[ الصفحة الأولى ]كتّاب وآراء

احمد جاسم الدبي يكتب: المخدرات.. آفة تهدد أمن المجتمع

تعد المخدرات من أخطر الآفات الاجتماعية التي تعصف بالمجتمع، فلا تجعل المخدرات تلعب بك!

المخدرات ليست صديقًا يشاركك الضحكة أو المتعة. هي عدوٌ خبيث يتسلل إلى حياتك بهدوء، ثم يسرق منك كل شيء جميل فيها.

تخيل نفسك قويًا، ناجحًا، تعيش الحياة التي تحلم بها. ثم تخيل هذا الحلم يتلاشى بين عشرة وأخرى، بسبب قرار خاطئ، تجربة واحدة تدمر كل شي ٠

المخدرات لا تميز بين غني وفقير، كبير وصغير. تدمر الأسر، وتقتل الأحلام، وتبدد الطاقات. هي كارثة بكل المقاييس.
أنت لست رقمًا في إحصائية، أنت إنسان له قيمة. لا تجعل المخدرات تتحكم في مصيرك. أنت أقوى منها، أنت تستطيع أن تقول لا، فهي ليست مجرد مواد تؤدي إلى الإدمان فحسب، بل أداة لتدمير الأفراد والأسر والمجتمعات بأكملها. ومع تزايد انتشارها، باتت تهديداً واضحاً لأمن المجتمع ومستقبل شبابه.

أثر المخدرات على الشباب

الشباب هم العمود الفقري لأي مجتمع، وأمل المستقبل الذي يُعتمد عليه في البناء والتقدم. إلا أن المخدرات تستهدف هذه الفئة العمرية تحديداً، فتقضي على طموحاتهم وتحولهم من أفراد منتجين إلى أشخاص عاجزين غير قادرين على مواجهة أعباء الحياة. يؤدي تعاطي المخدرات إلى تدهور الصحة الجسدية والعقلية للشباب، ويؤثر سلباً على قدرتهم على التحصيل العلمي والعمل.

الأضرار الاجتماعية والأمنية

لا تقتصر آثار المخدرات على الأفراد فقط، بل تتعدى ذلك إلى تهديد أمن المجتمع ككل. فتعاطي المخدرات يرتبط بارتفاع معدلات الجريمة مثل السرقة، العنف، وحتى القتل. كما تسهم في تفكيك الأسر وانتشار البطالة، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية.

دور التوعية والمجتمع

لمواجهة هذه الآفة، يجب أن تتضافر جهود الجميع، بدءاً من الأسر والمؤسسات التعليمية، وصولاً إلى الحكومات. التوعية هي السلاح الأول لمحاربة المخدرات، من خلال توجيه الشباب وتثقيفهم بمخاطرها على حياتهم ومستقبلهم. كما ينبغي تعزيز القوانين التي تجرم تجارة وتعاطي المخدرات وتشديد العقوبات على المتورطين فيها.

إن القضاء على آفة المخدرات مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع. حماية الشباب من هذه السموم يعني حماية مستقبل المجتمع بأكمله. ولتحقيق ذلك، لابد من التركيز على نشر الوعي، توفير البدائل الإيجابية للشباب، وتعزيز القيم التي تحميهم من الوقوع في براثن الإدمان. المجتمع القوي هو المجتمع الذي يحمي شبابه من أي خطر يهدد أمنهم وطموحاتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى