كتّاب وآراء

أهل المغني دماغنا وجعنا

ظاهرة تصدير مشكلات أهل الفن والمغني أصبحت مقززة ومنفرة وتصل إلي حد الجريمة المجتمعية متكاملة الأركان ، ما بين زواج وطلاق وعري أصبحت أخبارهم تتداول بين الناس وبكل فخر وينقسم الجمهور ما بين مؤيد ومعارض ، متعاطف ومشمئز ، مدافع ومهاجم.

حرب التريندات لاخبار شخصية تداولها لا يخرج عن حدود غرف النوم ، آفة التكنولوجيا ساهمت في النشر والخلاف وخلقت مراكز نفوذ علي وسائل التواصل المجتمعي ، أصبح عدد المتابعين يفوق تعداد عدد سكان دول بالمنطقة العربية والحصيلة أموالا طائلة ناتج عن هذا الانتشار غير  الأخلاقي وغير المبرر .

ناس تختلف وآخرون يحصدون ناتج هذا الخلاف ماديا ، التربح يفوق أجرة فيلم أو مسلسل ، التعايش ” عالة ” علي ” قفا ” الجمهور بدون إبداع حقيقي ولا مجهود ، تحولت الشوارع في العالم الي ساحات لنشر بذاءات تحت عنوان الحرية تارة والتكنولوجيا تارة آخري ، كان الفنان في زمن مضي يسعي جاهدا للحفاظ علي صورته وسمعته أمام الجمهور ، لم يكن ملاكا فهو بشر يخطئ ويصيب ولكنه يسعي للحفاظ علي صورته ، العكس يحدث في عصرنا هذا ، خلافات فنية يستطيع العاقل من أهل الفن حلها دون تفاصيل للنشر ودون مواربة ايضا ودون تدليس أو إظهار تحيز أو ضغينة لطرف ، خللا أصاب العامة نتاج تصرفات أهل الشهرة وربما النخبة .

أهل الفن والمغني دماغنا وجعنا من طرح وعرض مشكلات غرف النوم علينا ، يتساءل أولادنا وبناتنا عن الأسباب أكثر مما يتساءل أحدهم عن الابداع والطرب لهذا أو ذاك ، تصدع الجدار الحسي لدي الفنان أصابنا نحن الجمهور بالاحباط والاكتئاب ، أتساءل عن المسؤل عن هذا تأتي الإجابة أنها التكنولوجيا وسرعة النشر ويقول أحدهم إنها المكاشفة والحرية ، لا تعجبني تلك الاجابات ولا أميل لها ، نقاشات المقاهي غلبت عليها صناعة النميمة والهجوم علي هذا الفنان والدفاع عنه في آن واحد .

لا أفهم هذا ، تغيرت الاهتمامات وسيطرت علي المناقشات الخلافات الغوغائية والانشقاقات ، كارثة مجتمعية ربما نعيشها ، وربما يحب أن نتعايش معها في الحالتين لابد من البحث عن متغير مجتمعي ، دراسات متزنة تقول لنا ماذا نحن فاعلون ، لا يجب إستثمار هذة الغوغائية في فرض واقع بل يجب إستثمار ها لتغيير واقع ، المضي قدما نحو الأفضل حلما يراود الجميع ، ولابد أن نعي هذا ونعود لتحقيقة من خلال مؤسسات الدولة ، لا يجب الركن علي تصدعات نفوس مريضة أفرزتها لنا أحلاما ضائعة.

في مصر لدينا مؤسسات قوية ورئيس لا يدخر جهدا لنشر روح التسامح وخلق نموذج القدوة المجتمعية ، وتراث مصر زاخر بما ينفع ، وما يضر لا يحتاج الي بحث فأصبح يعلمه القاصي والداني ، أهل المغني يوما كنتم القد وة ، في عصرنا هذا صدعتم دماغنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى