هزة عنيفة لسوق العملات الرقمية وإفلاس أشهر منصات التداول
أ ش أ
تلقت سوق العملات الرقمية ضربات قاسية خلال عام 2022، إذ خسرت أكبر العملات المشفرة “بيتكوين” أكثر من 70% من قيمتها، وتعرضت بعض منصات التداول الكبرى للإفلاس وأخرى للاختراق والسرقة، الأمر الذي دفع بعض الحكومات للسعي إلى تنظيم قطاع العملات المشفرة ووضع مواصفات قانونية للتداولات بهدف حماية حاملي الأصول الافتراضية وحماية المنصات من الانهيار.
ووفق بيانات، كانت معنويات حاملي العملات الرقمية متفائلة جدًا بداية العام، بعد أن ربحت القيمة السوقية للعملات المشفرة حوالي 1.43 تريليون دولار خلال عام 2021، بزيادة تخطت 186.45%، لتبلغ إجمالي القيمة السوقية للعملات الرقمية بنهاية 2021 حوالي 2.2 تريليون دولار، بحسب منصة “كوين ماركت كاب”.
ووصلت عملتا “بيتكوين” و”إيثريوم” إلى أعلى مستوى على الإطلاق في ختام عام 2021، لترتفع عملة “بيتكوين” بنسبة 62.5% رابحة نحو 18.1 ألف دولار لتصل إلى مستوى 47.05 ألف دولار، كما ارتفعت عملة “إيثريوم” خلال 2021 بنسبة 404.07% رابحة 2.97 ألف دولار لتصل إلى مستوى 3.71 ألف دولار.
ولكن لم يستمر الأمر كثيرًا، فمن بين أكبر 10 عمليات اختراق في تاريخ العملات المشفرة، حدثت ستة منها خلال العام الجاري، لتصل قيمة العملات المشفرة التي سُرقت من المستخدمين خلال عام 2022 حوالي 1.6 مليار دولار، وذلك وفقا لمنصة بيانات “blockchain Chainalysis”.
في مارس 2022، هزت أكبر عملية اختراق سوق العملات المشفرة، حيث استهدف قراصنة شبكة “رونين” Ronin وهي شبكة جانبية مبنية على عملة “إيثيريوم” وتديرها شركة “سكاي مافيس” (Sky Mavis) المرتبطة بلعبة الإنترنت الشهيرة “آكسي أنفينتي” (Axie Infinity)، لتتم سرقة ما يقرب من 615 مليون دولار، ما يجعلها واحدة من أكبر السرقات المسجلة في تاريخ العملات المشفرة.
كما شهدت عملة “تيرا لونا” وعملة “تيرا يو إس تي” والمعروف عنها أنها عملات مرتبطة بالدولار الأمريكي، انهيارًا عنيفًا في منتصف العام الجاري، والذي أثار مخاوف المنظمين الأمريكيين في وزارة الخزانة الأمريكية والفيدرالي الأمريكي حينها.
بدأت الأزمة مع بداية تعاملات يوم الاثنين الموافق 9 مايو الماضي حينما سقطت عملة “تيرا لونا” من مستويات قرب الـ 65 دولار نزولا إلى المستويات دون الدولار الواحد.
وسقطت عملة “تيرا يو إس تي” التي كانت تساوى واحد دولار في تعاملات 9 مايو نزولا إلى مستويات قرب الـ 0.3 دولار.
وانعكست خسائر عملة “تيرا لونا” والهبوط الحاد الذي اجتاح العملة المستقرة “تيرا يو إس تي” على سوق العملات الرقمية التي خسرت ما يزيد عن 450 مليار دولار من قيمتها السوقية في بضعة أيام.
ودفعت أزمة تيرا لونا وزيرة الخزانة الأمريكية “جانيت يلين” للتعليق على الحدث حيث قالت “أعتقد أن الوضع مع تيرا يو إس دي يوضح ببساطة أن هذا منتج سريع النمو وأن هناك مخاطر على الاستقرار المالي ونحن بحاجة إلى إطار عمل مناسب”.
وأضافت أنه سيكون من المناسب استهداف إطار فيدرالي متسق بشأن العملات المستقرة بحلول نهاية عام 2022 نظرًا لنمو السوق، ودعت إلى الشراكة بين أعضاء الكونجرس لسن تشريع لمثل هذا الإطار.