[ الصفحة الأولى ]منوعات

«العدس الخطير».. ذهب الفقراء وكنز الصحة

أميرة طلعت

والمطبخ وما أدراك ما المطبخ، مطبخ صغير تفوح منه رائحة البهارات والذكريات، تغلي القدر بهدوء، ويعلو البخار محملًا بعطر مألوف وهي رائحة العدس، تلك الحبات الصغيرة التي طالما جمعت العائلات حول الموائد، ما زال يحتفظ بمكانته رغم تغير الأزمان وتنوّع الأطباق.

العدس الخطير

قد يبدو العدس بسيطًا في شكله، لكنه في جوهره عميق كالعلاقة التي تربطنا به منذ الطفولة، فطبق العدس لم يكن مجرد طعام، كان دفئا في ليالي الشتاء، ووجبة سريعة في أيام الدراسة، وكان حكاية ترويها الأمهات وهن يهمسن: “فيه فائدة ما تتخيلها”.

يعرف العدس بأنه “لحم الفقراء”، ليس تقليلا من قيمته، بل إشارة إلى غناه بالبروتين، وكونه بديلا صحيا وغنيا لمن لا يستطيع شراء اللحوم، ومع مرور الزمن لم يعد حكرًا على موائد البسطاء، بل دخل قوائم الطعام الصحي، وتبنته المطابخ العالمية كعنصر أساسي.

في كل بيت حكاية مع العدس، سواء في طبق الشوربة الذي يسبق الغداء، أو في الكشري الذي أصبح رمزا شعبيا، أو حتى في “العدس المجروش” الذي تفضله الجدات لأنه يطهى أسرع ويهضم بسهولة.

فوائد العدس

بعيدا عن الطعم، العدس مصدر غني بالألياف، الحديد، والبوتاسيوم، يقلل من مستويات الكوليسترول، ويساعد في ضبط سكر الدم، ويمنح إحساسًا بالشبع لفترات طويلة، لا عجب أن خبراء التغذية يوصون به كغذاء مثالي لمن يسعى لصحة أفضل.

رغم بساطته، يحتفظ العدس بمكانة خاصة في قلوب من عرفوه عن قرب، ليس فقط لأنه متوفر في كل بيت تقريبا، بل لأنه ارتبط بلحظات صادقة بلقمة حارة في مساء بارد، أو وجبة سريعة تطهى في عز الزحام، أو طبق يقدم من القلب عند أول زيارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى