[ الصفحة الأولى ]كتّاب وآراء

السيد الدمرداش يكتب: صناعة أزمة وفشل إدارة

طرفي الصراع في ملف تطوير منطقة الأهرام الأثرية “الشركة المنفذة” طرف واضح، أراد أن يخلق منظومة متكاملة لتحسين التجربة السياحية في المنطقة الأثرية التي يرتادها الأجانب من كل بلاد العالم، أنفقت الشركة المنفذة ما يزيد عن مليار جنيه مصري، رغم تشكيك كثيرون من المنتقدين لها في هذا الرقم، وهذا أمر لا يعنيني علي الإطلاق، فلست ممن لهم منافع في هذا.

الشركة حرصت على تحقيق أهدافها بقرار سيادي، والهدف قومي تحرص الحكومة المصرية علي تنفيذه في ظل إهتماما لها بصناعة السياحة، تطويرها وتنميتها، والطرف الآخر خفي، لا يتضح لنا نحن العامة من الشعب، طرف له مصلحة مباشرة في إفشال أي جهود للقضاء علي عشوائيات تلك المنطقة الأثرية، طرف يملك نفوذاً لا يمكن تجاوزها، وله أدواته ورجاله في كل مكان، يعيشون بيننا، ويملكون مفردات السيطرة على زمام الأمور، يجيدون صناعة الأزمة، وتصديرها، نصبوا سيركاً في منطقة الأهرام الٱثرية في أول يوم تشغيل تجريبي لها بعد تطويرها وتنميتها حسب ما ورد علي وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا.

صناعة الأزمة يجيدها أرباب المصالح الخاصة، ولا يمكن التغلب عليها، أخطأت الشركة المنفذة للمشروع الوطني، يقينا عندما وقعت في ” الفخ ” المنصوب لها من قبل هؤلاء ممثلي الطرف الخفي، نحيب ساويرس ليس ملاكاً ولا واعظ ولا رجل دين، هو رجل أعمال له اهداف يعمل على تحقيقها، أول هذة الأهداف هو خلق منظومة متكاملة لتحسين التجربة السياحية في المنطقة الأثرية حتي يحصل على عائد هذة الأستثمارات التي تم ضخها والمعلن عنها، الملف شائك، والجريمة كبري، المقصود كان إفشال جهود الشركة المنفذة للمشروع الوطني.

المقصود هنا محاربة “ساويرس “، ولا يعلمون أن الوطن هو المتضرر الوحيد ، صناعة السياحه المصريه هي التي تواجه تحديات من نوع جديد في ظل عبثية الصراع بين طرفي نزاع أحدهما خفي ، غياب الإتحاد المصري للغرف السياحية عن المشهد يؤكد ذلك ، وغياب مجلس إدارة غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة أيضا.

أنا شخصياً حاولت الاتصال بعدد من هؤلاء الذين يديرون غرفة شركات السياحة والإتحاد المصري للغرف السياحية لم يرد سوي ناصر ترك نائب رئيس الإتحاد المصري للغرف السياحية، وكريم المنباوي، وكانت كلماتهم مقتضبة، لا يملكون إجابة واضحة المعالم وبيان وزارة السياحة يعكس خللاً مهنياً وتقليداً لم نعرفه، لا أحد هنا في مواجهة طرف خفي، ربما معلوم للقوم ، مصر فوق الجميع في ظل عبثية الصراع الخفي، المشهد الإعلامي كان ساخناً وأقصد هنا رواد الفضاء والسوشيال ميديا، تصدره السوقة والدهماء في ظل غياب حسام الشاعر رئيس الإتحاد المصري للغرف السياحية، ونادر الببلاوي رئيس غرفة شركات السياحة، جريمة مهنية في حق الوطن تستوجب عقاباً شديداً لمن شارك فيها.

أخطأت الشركة المنفذة للمشروع الوطني في إدارة ملف الإعلام حول التحديات التي واجهت المشروع، بيانها ضعيف ينم عن عدم تقدير للحدث، وأيضا بيان وزارة السياحه والٱثار، وأتساءل”عن عدم الإستجابة لتحذير جماعة الإرشاد السياحي للموقف” كما أتساءل عن عدم أقامو مؤتمر صحفي في الموقع الأثري قبل التشغيل التجريبي بحضور الوزير وقيادات المجلس الأعلى للٱثار، وقيادات الشركة المنفذة للمشروع، ومجلس إدارة غرفة شركات السياحة، وشرح كافة وجهات النظر وعرضها أمام وسائل الإعلام المختلفة، وإشراك شيوخ المهنة في الرأي”، ولما العجلة في التشغيل التجريبي لمنطقة الأهرام الأثرية في ظل نقص الخدمات والإمكانيات التي كانت سبباً في تشوية صورة مصر ، والمصريين علي وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا من قبل هؤلاء الذين يديرون الملف في الخفاء، أين حمرة الخجل، لماذا غاب عن هذا المشروع “المخطط العام” المهني في إدارة ملفي التشغيل التجريبي وملف الإعلام .

في ظني أن ” نجيب منين ” يملك كياسة وفطنة كبيرة كرجل أعمال، كما يملك خبرة في مثل هذه الأمور، وهذا يؤكد دور اللهو الخفي في صناعة الأزمة التي تعرض لها هذا المشروع في بداياته.

فشلت الشركة المنفذة للمشروع الوطني في إدارة ملف التشغيل التجريبي لمنطقة الأهرام الٱثرية، وأعطت “سكينا “، للهو الخفي ليطعنها في يوم عرسها، أخطأ عمرو جزارين عندما تجاهل إشراك جمع من المهنيين من شيوخ المهنة، ورجال القطاع السياحي المصري بعيداً عن الإتحاد المصري للغرف السياحية وغرفة شركات السياحة، وأيضا أخطأ عندما تجاهل دور الإعلام في التأثير على الرأي العام ومواجهة جماعات الضغط من أصحاب المصالح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى