهلاً تطور وسائل التواصل المجتمعي التي بدأت بفكرة الانحلال الأخلاقي وكان هدفها زعزعة القيم في بعض المجتمعات التي تتميز بالاستجابة السريعة نظرا لما تمر به وتتعايش معه من غلق فكري وثقافي علي موروثات تراها مجتمعات فضيلة وآخري تنظر إليها باعتبارها تخلفا عن ركب الحضارة الإنسانية .
صدرت لمجتمعاتنا بعض مؤسسات التنوير أن الإنحلال تطور وحضارة وان الحرية تعني أن تفعل ما تريد بدون محاسبة وان التطاول علي الثوابت المجتمعية ثقافة وايدلوجية متقدمة، عبارات رنانة لم تجد مواجهة مجتمعية من مؤسسات الدولة بشكل حواري مقنع ولا بشكل مؤسسي، ترك الحبل علي الغارب كانت وجهة نظر التقدميين في زمن مضي _ وكانت آراؤهم ملء السمع والبصر في وسائل الإعلام المختلفة.
وكانت الافلام المعبرة عن هذه المفردات تنتج بدون رقيب، تعامل الجميع مع كل تيارات ضرب الثوابت باعتبارها حراكا فكريا وثقافيا، ولم يملك حزبا سياسيا ولا مؤسسة فكرية مواجهة هذه الظاهرة بالحوار المجتمعي بل كنا في بداية الثمانينات والتسعينيات نتعامل معها باعتبارها تقدما ملحوظا في التنوير الفكري، وصدرت كتب بعناوين واضحة لم تجد مواجهة فكرية تقوم علي أسس مجتمعية.
وكانت الاحلام تتبلور في تنورة قصيرة لفتاة فرنسية أو روسية أو أمريكية، غزو الشعوب ثقافيا بدأ بتنورة قصيرة وانتهي بتصدير كل ماهو قبيح في أوروبا _ رغم أن أوروبا وامريكا بها مجتمعات أكثر تشددا واكثر مقاومة _ أوروبا بها مجتمعات محافظة وبها عائلات تملك قيما مجتمعية أكثر تشددا وهذه صورة إيجابية لم تصدر لنا _ الفرق بينا وبينهم هو الحوار والتربية ، مخطئ من يظن أن كل الشعوب فيها تعاني انحلالاً ولكن تصدير هذا المشهد لمنطقتنا العربية كان مقصوداً ومدروساً بعناية والهدف تفكيك مجتمعاتنا والنيل من ثوابتنا .
علماء الاجتماع في مصر يملكون دراسات هامة حبيسة في الإدراج إن تم الاستعانة بها ستكون الافادة أكبر مما نتخيل، التربية في مواجهة المخاطر والتنشئة الأخلاقية في مواجهة الانحطاط والوعي في مواكبة المتغيرات.