انتفاضة برلمانية ضد إسرائيل.. رفض صارم للتهجير القسري للفلسطينيين وتحذيرات من انهيار السلام
شهدت الجلسة العامة لمجلس النواب برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي وبحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، انتفاضة برلمانية شرسة عكست الرفض الشعبي والرسمي القاطع لأي محاولة أو مخطط لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى سيناء، تحت أي ظرف، وبأي طريقة كانت.
وتضمن جدول أعمال الجلسة مناقشة ١٦ طلب إحاطة تقدم بها أعضاء مجلس النواب إلي المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، موجهه إلي الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء لمناقشة الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الدولة المصرية لمنع التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة.
تجديد تفويض الرئيس
وأكد عبد الهادي القصبي رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن زعيم الأغلبية البرلمانية بمجلس النواب، أنه من حق الشعب المصري أن يقف علي حقيقة الموقف الرسمي للدولة من محاولات ومخططات تهجير الفلسطينيين بقطاع غزة إلى سيناء، واستجلاء موقف الحكومة إزاء ما يثار في الإعلام الإسرائيلي والغربي وما يثار من مغالطات وشائعات حول تلك المخططات.
أشار القصبي إلي تكدس الآلاف من الشعب الفلسطيني أمام المعبر المصري ومن الضروري معرفة موقف الحكومة تجاه تلك المسألة، والخطوات التي اتخذتها تجاه هذا الأمر، لافتا إلى أن الشعب المصري بكافة طوائفه يتابع تداعيات القضية الفلسطينية وخاصة مع منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الأعزل.
وأكد أن الشعب المصري يساند الشعب الفلسطيني القوي الأبي، ويرفض التهجير القسري أو نزوح الشعب الفلسطيني إلي سيناء، ونحن نجدد تفويضنا للرئيس عبد الفتاح السيسي لاتخاذ كافة التدابير للحفاظ علي الأمن القومي المصري .
عــدو جـبـان
من ناحيته، أكد اللواء أحمد العوضي رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أن التهجير القسري لأهالي قطاع غزة يضر الأمن القومي المصري والقضية الفلسطينية أيضا وهذا لا يمكن السماح به تحت أي ظرف من جانب مصر، وقيادتها، قائلا: نرفض تصفية القضية الفلسطينية، مشيدا بالجهود التي قامت بها الدولة المصرية من أجل دعم ومساندة الشعب الفلسطيني، فيما وصف العدو الصهيوني بالجبان لأنه لا يقاتل إلا من خلف جدر، وما حدث من انتصارات على إسرائيل في حرب أكتوبر 1973 خير دليل.
نحن دولة سلام.. ولكن
في موازاة ذلك، أكد النائب كريم درويش رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أنه في الفترة الأخيرة لا صوت يعلو في كل منزل مصري سوى العدوان على غزة، وحرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال ودعوات التهجير القسري.
وقال إن التهجير القسرى جريمة بكل المقاييس وفقا للقانون الدولي، وكل من سكت في المجتمع الدولي عن هذه الجريمة شريك فيها، وكل من صمت عن انتهاكات إسرائيل وشجع على بناء المستوطنات فهو شريك في الجُرم.
وقال رئيس اللجنة الخارجية بالبرلمان: نحن دولة سلام ونؤمن بالسلام ودعاة سلام، ولكننا في ذات نفس الوقت نحذر أن الأمن القومي المصري لا يُمس، والأمن القومي المصري خط أحمر، والتصعيد المستمر سوف ينعكس سلبا على السلام في المنطقة بل والعالم بشكل عام”.
أضاف: هناك خطوط حمراء لا يسمح الشعب المصري بتخطيها، متابعا: “105 مليون مواطن مصري خلف الرئيس عبد الفتاح السيسى، على استعداد للتضحية بأنفسهم جميعا من أجل حماية الأرض المصرية العزيزة”.
التهجير القسري جريمة حرب
من جانبه استعرض النائب مصطفى بكري عضو مجلس النواب المخطط الصهيوني الذي يستهدف مصر وتصفية القضية الفلسطينية ويستهدف بعد غزة الضفة الغربية ونقل الفلسطينيين للأردن، لكن لا يمكن لأحد أن ينسى وعي الرئيس السيسي بهذا المخطط وعدم السماح بتصفية القضية الفلسطينية على حساب أطراف أخرى، وقال بكري “الطرف نحن”، وشدد على حماية الأمن القومي المصري.
وأضاف “نقول لأبناء الشعب الفلسطيني وأبناء غزة الذين يبادون أمام العالم الجبان والأمة العربية الصامتة وكأنها تنتظر مصر التي اتخذت موقفًا منذ البداية.. نريد أن تشكل فورًا لجنة لدراسة المعاهدة المصرية الإسرائيلية للتسوية”.
وقال بكري “القانون الدولي يعطينا الحق للتقدم بشكوى للمحكمة الجنائية الدولية لأن ما يجري من تهجير قسري هو جريمة حرب، والتقدم بشكوى لمجلس الأمن واجب”، مؤكدا على الثقة في القيادة السياسية والجيش العظيم “لن يسمحوا لأي كائن من كان والرئيس السيسي بالذات لن يسمح”.
وتابع “هذه لحظة فلسطين التي يرفع علمها في كل بيت مصري.. مصر كلها موحدة خلف القائد الوطني، حدود مصر خط أحمر، سيناء التي دفعنا فيها عشرات الألوف من الشهدء لن نفرط فيها.. نقف صفًا واحدًا خلف القائد، وليبقى التراب الوطني المصري وهامة فلسطين مرفوعة”.
جريمة مكتملة الأركان
من جانبه، أكد النائب أحمد خليل خير الله، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور، أن التهجير القسري لأهالي غزة جريمة حرب مكتملة الأركان، وبمثابة إعلان حرب على دول الجوار، ودعا إلى ضرورة اتخاذ كل الخطوات لدعم الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى فتح المعبر من الجانب المصري، واستقبال الجرحى والأطفال وتقديم المساعدات.
وقال: نعرف أننا ندفع الثمن كدولة ولكن تهون كل الأثمان أمام فلسطين، متابعا: “لو ذهبنا مع الحق نعم نخسر”.
واختتم: “كلمتين خلاصتهم لا للتهجير ونقف نحن والقيادة السياسية والشعب المصري أمام محاولات التهجير من المحتل المغتصب ما حدش يقول افتحوا المعبر المعبر مفتوح، نخسر ولكننا مع الحق وتهون كل الأثمان من أجل فلسطين”.
الأمن القومي المصري
وشدد النائب جازى سعيد، عضو مجلس النواب ، علي ضرورة نريد تعمير سيناء بالبشر، موضحًا أن الدولة اهتمت بتعمير وتنمية سيناء، ونفذت العديد من المشروعات القومية والتنموية هناك، ولكن نريد تعميرها بالبشر، للحفاظ علي الأمن القومي المصري.
وقال جازي سعيد إن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني من مجازر ضد المدنيين يخالف كافة المواثيق الدولية والإنسانية، وهذا العدوان يستهدف ضياع القضية الفلسطينية.
وأكد عضو مجلس النواب، أن أبناء سيناء يشيدون بموقوف مصر تجاه القضية الفلسطينية، ويرفضون محاولات التهجير القسرى التي تعد بمثابة ضياع للقضية للفلسطينية، مضيفا: “نريد رد وطني واضح من رئيس مجلس الوزراء، بشأن التدابير التي تقوم بها الحكومة لمنع التهجير القسري إلى سيناء، وبشأن ضمان وصول المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني وكذلك بشأن التدخل للوقف الفوري لإطلاق النار والمجازر التي ترتكبها الاحتلال الإسرائيلي، لأن المخطط الصهيونى معروف منذ عهد الرئيس الراحل حسني مبارك حيث كانت إسرائيل تقف وراء نشر الإرهاب بسيناء بهدف تفريغها.
مؤامرة ضد الدولة المصرية
وقال النائب أحمد فؤاد أباظة، رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب إن مصر تدافع عن القضية الفلسطينية، ومنذ يوم 7 أكتوبر وهناك مخططات ومؤامرات تحاك للدولة المصرية، ومصر تتصدى لأي محاولات للتهجير للشعب الفلسطيني، وتقف وتدين ما يرتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلي من مجازر وانتهاكات صارخة للقانون الدولي الإنساني”.
وأشار إلى أن يوم 7 أكتوبر كسر مقولة أن جيش الاحتلال لا يقهر، متابعا: الجيش الإسرائيلي تم قهره في ثوان، وهذا الاحتلال الذي يقصف الشعب الأعزل قتل أطفالنا وقتلوا النساء والشيوخ، وقتلوا الشعب الفلسطيني دون رحمة، قصفوا المستشفيات والمدارس.
وتابع أباظة: أؤكد على دعم القضية الفلسطينية بكل ما نملك، ونثق كل الثقة في القيادة السياسية، التي تقوم بموقف مشرق وقوى للتصدي لهذه المخططات، وتقوم بإرسال المساعدات لغزة.
ووجه رسالة للرئيس السيسي قال فيها: نقول لك الشعب المصرى أمامك وخلفك وكلنا أمامك مجلس نواب ومجلس الشيوخ، ومن يفرط في أرضه يفرط فى عرضه، ونحن متمسكون بالأرض المصرية ولكل شبر فيها، لا للتهجير لا للتفريط.
سيناء خط أحمر
من جانبه، قال النائب عمرو القطامي أمين سر لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إن التهجير القسرى للأشقاء الفلسطينيين بداية لتصفية القضية على حساب دول الجوار، مؤكدا أن حل الأزمة الحالية يبدأ بوقف فوري لإطلاق النار.
وشدد أمين سر لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، على أهمية الدور المصري في القضية على مدار التاريخ، وتمسك مصر بعدم فتح المعبر قبل دخول المساعدات، وتشديدها على ضرورة التدفق الكامل والأمن والمستدام للمساعدات الإنسانية لأهل غزة، وصولا إلى إحلال السلام من خلال حل الدولتين، وإعلان فلسطين دولة مستقلة على أساس مقررات الشرعة الدولية.
وأشار النائب عمرو القطامى إلى أن استمرار النزاعات في منطقة الشرق الأوسط ستكون سببا في التأثير سلبيا على الأمن والسلم العالمي وليس على منطقة الشرق الأوسط فقط، وهذا ما أكدت عليه الدولة المصرية خلال الفترة الأخيرة، ومن ثم من مصلحة الجميع أن يعود السلام ويتم وقف إطلاق النار على وجه السرعة.
في نفس الوقت، أكد النائب إبراهيم أبو شعيرة، عضو مجلس النواب عن محافظة شمال سيناء، أن سيناء خط أحمر، قائلا: الجميع يعلم المخطط الإسرائيلي من انتصار أكتوبر 1973، وهو دخول سيناء مرة أخرى.
وأوضح أن دخول الفلسطينيين إلى سيناء يمثل خطورة شديدة على الأمن القومي المصري، مطالبا رئيس مجلس الوزراء بضرورة العمل من أجل إدخال المساعدات المتكدسة بالعريش وتفعيل الدور الدبلوماسية للضغط على إسرائيل لوقف الحرب الدائرة.
وقال النائب عن سيناء: “للأسف المستقبل ظلام، والحرب خراب ودمار، متابعا: سيناء لن نفرط في حبة رمل منها أو أي شبر من أرض مصر وكلنا خلف القيادة السياسية في الحفاظ على الأمن القومي المصري”.