[ الصفحة الأولى ]سفر وطيران

المايوة الشرعي السبب، لماذا تراجعت السياحة في اللاذقية؟

أصدرت وزارة السياحة في الحكومة السورية تعميمًا ينظّم آلية عمل المسابح الخاصة والشواطئ العامة والخاصة، متضمّنًا قواعد تتعلق بلباس وسلوك الزوار. وفي ظل هذا التعميم، يطرح كثيرون تساؤلات حول تكاليف السياحة البحرية هذا العام على شواطئ مدينة اللاذقية.

قرار وزارة السياحة الصادر، في 10 من الشهر الجاري، حدد طبيعة وأنواع ملابس زوّار ومرتادي الشواطئ والمسابح العامة والخاصة، وكذلك إجراءات السلامة والأمان.

وطالب القرار روّاد الشواطئ والمسابح العامة الالتزام بارتداء ملابس سياحة مناسبة تراعي الذوق العام ومشاعر مختلف فئات المجتمع، وذلك احتراماً للتنوع الثقافي والاجتماعي والديني في الجمهورية العربية السورية.

وينص القرار الذي يحمل الرقم (294)، على ارتداء ملابس سياحة أكثر احتشاماً في الشواطئ والمسابح العامة مثل “البوركيني” أو ملابس سباحة تغطي الجسم بشكل أكبر، وعند التنقل بين الشاطئ وأماكن أخرى من الضروري ارتداء غطاء الشاطئ أو رداء فضفاض للسيدات، فوق ملابس السياحة.

أما بالنسبة للرجال، نص القرار على ارتداء قميص عند عدم السباحة في الماء، وعدم السماح بالظهور عاري الصدر في الأماكن العامة خارج مناطق السياحة مثل “بهو الفندق وأماكن تقديم وتناول الطعام”.

لا شواطئ “شعبية” في اللاذقية

في المدينة، لا يزال شاطئ الرمل الجنوبي، الممتد حتى منطقة الشاليهات، الخيار المجاني الوحيد أمام السكان. إلا أن الشاطئ يعاني من تردي الخدمات وانتشار الأوساخ، إضافة إلى تصريف مياه الصرف الصحي نحوه، ما يجعله غير مناسب للعائلات، إضافة إلى كل من شاطئ ابن هاني والمرديان، وهي شواطئ صخرية لا يمكن السباحة فيها.

في المقابل، تنتشر الشواطئ والمنتجعات المأجورة بأسعار متفاوتة، وفقًا لمستوى الخدمة والرفاهية. ويقول سمير (طلب عدم ذكر اسمه) لموقع تلفزيون سوريا، وهو أحد العاملين في القطاع السياحي، إن الأسرة تحتاج وسطياً نحو 500 ألف ليرة سورية لقضاء يوم واحد في أحد الشواطئ المأجورة، وحتى الشواطئ التي كتبت عليها لافتات بأنها مجانية، يوجد أشخاص قاموا باستثمارها ونشروا طاولات على طول الشاطئ ولايوجد أي مكان لجلوس العائلات إلا على هذه الطاولات، والتي تتراوح كلفة حجزها بين 100و 150 ألف.

أسعار الدخول والخدمات في منتجعات اللاذقية

منتجع الشاطئ الأزرق: كلفة الدخول للشخص الواحد: 75 ألف ليرة، حجز طاولة: 150 ألف ليرة، وفي حال طلب مشروبات وفواكه فقط قد تصل الكلفة إلى 250 ألف ليرة للفرد.

منتجع روتانا: ألغى خدمة الدخول اليومية للشاطئ، وبات مقتصرًا على نزلاء المنتجع. تبدأ كلفة الجناح من مليون ليرة لليوم الواحد، وتزيد حسب عدد الغرف والموقع.

منتجع الجولدن بيتش: كلفة الدخول: 75 ألف ليرة

وشهدت هذه المنتجعات تراجعًا ملحوظًا في عدد الوافدين هذا الصيف، نتيجة لعدة عوامل، أبرزها مخاوف تتعلق بتقييد الحريات الشخصية بعد القرار الأخير المتعلق بلباس البحر، إضافة إلى حالات منع الشباب من ارتداء “الشورت”، والقلق العام من الوضع الأمني على الساحل بعد أحداث آذار، ويعتبر هذا العامل الأبرز، ويتساءل صاحب منشأة سياحية (طلب عدم ذكر اسمه)؛ “كيف سيتوجه الناس للسياحة الداخلية وهم خائفون من أي استهداف؟”، وأشار المصدر إلى أن معظم الزوار هذا العام هم من سكان مناطق كانت سابقا تحت سيطرة المعارضة، في إدلب وريف حلب، ممن يزورون البحر للمرة الأولى.

ملابس البحر.. تراجع في المبيعات

شهدت مبيعات ملابس البحر تراجعًا كبيرًا هذا العام، وفقًا لصاحب شركة “هاواي” للألبسة البحرية في اللاذقية، الذي أرجع السبب إلى مخاوف الناس من الوضع العام في البلاد. وأوضح أن نسبة المبيعات لم تتجاوز 20% مقارنة بالسنوات السابقة، رغم أن شركته تعتبر من أبرز المزودين لمحافظات عدة، مثل حمص وطرطوس ومحردة، حيث كانت الطلبات سابقًا تتجاوز 150 مليون ليرة، لكنها لم تتجاوز هذا العام 30 مليون، وبعض التجار توقفوا عن الشراء نهائيا.

ويتراوح سعر البكيني بين 150 و250 ألف ليرة، أما سعر البوركيني فيتراوح بين 300 و400 ألف ليرة. وأشار صاحب المنشأة إلى أن دخول البضاعة التركية إلى السوق المحلية أسهم أيضا في تراجع المبيعات، ما دفعه لإغلاق معمله مؤقتا.

تراجع عام في السياحة البحرية

رغم انفتاح المناطق السورية على بعضها بعد سقوط النظام، وارتفاع قدرة السكان في الشمال السوري على الوصول إلى البحر، إلا أن السياحة البحرية شهدت هذا العام تراجعا كبيرا مقارنة بالأعوام السابقة. ويعزو كثيرون السبب إلى ارتفاع التكاليف، والتضييق على الحريات، والمخاوف الأمنية، ما دفع عائلات كثيرة لإلغاء فكرة البحر كليا هذا الصيف، وفي هذا السياق أصدر مجلس مدينة اللاذقية قراراً حدد فيه مواقع للسباحة المجانية في الشواطئ والمسابح بهدف التخفيف من الأعباء المادية على السكان.

وأوضح رئيس الوحدات الإدارية في اللاذقية، علي عاصي، أن المواقع تشمل قطعتين مجانيتين رقم (1) ورقم (10) على شاطئ “شرق المنتجع”، ومنتجع “جولدن بيتش”، وذلك ليتمكن أي مواطن من الاستمتاع بالبحر من دون أي كلفة، بحسب “عاصي”.

كما أشار رئيس الوحدات الإدارية، بحسب ما نقلت صحيفة “الوحدة”، إلى تخصيص مسبح أوغاريت (نقابة المعلمين سابقاً)، وكذلك الشاطئ الواقع خلف المدينة الرياضية، للسباحة المجانية.

وكشف عاصي أن مجلس المدينة يعمل على إعادة تأهيل حديقة الحرش، مشيراً إلى أنه سيتم تجهيزها بطاولات وكراسي وإنارة مجاناً وعلى نفقة البلدية، بهدف إتاحة السباحة للأهالي من دون أي تكاليف.

ونقلت الصحيفة عن عدد من الأهالي شكواهم من المعاناة المستمرة منذ سنوات بسبب ارتفاع رسوم ارتياد الشواطئ، التي كانت بمعظمها خاضعة لإدارة مستثمرين من القطاع الخاص. ولكن رغم هذا القرار لم يتغير الحال حتى الآن في وضع السياحة البحرية في اللاذقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى