استثمار 1.7 مليار دولار في حلول الذكاء الاصطناعي
كتب: مصطفي عبد السلام
سلّطت شركة جارتنر اليوم الضوء على مستقبل الذكاء الاصطناعي التوليدي بعد “تشات جي بي تي”، وقد استثمرت شركات إدارة رؤوس الأموال ما يزيد عن 1.7 مليار دولار في حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي على مر السنوات الثلاث الماضية، وكانت الحصة الأكبر من التمويل لصالح تطوير الأدوية بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي وبرمجيات الذكاء الاصطناعي.
وقال برايان بورك، نائب رئيس أبحاث الابتكارات التقنية لدى “جارتنر”:” تركّز النماذج التأسيسية الأولية مثل “شات جي بي تي” على قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي من أجل تعزيز الأعمال الإبداعية، ولكن بحلول العام 2025 فإننا نتوقع ما يزيد عن 30% من الأدوية والمواد الجديدة سيتم اكتشافها بصورة منهجية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو أمر غير موجود حاليا. وهذا ليس إلا مثالا واحدا على حالات الاستخدام العديدة على مستوى الصناعة”.
خمس حالات استخدام صناعي للذكاء الاصطناعي التوليدي: يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي استعراض العديد من التصاميم الممكنة لعنصر ما من أجل العثور عن التطابق المناسب أو الأنسب. إذ لا يقتصر الأمر فقط على تحسين وتسريع إنتاج التصاميم في العديد من المجالات، بل يشمل إمكانية “ابتكار” تصاميم جديدة أو عناصر لربما كانت تفوت على الإنسان خلاف ذلك.
وتبدو تأثيرات الذكاء الاصطناعي التوليدي ملموسة على مستوى قطاع التسويق والإعلام. وتتوقع شركة “جارتنر” أنه: بحلول العام 2025، فإن 30% من الرسائل التسويقية الصادرة عن الشركات الكبرى سوف يتم توليدها صناعيا، لتسجّل ارتفاعا عن نسبة 2% كانت عليه في العام 2022، وبحلول العام 2030، فإن 90% من أحد الأفلام الضخمة سيتم إنتاجه بواسطة الذكاء الاصطناعي (من النص إلى الفيديو)، بعد أن كانت النسبة 0% في العام 2022
ومع ذلك، فإن ابتكارات الذكاء الاصطناعي تتسارع بشكل عام، مما يسهم في إيجاد العديد من حالات استخدام للذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات، بما في ذلك المجالات الخمسة التالية:
أولا: الذكاء الاصطناعي التوليدي في تركيب الأدوية: أظهرت دراسة صدرت في العام 2010 أن متوسط كلفة إنتاج الدواء من مرحلة الاكتشاف وحتى طرحه في الأسواق بلغ 1.8 مليار دولار، كانت تكاليف مرحلة الاستكشاف تبلغ قرابة الثلث، واستغرقت مدة تراوحت ما بين 3 إلى 6 سنوات. ولقد بدأ استخدام الذكاء الاصطناعي بالفعل في تركيب أدوية لمختلف الاستخدامات وخلال أشهر فقط، لتمنح صناعة الأدوية فرصا واعدة لتقليص زمن وكلفة عملية اكتشاف الأدوية.
ثانيا: الذكاء الاصطناعي التوليدي في علم المواد: يؤثر الذكاء الاصطناعي التوليدي على مجالات مثل صناعة السيارات، والفضاء، والدّفاع، والطب، والإلكترونيات، والطاقة وذلك من خلال تصنيع مواد جديدة كليا تمتلك مزايا وخصائص فيزيائية محدّدة. إذ تعمل العملية التي تعرف باسم التصميم العكسي على تحديد الخصائص المطلوبة واستكشاف المواد التي من المحتمل أن تمتلك هذه الخصائص بدلا من الاعتماد على الصدفة فقط لإجاد هذه المواد التي تمتلك هذه المزايا. والهدف – على سبيل المثال – هو العثور على مواد أكثر قدرة على التوصيل الكهربائي أو الجذب المغناطيسي مقارنة بتلك المستخدمة حاليا في مجال صناعة المواصلات – أو من أجل حالات الاستخدام التي تتطلب مواد مقاومة للتآكل.
ثالثا: الذكاء الاصطناعي التوليدي في تصميم الرقائق: بإمكان الذكاء الاصطناعي التوليدي استخدام التعليم المُعزّز (تقنية للتعلّم الآلي) من أجل تحسين وضع المكونات في تصاميم رقائق أشباه الموصلات (مخططات التصاميم)، وذلك لاختصار الزمن الذي تستغرقه دورة التصنيع من أسابيع في حال الاعتماد على الخبرات البشرية إلى مجرد ساعات بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي التوليدي.
رابعا: الذكاء الاصطناعي التوليدي في البيانات المُركّبة: يمكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي التوليدي في إنشاء البيانات المُركّبة، وهي عبارة عن عيّنة من البيانات يمكن توليدها بدلا من جمعها من خلال المشاهدات في العالم الواقعي. فهذه تضمن الحفاظ على خصوصية المصدر الأصلي للبيانات والذي يتمّ استخدامه لتدريب النموذج. فعلى سبيل المثال، يمكن توليد البيانات الصحية صناعيا لغايات الأبحاث والتحليلات دون الحاجة للكشف عن هوية المرضى الذين تمّ استخدام سجلات أدويتهم وذلك ضمان الخصوصية.
خامسا: الذكاء الاصطناعي التوليدي في قطع الغيار: يتيح الذكاء الاصطناعي التوليدي لمختلف القطاعات بما في ذلك التصنيع، والسيارات، والفضاء، والدفاع تصميم قطع الغيار المُطوّرة لتلبية احتياجات ومتطلبات محددة، مثل معدّلات الأداء، والمواد المستخدمة، وأساليب التصنيع. فعلى سبيل المثال، يمكن لشركات تصنيع السيارات استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لابتكار تصاميم أخفّ وزنا – لتسهم في تحقيق الهدف بتطوير مركبات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود.