العلاقات المصرية الغينية..صداقة بدأها عبدالناصر والسيسي يسطر مستقبلها

تقرير: نبيل زغلول
بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأحد، جولته الخارجية إلى منطقة غرب إفريقيا، بزيارة إلى جمهورية غينيا، صاحبة العلاقات المتميزة مع مصر، والتي تأتي تتويجا لصداقة تاريخية أصيلة بين البلدين.
وتشمل جولة الرئيس السيسي الخارجية 4 زيارات، تبدأ من غنيا، وتتضمن أيضًا الولايات المتحدة الأمريكية، كوت ديفوار، والسنغال.
وتأتي جولة السيسي الخارجية إلى منطقة غرب إفريقيا في إطار حرص مصر على تكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة، ومواصلة تعزيز علاقاتها مع دول القارة في مختلف المجالات، من خلال تدعيم التعاون المتبادل على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، فضلًا عن الأولوية المتقدمة التي تحظى بها القضايا الإفريقية على أجندة سياسة مصر الخارجية، لاسيما في ضوء الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الإفريقي.
وتسعى مصر من خلال هذه الزيارة إلى تعزيز أوجه التعاون الثنائي مع بلدان الغرب الإفريقي، ومناقشة مستجدات القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلًا عن الدفع بعملية التنمية وتعزيز الاندماج الاقتصادي في القارة في ضوء الرئاسة المصرية للاتحاد.
وتسلمت مصر في 10 فبراير الماضي رئاسة الاتحاد الإفريقي لعام 2019.
مصر وغينيا علاقات تاريخية وتعاون لمستقبل أفضل
بالعودة لطبيعة العلاقات بين مصر وغينيا تحديدًا، يتبين أنها ذات أصول تاريخية تعود لفترة استقلال غينيا عن فرنسا عام 1958، إذ اتخذت غينيا كوناكري-اسم يميزها عن أخرى هي غينيا بيساو- وبهذا الاستقلال خطت خطوة مخالفة عن بقية المستعمرات الفرانكفونية في غرب إفريقيا.
وقتها قدمت مصر الدعم والتأييد التام لغينيا، لتنال حريتها والاستقلال عن فرنسا، فأثمر هذا التأييد عن صداقة قوية بين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وزعيم غينيا حينها أحمد سيكوتوري، وتبع ذلك اعتراف بالجميل تجسد في تسمية أحد شوارع عاصمتها، وجامعتها باسم الزعيم جمال عبدالناصر، واليوم يسعى الرئيس السيسي من خلال زيارته إلى غينيا في ظل القيادة المصرية للاتحاد الإفريقي إلى سطر المستقبل، والسعي لتحقيق مزيد من التعاون بين البلدين.
واستمرت العلاقات بين البلدين منذ ذلك الحين، إذ حرصت مصر على دعم الكوادر في غينيا، على مدار السنوات من خلال الدورات التدريبية التي ينظمها الصندوق المصري للتعاون الفني مع إفريقيا، بالتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية في العديد من المجالات مثل الصحة والقضاء والشرطة والزراعة والتعليم وتدريب الدبلوماسيين وغيرها.
أبرز محطات العلاقات المصرية الغينية
8 زيارات متبادلة بين قيادات البلدين تمت خلال آخر 15 عاما، بحسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات، منها 4 في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي بلورت الاهتمام المتبادل، لتعميق العلاقات بين البلدين لاسيما في عهد السيسي، كان آخرها مشاركة السفير حمدي سند لوزا نائب وزير الخارجية للشئون الإفريقية، في الاحتفال الـ60 لعيد استقلال غينيا، خلال أكتوبر 2018، والذي حمل فيه رسالة تهنئة من الرئيس السيسي إلى رئيس غينيا ألف كوندي.
وفي 25 مايو 2017 زار رئيس غينيا مصر، واستقبله خلالها الرئيس السيسى، وبحث الجانبان سبل تطوير ودعم العلاقات المصرية – الغينية، فضلًا عن بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك إقليميًا ودوليًا.
وفي 18 مايو 2017، زارت السفيرة مشيرة خطاب غينيا، في إطار حملة الترويج لترشحها لمنصب مدير عام اليونسكو. وهناك استقبلها هناك رئيس غينيا، وسلمته رسالة خطية من الرئيس السيسي تشيد بالعلاقات بين البلدين، والتقت بوزيري الشؤون الخارجية والتعليم العالي، وزارت المكتبة الوطنية وجامعة جمال عبد الناصر بكوناكري.
كما بحث خطاب مع الجانب الغيني سبل تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي بين البلدين، وكيفية نقل الخبرات المصرية اللازمة لدعم المؤسسات التعليمية والثقافية الغينية.
في 3 مارس 2017 زار غينيا المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية للمشاركة في اجتماع مجلس إدارة المبادرة الإفريقية للطاقة المتجددة. إذ تهدف المبادرة إلى توليد 10 آلاف ميجا وات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2020، بينما يتمثل الهدف الأكبر لها في الوصول إلى توليد 3 آلاف جيجا على مستوى القارة بحلول عام 2030.
العلاقات الاقتصادية
بلغت قيمة الصادرات المصرية إلى غينيا نحو 500 ألف جنيه سنويًا، وتتألف من مواد غذائية ومواد بناء، بالمقابل تنعدم الصادرات الغينية إلى مصر، إذ أعلنت غينيا عن قدرة السوق الغيني على استيعاب الاستثمارات والمنتجات المصرية.
اتفاقيات التعاون
تجسد التعاون بين مصر وغينيا في نحو 11 اتفاق ومذكرة تفاهم، أغلبها في مجالات الصحة والتعليم والبحث العلمي والسياحة، وكذلك اتفاق بين غرفتي التجارة في البلدين.
وكانت مصر وغينيا قد وقعتا في 25 مارس 1982 بروتوكولاً ثنائياً، يقضي بإنشاء اللجنة العليا الوزارية المشتركة لدفع علاقات التعاون بين البلدين، حيث عقدت على إثره خمس دورات منها ثلاثة في القاهرة وأخرها كان في ديسمبر 2004.