بازار “كورسال”.. 150 سنة

يعتبر أشهر وأقدم بازار كلاسيكى فى شارع عماد الدين فى القاهرة الخديوية، وكانت جدرانه العتيقة وتصميماته التراثية وقفت حائط صد أمام كل تغيير وتطوير يتم فى المبانى حوله، أكثر من 150 عاما من الصمود عاشها بازار «كورسال» بشارع عماد الدين فى وسط البلد.
كورسال هو البازار الأشهر لبيع القبعات والبرانيط والملابس الكلاسيكية، يرتاده الملوك والرؤساء والفنانون والطبقات الأرستقراطية والباحثون عن كل ما هو قادم من روائح الزمن الجميل.
يقف داخل البازار ثروت العربى، 57 عاما، لم يفارق المكان منذ 45 عاما، تربى داخله، على يد تيكتياس كلادايس، مصرى- يونانى، صاحب المكان وورثه عن آبائه وأجداده.
يحكى ثروت عن تاريخ هذا المكان الذى واظب على زيارته الرئيس جمال عبد الناصر، وأحمد رشدى، وزير الداخلية الأسبق، وغيرهما من المسؤولين.
«المكان مصرى 100%، وما زال يبيع كل الاشياء الكلاسيكية، وعشان كده زباينه معروفين، الأبناء بييجوا على سيرته من أجدادهم»، كلمات بدأ بها ثروت حديثه عن «كورسال»، الذى عمل على تقديم ملابسه وقبعاته لكثير من الفنانين وهم يقومون بأدوار تمثيلية مختلفة فى عدد من الأفلام والمسلسلات.
من أبرز زبائن البازار توفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، وفنانون منهم إسماعيل يس، كمال الشناوى، يوسف شعبان، أبو بكر عزت، عادل أدهم، هياتم، يقول ثروت: «كل دول جم بنفسهم يختاروا برانيط لأفلام بيعملوها». ويضيف: «تعودنا أن يزورنا مصممو الملابس فى الأفلام عشان يختاروا منهم حاجات تناسب أدوار الفنانين لحد دلوقتى».
استقبل المكان تصوير مشهد من فيلم سمير وشهير وبهير، بعد أن وجدوا أن هذا المكان يعبر عن الروح القديمة التى تناسب سياق الفيلم، الذى عادوا به إلى حقب زمنية قديمة فى مصر.
لم يستقبل المكان فنانين اختاروا قبعات لأدوارهم الفنية فقط، بل لأغراضهم الشخصية، يقول ثروت: «الفنان صلاح السعدنى مكنش بيشترى برانيط غير من هنا، بييجى ينقى بنفسه، كمان الفنان أبو بكر عزت، كان إنسان بحبوح وطيب جدا وعادل أدهم».
ورغم الطابع الكلاسيكى للبازار وعدم مواكبته للصيحات الحديثة، بحسب ثروت، إلا أنه ظل مقصدا لشباب النجوم والزبائن العاديين، ويضيف: «سعد الصغير بييجى عندنا، وأحمد الفيشاوى، وكمان فيه شباب بتيجى تشترى عشان تقلد الفنانين، فى ناس تييجى تقولى عايز برنيطة زى اللى بيلبسها تامر حسنى».
روح المكان مختلفة وفتريناته لم تتغير منذ قديم الزمن، فقط يطلون الحوائط بين الحين والآخر، حتى عماله لم يتغيروا منذ سنوات.