[ الصفحة الأولى ]تاريخ وحضارة

تونس تدشن “متحف النجوم” تخليدًا لذكرى فنانيها

دشنت وزارة الثقافة التونسية ”متحف النجوم“ في مدينة الثقافة وسط العاصمة، الهادف إلى تخليد ذكرى نجوم الفن والشخصيات العامة المؤثرة في مختلف المجالات.

وبدأ تدشين المتحف الجديد بتمثال للفنان علي الرياحي، الذي تم نصبه عند مدخل مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة، وهو ما أثار إعجاب الجمهور الذي توافد لمتابعة حفل الفنان لطفي بوشناق، ضمن سهرات ”مهرجان المدينة“ في دورته الثامنة والثلاثين.

وأكد المدير العام المكلف بمسرح الأوبرا محمد الهادي الجويني في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية التونسية أن هذا التمثال سيكون نواة لمشروع كبير كان اقترحه النقيب السابق للموسيقيين التونسيين الفنان مقداد السهيلي، يتمثل في بعث ”متحف النجوم“ الذي يضم أهم وأبرز الشخصيات الوطنية في مختلف المجالات.

وأوضح ”الجويني“ أن وزيرة الثقافة حياة قطاط القرمازي أعطت موافقتها على تدشين هذا المشروع، وأنه سيتم تشكيل لجنة فنية لتدارس مختلف الجوانب نظرًا لما يتطلبه من التزامات مادية، واتفاقيات بين تونس والصين البلد المصنّع لمثل هذه التماثيل، وفق تعبيره.

واعتبر الجويني أنّ اختيار توقيت تركيز هذا التمثال مدروس، والتزامن مع حفل بوشناق مقصود، اعتبارًا للعلاقة المتينة التي تربط الفنان لطفي بوشناق بالفنان الراحل علي الرياحي، وتقديره لفنه ولمسيرته التي خلّفت أعمالًا خالدة أثرت المدونة الموسيقية التونسية، مضيفًا: ”لذلك اخترت أن يغنّي بوشناق بحضور علي الرياحي في حركة رمزية وذات دلالة“، بحسب قوله.

واستقطب التمثال الذي كان في غاية الإتقان جمهور مدينة الثقافة، والوافدين على مسرح الأوبرا، الذين عبّروا عن إعجابهم بهذه المفاجأة السارة، والمبادرة التي تخلّد أسماء كبار المبدعين التونسيين في الموسيقى، وشتى مجالات الفنون والإبداع.

وقال الفنان مقداد السهيلي، وهو صاحب فكرة تدشين المشروع إنّ الفكرة راودته منذ سنوات، مضيفًا: ”سيكون متحفًا رائعًا يستقطب السياح الذين يعول كثيرًا على السياحة الثقافية لاستقطابهم، ولا مجال، اليوم، للاقتصار على تعريف السياح على شواطئ البحر، والزيت، والبرتقال، بل لا بد من التعريف بالشخصيات التونسية، وبلادنا، وثقافتها، وحضارتها، وتاريخها“ وفق قوله.

وتابع ”السهيلي“ متحدثًا عن فلسفة هذا المتحف وأهداف تدشينه: ”سيستمع الزائر عند مروره بجانب التمثال إلى الغناء إذا كان تمثال فنان، أو إلى مقتطف من خطاب إذا كان سياسيًا، وهكذا نعرّف بالشخص ومسيرته“.

وأشار إلى أنه تم جلب تمثال الفنان علي الرياحي من دار الموسيقي إلى مدينة الثقافة ليكون نواة تمثل الانطلاقة الحقيقية للمتحف الذي من المنتظر أن يكون مقره بمدينة الثقافة، وأن يضم تماثيل لنحو 35 من الشخصيات الوطنية التونسية التي تركت بصمة خاصة في تاريخ بلادنا في مجالات مختلفة“.

ومن المنتظر أن يتم تصميم تماثيل للزعيم الراحل وأول رئيس للجمهورية التونسية الحبيب بورقيبة، والزعيم النقابي فرحات حشاد، والعلامة ابن خلدون، والكاهنة، و“شاعر الخضراء“ أبو القاسم الشابي، ونجميْ الفن الشعبي التونسي الهادي حبوبة، وإسماعيل الحطاب، والفنانات زينة، وعزيزة، ونعمة، والعدّاء محمد القمودي الحاصل على أول ميدالية أولمبية في تاريخ تونس، واللاعبين عبد المجيد الشتالي، وهادي بالرخيصة، وسيكون مشابهًا لمتاحف الشمع المنتصبة في العواصم الكبرى، مثل: باريس، ولندن، وهونغ كونغ، وغيرها.

ويتطلع القائمون على مشروع ”متحف النجوم“ أيضًا إلى تعريف الأجيال القادمة بالشخصيات الوطنية الفاعلة في مختلف المجالات، وبعث ورش لتكوين الشباب في مجال نحت التماثيل، في شراكة بين الجانبين التونسي والصيني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى