عودة السياحة للغردقة تنعش الحرف والصناعات اليدوية

كتب: صلاح عبدالله
هناك ارتباطا وثيقا بين الأنشطة و الحرف والصناعات اليدوية وقطاع السياحة، فضلا عن أنها جزء هام ورئيسي من المكون المادي للهوية الثقافية للشخصية المصرية،ونشاط يساهم في تحسين الدخل ورفع مستوي المعيشة ومصدر لتنمية الموارد الاقتصادية واحد العوامل المهمة لإنعاش الحركة السياحية، ولن تكون هناك سياحة بدون سلع وعاديات سياحية وبازارات يقبل عليها السائحين.
وخلال توقف حركة الطيران بسبب جائحة كورونا، تضررت المهن و الحرف والصناعات المرتبطة بالسياحة بمدينة الغردقة بشكل كبير وأغلقت الورش وتم تسريح العمالة في اكبر أزمة يمر بها القطاع منذ عشرات السنوات.
الصناعة اليدوية
مدينة “الغردقة” أهم واكبر مدينة سياحية في مصر يعتمد اقتصادها بشكل رئيسي على السياحة والأنشطة المكملة لها، وتمثل الحرف والصناعات اليدوية عنصر أساسي لتنشيط سياحة التسوق بالمدينة ويعمل بها ألاف الأشخاص، تأثرت بشكل كبير من توقف السياحة , وأدت تداعيات هذه الأزمة إلي توقف عدد كبير من المهن والصناعات والحرف القائمة علي السياحة التي تقارب ل 50 مهنة وصناعة وحرفة، أهمها مهنة المرشد السياحي، ومرافق المجموعات السياحية، والحرف والصناعات و التيشرت و منتجات البازارت السياحية، والمشغولات الذهبية والفضية التي تحمل رسومات فرعونية،والجلود، والرسم علي الرمال ,وأوراق البردي وبعد عودة السياحة بدأت هذة المهن والحرف تنشط من جديد وبدأت عجلة الإنتاج تدور من جديد.
عودة السياحة وبداية التعافي
ازدهرت من جديد المهن والحرف والصناعات اليدوية المرتبطة بالسياحة في مدينة الغردقة، بعد أن توقفت لأكثر من عام لتراجع السياحة الوافدة إلي المدن السياحية المصرية بسبب جائحة كورونا،
واستعادت الورش نشاطها وفتحت البازارات السياحية أبوابها من جديد عند وصول أول طائرة روسية بداية من أغسطس الماضي ودارت عجلة الإنتاج من جديد، لمواصلة دورها المؤثر في تنمية وتنشيط السياحة، ومدى تأثيرها كأداة للجذب السياحي،خاصة وان الدولة تعمل على تنمية مجال الحرف والصناعات اليدوية, وذلك لأهمية منتجاتها في جذب السياح وزيادة أعدادهم إلي المدن السياحية.
“أخبار السياحة” التقت عددا من العاملين في هذه الحرف والصناعات المرتبطة بالسياحة بمدينة الغردقة للتعرف علي مدي تأثرهم خلال توقف السياحة وعودة أعمالهم بعد عودة السياحة مرة أخري إلي المدينة.
الصناعات الحرفية
في البداية قال عصام علي صاحب بازار سياحي، أن السياحة تحتضن عدد كبير من الصناعات المختلفة سواء كانت ترتبط بها ارتباط مباشر أو غير مباشر منها، المنتجات الجلدية والمفروشات والسجاد والمنسوجات المطرزة بأيدي الحرفيين المصريين الماهرين والمشغولات الزجاجية للزجاج المعشق والمشغولات الخشبية المنحوتة والمرسومة والملابس المستوحاة من التراث الصعيدي والنوبي والسيناوي والإكسسوارات اليدوية مثل الأساور والحظاظات ومشغولات الخوص وورق البردي والالباستر وحجر البازلت والمرمر والصدف والفخار والماجات البورسلين ومشغولات الكريستال وصناعة التيشرت.
وأضاف لـ”أخبار السياحة” أن عقب توغل فيروس كورونا عالميا وتوقف حركة الطيران بين الأسواق المصدرة للسياحة ومصر توقفت هذه الصناعات وحققت خسائر فادحة لأول مرة منذ عام ١٩٧٣ بشكل تام الأمر الذي ترتب عليه تراجع إيرادات السياحة في مصر لأول مرة في تاريخها نتيجة الاغلاق العالمية عامة وإغلاق المصانع والورش والبازارات السياحية المصرية خاصة.
وأشار إلي أن اكبر الخاسرين في معركة كورونا كانت منتجعات الغردقة وشرم الشيخ ومرسي علم والأقصر وأسوان في مصر حيث أغلقت البازارات السياحية أبوابها بمختلف أنواعها من هدايا وورق البردي ومحلات الجلود والمشغولات الفضية ,لافتا إلي أن الحياة بدأت تعود من جديد لهذه الحرف والصناعات القائمة علي السياحة، وبدأت الورش في العمل والإنتاج مرة أخري مما يساهم في حركة تنشيط السياحة.
وقال كارم بدر مرافق مجموعات سياحية، إن أزمة كورونا ووقف الطيران أدت إلي فقد العشرات وظائفهم في الشركات السياحية لارتباط المهنة بالسياحة والسائح الأجنبي، وبعد عودة السياحة بدأت الشركات السياحية في طلب عودة جميع المرشدين والمرافقين السياحيين لبدء مرحلة جديدة من العمل نتمني أن تستمر.
عودة السياحة وتعافي الحرف والصناعات :
قال شرقاوي احمد رسام علي الرمال، أن حرفة الرسم علي الرمال ووضعها في زجاجات توقفت أثناء وقف الطيران وتعرضها خلال هذه الفترة لحالة ركود شديدة لاعتمادنا علي السائح الأجنبي لترويج المنتج، والآن بدأت العجلة تدور بعودة السياحة وجولات المدينة التي يقوم بها السائحين الأجانب للتسوق وحرصهم علي اقتناء الهدايا ذات الطابع المصري.
تعافي الحرف والصناعات
ويقول اشرف العمدة صاحب ومدير احد بيوت صناعة الالبستر، يعد بيع التذكاريات المنحوتة مصدر دخل الجميع ففي كل بيت من بيوت القرية العشرات من الرجال والنساء تزدهر حياتهم بازدهار السياحة، موضحا أن السائح الأجنبي شديد الحرص علي شراء المنتجات المصرية خاصة الفرعونية ليزين به منزله من الأحجار المنحوتة بالشكل الفرعونية وأوراق البردي.
وقال محمد جمال بائع ورق البردي، أن هذا المنتج لا يقبل عليه إلا السائح الأجنبي فقط ونظرا لتقديره للحضارة المصرية القديمة، وان المنتج ينشط بتواجد السياحة الأجنبية.
السياحة قاطرة التنمية
بشار أبو طالب نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، قال أن السياحة قاطرة التنمية، ليست مقولة فقط إنما هي شعار اقتصادي لكل العصور فكم من بلد يأتيها رزقها على شكل سائح ينفق أمواله ليأتي إليها وينفق أموال أخرى ليستمتع ويتنقل داخلها.
وأضاف أن، الصناعات التي تخدم السياحة لا تعد ولا تحصى كما أن أنواع السياحة لا تعد هي الأخرى، فلو أخذنا على سبيل المثال صناعة الأتوبيسات السياحية التي وطنتها الدولة بكثير من المستثمرين، هذا الصناعة توقفت تمام أثناء جائحة كورونا، ثم دارت عجلة الإنتاج بجهود الدولة والحكومة في الإجراءات الرشيدة التي خففت من حدتها، ولو راجعنا ما يستخدمه السائح أثناء إقامته في الفندق سنجد أن الصناعات الغذائية تنمو بنمو السياحة، كذلك صناعة النسيج، بل وصناعة المرشد السياحي المؤهل بلغات مختلفة، وحرص السائح الأجنبي علي شراء المنتجات ذات الطابع المصري خاصة ما يعود للحضارة المصرية القديمة.
جهود الدولة في التعافي واستعادة النشاط:
قال علي غنيم رئيس غرفة السلع السياحية، إن الغرفة بذلت مجهودات كبيرة على مدار العامين الماضيين لمساندة الأعضاء في أزمة كورونا التي أثرت على القطاع السياحي بشكل ملحوظ، مضيفا انه جاري بحث ومناقشة تأثير جائحة كورونا على المحال السياحية والبازارات وآلية دعم الحرف اليدوية والعاملين في هذا التوقيت الحرج الذي يمر بها قطاع السياحة العالمي.