العلماء الروس يعيدون تجربة الكواكب الجليدية

تمكن العلماء في معهد الجيولوجيا وعلم المعادن التابع لأكاديمية العلوم الروسية في نوفوسيبيرسك من محاكاة تحول الميثان إلى ألماس تحت تأثير ضغوط ودرجات حرارة عالية.
وتوافقت عملية المحاكاة مع الظروف المتوقعة داخل الكوكبين الجليديين أورانوس ونبتون، وفقا للصحيفة الرسمية للأكاديمية “العلم في سيبيريا”.
ويشير الباحث سيرغي راشينكو إلى أن التجارب كشفت أوجه قصور في النماذج العلمية السابقة. ففي القرن العشرين، افترض علماء أمريكيون أن المركبات الجليدية مثل الماء والميثان والأمونيا توجد في جوف أورانوس ونبتون على شكل غلاف سائل عميق، وأن الميثان قد يتبلور على شكل “أمطار” ألماسية داخل هذه الكواكب.
وأوضح راشينكو: “نهتم بسلوك المادة في ظروف الضغط العالي، لأنها تمثل الجزء الأكبر من المادة في الكون. ما أثار قلقنا هو أن البحوث السابقة لم تراقب الحالة الكيميائية لسخان البلاتين. باستخدام مصدر إشعاع السنكروترون في هامبورغ، تمكنا من إعادة التجارب ورصد تشكل الألماس أثناء تحلل الميثان بوجود البلاتين. تبين أن البلاتين يصبح نشطا كيميائيا، ويسلب الهيدروجين من الميثان ليكوّن هيدريد البلاتين، بينما يتحرر الكربون على شكل ألماس.”
وللتأكد من النتائج، أجرى الفريق تجارب مماثلة باستخدام الذهب كسخان معدني، المعروف بعدم تكوينه لهيدريدات تحت الضغط العالي، فتبين أنه في هذه الظروف النقية كيميائيا لا يتشكل الألماس، مما يوضح أن وجود البلاتين كان العامل الحاسم في التجربة الأولى.
وأضاف راشينكو: “الزملاء اليابانيون أجروا تجارب مشابهة، أضافوا فيها الأكسجين على شكل ماء إلى الميثان، كما هو موجود على العملاقين الجليديين، وتمكنوا من تحقيق تشكل الألماس في ظروف طبيعية تحاكي جوف هذين الكوكبين، وقد أكدنا هذه النتائج أيضا من خلال النمذجة الرياضية.”
وهذه التجارب تسلط الضوء على العمليات الكيميائية المعقدة التي قد تحدث داخل الكواكب البعيدة، وتعيد النظر في بعض الفرضيات السابقة حول تكوين الألماس في الكون.
المصدر: تاس