[ الصفحة الأولى ]تاريخ وحضارة

والت ديزنى.. 120 عامًا على ميلاد “إمبراطور الكارتون”

هو رائد أفلام الرسوم المتحركة، ولد والتر الياس ديزنى في 5 ديسمبر عام 1901م في شيكاغو إيلانوي، كان ترتيبه الرابع بين خمس أبناء لأب كندي إيرلندي الأصل، وأم أمريكية ألمانية الأصل، انتقلت العائلة بعد ولادته مباشرة إلى ولاية ميسورى، ظهرت موهبته بالرسم واستخدام الألوان بالمدرسة، فبدأ الرسم وبيع الصور للأصدقاء والجيران، استقرت العائلة في مدينة كانساس في عام 1911م، واشترى الوالد صحيفة صباحية وساعده الأبناء في توزيعها، كما عمل مع عمه في وظيفة صيفية بالسكك الحديدية فباع الصحف والوجبات الخفيفة للمسافرين، وبدأ بدراسة الرسوم الكاريكاتورية بالمراسلة ثم انضم لمعهد كانساس سيتي للفنون ومدرسة التصميم.

عاد إلى شيكاغو عام  1917م، والتحق بمدرسة ماكلينى الثانوية، شارك في الجريدة المدرسية برسوماته وصور التقطها، ودرس بجانبها رسم الكاريكاتور في معهد شيكاغو للفنون ليلا، إلا إنه توقف بسبب الحرب العالمية الأولى، وشارك فيها كسائق سيارة إسعاف الصليب الأحمر الأمريكي في فرنسا وألمانيا.

عاد إلى مدينة كانساس في عام 1919م، وعمل كرسام استوديوهات بسمين-روبين الفنية مع آب إيوركس، وأسس معه في عام 1922م استوديو صغيرواشترا كاميرا أفلام مستعملة وأعدوا بها أفلاما دعائية متحركة مدتها دقيقة ودقيقتان ووزعها على دور السينما، بالأضافة إلى سلسلة اسكتشات رسوم متحركة باسم laugh-o- gram، الفيلم التجريبي لسلسلة من القصص الخيالية أليس في كارتون لاند لمدة سبع دقائق، وجمع بين الحركة الحية والرسوم المتحركة، أعلن إفلاس الأستوديو في 1923 بعد تعرضه لخداع الموزع.

انتقل مع شقيقة روى إلى هوليوود كمصور سينمائي، إلا أن نجاح فيلمأليس المفاجئ دفعه إلى إعادة فتح الأستوديو الخاص به باسم الأخوة ديزنى للكارتون بمشاركة أخيه كمدير أعمال، وانضم إليهم إيوركس، واستئنافوا السلسلة، وأضافوا شخصية جديدة “الأرنب المحظوظ”، وسرعان ما غيرت الشركة اسمها إلى استوديوهات والت ديزنى بناء على اقتراح روى، وابتكروا في عام  1927م شخصية فأر مبتهج وحيوي يدعي “ميكى ماوس” وأصدقائه، وخططوا لإنتاج فيلمين له، إلا إنه تجاهلاها مع ظهور إمكانية إضافة الصوت للأفلام انتجت الشركة أول فيلم للشخصية الكارتونية الأشهر عالميا  مضافاً إليه الموسيقى في عام 1928م، وحقق نجاحا عظيما، وأدى والت ديزني صوت ميكي حتى عام 1947م.

أطلق أول فيلم ملون”ورود الأشجار” عام 1932م، وحصل على جائزة الأوسكار كأفضل فيلم قصير للرسوم المتحركة، ثم بدأ إنتاج الأفلام الطويلة منها “سنو وايت والأقزام السبعة” عام 1935، انتقلت الأستودياهات إلى مقر جديد في “بوربانك” عام1939م، واجه انتكاسه في عام 1941م؛ بسبب إضراب واستقالة عدد من الرسامين، كما توقف عن إنتاج الأفلام الطويلة أثناء فترة الحرب العالمية الثانية، بدء وضع خطط إقامة مدينة ملاهي ضخمة عام 1950م، وافتتح “ديزنى لاند” الترفيهية بتكلفه 17 مليون دولار في 17 يوليو عام 1955م، وأكمل اخية تطويرها بعد وفاته.

أنتج أكثر من 100 فيلم روائى طويل، حصل على 26 جائزة أوسكار، 4 جوائز فخرية، كُرم بميدالية ذهبية عام 1935م، أعلن أن شخصية ميكى رمزاً للنوايا الحسنة، ويعتبر أكثر الشخصيات التى حصلت على العديد من الجوائز، ومن هذه الجوائز جائزة الأوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة قصير، جوائز الأوسكار الفخرية عن ابتكار شخصية ميكى عام 1932م وغيرها .

تزوج من “ليليان بوندز”في عام 1925م،  وأنجبا ابنة وحيدة ديان عام 1933م، وتبنا ابنة واحدة هي شارون عام 1936م، توفى في 15 ديسمبر عام 1966م؛ بسبب إصابته بمرض سرطان الرئة، حُرق جثمانه ونُثر رماده في مقبرة فورست لون في لوس أنجلوس.

ونشرت جريدة “الأهرام” خبر وفاته بالصفحة الأخيرة تحت عنوان عنوان

* عاصمة السينما تنكس الأعلام حدادا على والت ديزني
* صحف العالم كله تنعي الرجل الذي صنع البسمة على كل الوجوه

وفي التفاصيل: (مات سيد صانعي أفلام الكارتون، مات الفنان الذي جعل من الحيوان والطير وعجائب مخلوقات البحر والبر شخصيات في أفلامه السينمائية كما جعل “ميكي ماوس” و”دونالد دوك” عنوانا لاسمه ولفنه!

مات والت ديزني (٦٥ عاما) فجر أمس في مستشفي أمام الاستوديو الذي عمل فيه سنوات طويلة وقرب المدينة التي تحمل اسمه في هوليوود .. مات نتيجة هبوط مفاجئ في القلب حدث له في المستشفي في الوقت الذي كان يرقد فيه منتظرا نتيجة تحاليل تجرى له بعد جراحة أُزيل له فيها جزء من احدى رئتيه.

إن موجة من الحزن تجتاح أمريكا منذ أعلن نبأ وفاة ديزني، تم تنكيس الأعلام في هوليوود وضواحيها، عم الحزن الصحافة الأمريكية والأوروبية. خرجت تنعى الفنان الكبير لم يحدث له مثيل في الصحافة الإنجليزية منذ اغتيال الرئيس الأمريكي كيندي.

والت ديزني بدأ إنتاج الأفلام الطويلة منذ 29 سنة، كان أول فيلم طويل له هو “ذات الرداء الأبيض والأقزام السبعة” ثم أنتج بعده 100 فيلم!

وقد حصلت أفلامه على 700 جائزة، بينها 29 جائزة أوسكار، و4 جوائز “أيمي” الفرنسية،  ووسام جوقة الشرف الفرنسي.

قالت جرير جارسون بطلة أحدث أفلامه “أسعد مليونير” عندما سمعت خبر وفاته: “كان طيب القلب حقا.. لقد أعطانا كثيرا من الجمال ومتعة الضحك والعطف على الحيوان”.

قال داريل زانوك نائب رئيس شركة فوكس:”لا شيء نبنيه لذكرى والت ديزني يمكن أن يساوى ما تركه في قلوبنا وعقولنا”.

قال أخوه وشريكه في مدينة “ديزني” روي ديزني:”إن موته خسارة عالمية.. لقد كان والت صاحب طريقة فريدة في الوصول إلى قلوب وعقول الصغار والكبار على السواء”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى