الملكة إليزابيث ترغب في حصول كاميلا على لقب ملكة مستقبلا
واعتبر محللون مختصون بالشأن الملكي أن الإعلان إقرار مستحق من رأس المؤسسة الملكية بعد سنوات من ولاء دوقة كورنوال وعملها الجاد، وفقا لبي بي سي.
ووصف الأمير تشارلز ذلك بأنه شرف كبير له ولزوجته “الحبيبة“.
ومنذ انضمامها إلى العائلة بزواجها بالأمير تشارلز قبل 17 عاما، تمكنت كاميلا التي يبلغ عمرها 74 عاما، من القيام بدورها، لتصبح من كبار الشخصيات في العائلة الملكية البريطانية.
لكن طريق دوقة كورنوال لنيل القبول الشعبي لم يكن سهلا، ولا مفروشا بالورود. ففي البداية اعتبرت كاميلا شخصية مثيرة للجدل، وقد حملها البعض مسؤولية فشل زواج ولي العهد من الأميرة الراحلة ديانا، ووصوله إلى الطلاق.
في عام 1994، اعترف الأمير تشارلز بخيانة زوجته مع كاميلا، لكنه قال إن ذلك جاء بعد أن “انهار زواجه من ديانا بشكل لا رجعة فيه“.
لكن علاقتهما لم تصبح علنية حتى عام 1999 عندما أظهرا رسميا ارتباطهما العاطفي، وتم تصويرهما معا خارج فندق ريتز في لندن، وكان ذلك ضمن حملة علاقات عامة خطط لها بعناية.
منذ ذلك الحين، تمكنت كاميلا من كسب ولاء قسم كبير من الجمهور الذي كان حذرا في نظرته إليها. ونالت إشادات لدفاعها عن القضايا التي تهتم بها وتدعمها، بما في ذلك دعمها جمعيات خيرية لمحو الأمية وأخرى للدفاع عن الحيوان، إلى جانب منظمات تساعد ضحايا العنف المنزلي.
كما كسبت الدوقة تأييدا بسبب موقفها القوي في قضية محاربة العنف الجنسي ضد المرأة. وفي خطاب ألقته في لندن العام الماضي، أشارت إلى قضية سلامة النساء في الطرقات ومقتل سارة إيفرارد على يد ضابط شرطة بعد أن اختطفها واغتصبها ودعت الرجال أيضا إلى “الانخراط” في الجهود للقضاء على العنف الجنسي.
وتقول بيني جونور المؤلفة المختصة بالكتابة عن العائلة المالكة، عن كاميلا “لقد كانت مخلصة، ورصينة، وملتزمة بالعمل مع جمعياتها الخيرية، وداعمة دائما للأمير“.
وتضيف أنها استلمت هذه المهام في سن متأخرة نسبيا، لكنها كانت دائما رائعة.
ولدت كاميلا روزماري شاند في 17 يوليو/ تموز عام 1947 لعائلة من الطبقة العليا وهي الابنة الكبرى لبروس وروزاليند شاند، ونشأت في ساوث داونز في شرق ريف ساسكس.
وهي معروفة بحبها للخيل، وتقول إنها في طفولتها لم تكن تفكر تقريبا في شيء ماعدا المهور الصغيرة.
وتلقت تعليمها بمدرسة كوينز غيت في حي ساوث كينزينغتون اللندني، وأكملت تعليمها في سويسرا وفرنسا.
تزوجت كاميلا عام 1973 أندرو باركر بولز، الضابط في الجيش البريطاني، وأنجبت منه طفلين، لكن زواجهما انتهى بالطلاق عام 1995.
وتشمل اهتمامات كاميلا الأخرى القراءة. وقد تحدثت عن أهمية كتب الأطفال وأشارت إلى رواية “الجمال الأسود” التي تتحدث عن مغامرات ومعاناة حصان أسود جميل كأحد الكتب المفضلة لديها، وهي من محبي مهرجان “هاي” الأدبي الذي يقام سنويا في ويلز. وخلال فترة الإغلاق بسبب وباء كورونا، أنشأت ناديا للقراءة على تطبيق إنستغرام.
كما اعترفت دوقة كورنوال أيضا بأنها “مدمنة” على متابعة المسلسل الإذاعي “ذا آرتشر” على راديو 4 والمستمر منذ عام 1951، وهو يتمتع بشعبية كبيرة ويتحدث عن قصص حياة أجيال من عائلات من المزارعين في بريطانيا، وقد قالت مازحة إنها عانت من “أعراض انسحاب شديدة” عندما تسبب انتشار فيروس كورونا إلى توقف إذاعة حلقات من المسلسل.
وتقول فيكتوريا هوارد، المشرفة على تحرير موقع” ذا كراون كرونيكالز” المختص بأخبار العائلة المالكة “لقد رأى الكثير من الناس العمل الجيد الذي قامت به دوقة كورنوال على مر السنوات، وولاءها، وطبيعتها الرصينة، وجديتها في العمل“.
وتضيف “أعتقد أن الكثير من الناس أعجبوا برؤية هذا“.
كما لاحظ العديد من المعلقين المختصين بالشؤون الملكية أن الأمير تشارلز يبدو أكثر استرخاء مع وجود كاميلا إلى جانبه.
لم تكن حياة الدوقة قبل زواجها من ولي العهد، عبارة عن قصور وارتباطات عامة، ولطالما كانت أميل إلى الحياة الريفية الهادئة، وفي بعض الأحيان يظهر هذا الاتجاه لديها بشكل طبيعي.
وفي مقابلة معها عام 2020، كشفت كاميلا أنها كانت تستمتع بعدم اضطرارها إلى ارتداء الملابس الرسمية، والاكتفاء ببنطال من الجينز أثناء فترة الإغلاق.
كما تحدثت، الدوقة وهي أم لولد وبنت، أيضا عن حبها لأحفادها، قائلة إن افتقادها لهم أثناء الإغلاق كان “أسوأ” ما عانته، وكان كل ما تحلم به هو “أن أهرع إليهم وأحتضنهم“.
وتعتقد جونور أن كاميلا ستضفي الدفء على دور الملكة القرينة، وتقول “إنها مرحة، وودودة وفي عينيها وميض. إنها تجعل الناس يشعرون بالرضا عندما يكونون معها“.
حسم الجدل
عندما تزوج تشارلز وكاميلا، المطلقان كلاهما، زواجا مدنيا في عام 2005، أُعلن حينها أن كاميلا ستحصل عندما يعتلي زوجها العرش على لقب الأميرة القرينة، بدلاً من الملكة القرينة وفقا لما هو متعارف عليه، وذلك بسبب تكهنات بخصوص الحساسية الشعبية للأمر.
لكن خبراء بخصوص العائلة المالكة يقولون إن إعلان الملكة موافقتها، سيؤثر الآن على الجمهور في تبني كاميلا كملكة.
وتختلف الأعراف الملكية البريطانية بخصوص الزواج، بين زوجات الملوك وأزواج الملكات، ففي حين تحصل زوجات الملوك تاريخيا على لقب “الملكة القرينة” وإن كان اللقب لا يمنح أي سلطات دستورية.
فإن كلا من الأمير فيليب زوج الملكة إبيزابيث الثانية، والأمير ألبيرت زوج الملكة فيكتوريا، لم يحصل على لقب الملك، وإنما لقب الأمير القرين.
ويقول بيتر هانت، مراسل الشؤون الملكية السابق، “بالنسبة لكاميلا، فإن الرحلة التي قطعتها من كونها الطرف الثالث في زواج (تشارلز وديانا) إلى ملكة منتظرة، قد اكتملت بالفعل“.
وتتفق إميلي ناش من مجلة “هالو!” مع رأي هانت، وتقول “بمنح الملكة إليزابيث موافقتها الملكية الخاصة لكاميلا كملكة، تحمل لقب الملكة القرينة، فإنها تحسم الجدل الذي كان محتدما لسنوات عديدة. وأعتقد أن هذا ما سيحدث بالفعل الآن.”
كما تؤكد بيني جونور أيضا على أن “هذه هي رغبة الملكة”، مشيرة إلى أن “الأمر لا يتعلق على الإطلاق بكون تشارلز عنيدا ويريد هذا من أجل المرأة التي يحبها. وإنما هي مصادقة مناسبة من رأس الهرم، وهي محقة، ومستحقة تماما، وقد جاءت كما ينبغي بالضبط“.
وبالنسبة للمؤرخ روبرت لاسي، فإن توقيت إعلان الملكة، بعد أقل من عام على وفاة الأمير فيليب، كان مؤثرا.
ويقول لاسي لبي بي سي “من الواضح أنها كانت تفكر في أهمية الشريك والقرين بالنسبة لها. لقد فقدت رفيقها مؤخرا، وأعتقد أن هذا عامل كبير في سبب سماعنا لهذا الإعلان الآن“.
“ويضيف” إنهم يدعونها الشركة، وهذا يجعل كاميلا تنضم إلى الشركة بشكل صحيح