أغاني نجاة الصغيرة ووردة الجزائرية بروح مصرية بمهرجان الموسيقى الدولي بالكويت
هويدا محمود
في مساء يعكس جمال الفن المصري العريق والطرب الأصيل، أقيم في قاعة الشيخ جابر العلي الصباح الموسيقية بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، حفل موسيقي غنائي مميز احتفت فيه المطربتان إيمان عبدالغني وفرح الموجي بأغاني العمالقة نجاة الصغيرة ووردة الجزائرية، بقيادة المايسترو دكتور محمد الموجي، وذلك وسط حضور لافت من جمهور من مختلف الأعمار، تفاعلوا مع الأغنيات بكل حماس وإعجاب، ليشكل هذا الحدث الفني واحدا من أبرز الأمسيات ضمن أنشطة مهرجان الموسيقى الدولي ال24 الذي يقيمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب هذه الفترة.
قدمت فرح الموجي في النصف الأول من الحفل أغاني نجاة، تلك الفنانة التي لا تزال بصوتها العذب يشع في وجدان الملايين، وقد برعت فرح في إظهار قدراتها الصوتية الكبيرة، مستلهمة من نجاة تفاصيل أدائها الرائع وتمكنها من إيصال أحاسيس الأغنية إلى القلوب، وغنت “إلى حبيبي” و”ليه خلتني احبك” و”أما براوة”، ونقلت الجمهور بإحساسها العالي وهي تغني “عيون القلب” إلى عالم آخر من المشاعر الصادقة.
أما إيمان عبدالغني، فأبدعت في النصف الثاني من الحفل بتقديم أجمل أغاني وردة، الفنانة التي ارتبط اسمها بالكثير من الأعمال الخالدة، مثل «بتونس بيك» و«جربت احبك»، واضاف صوتها العذب والمليء بالقوة العاطفية بعدا خاصا لكل أغنية، واستطاعت أن تظهر قدرتها في أداء الأغاني التي اعتاد جمهور الطرب الاصيل على سماعها لوردة ومنها “في يوم وليلة” و”العيون السود” و”أكدب عليك” و”طب وانا مالي” و”لولا الملامة“،
اما المايسترو دكتور محمد الموجي، الذي تولى القيادة الموسيقية، فقد كان له دورا بارزا في إنجاح هذا الأمسية بفضل خبرته الطويلة في الموسيقى العربية، حيث نجح في توجيه الأوركسترا بطريقة متناغمة ساهمت في إبراز الصوتين المميزين لإيمان وفرح، ومنح الحفل لمسة من الإبداع والانسجام.
كان التفاعل الجماهيري في هذا الحفل بمثابة شهادة حية على النجاح الكبير الذي حققه، فلم يكن الحضور مجرد جمهور عابر، بل ملأ القاعة بالتصفيق والتفاعل المستمر مع الأغاني، تعبيرا عن الإعجاب باللحظات التي غمرها الفن الأصيل.
كانت أغاني نجاة الصغيرة ووردة الجزائرية في هذا الحفل بمثابة جسر بين الأجيال المختلفة، حيث أخذت ألحان الجيل القديم في رحلة عبر الزمن ليستعيدوا ذكرياتهم الجميلة، بينما الجيل الأصغر وجد نفسه مشدودا إلى تلك الأغاني التي عرفت برقيها وقيمتها الفنية العالية.
والفنانة المصرية إيمان عبد الغني، صوليست فرقة الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية وصوليست فرقة أم كلثوم للموسيقى العربية هي مطربة معتمدة بالإذاعة المصرية، ولها عدة أعمال من تلحين الأساتذة محمد علي سليمان وسامي الحفناوي، والدكتور جمال سلامة، وطارق فؤاد، وأمجد العطافي، وكبار الملحنين في مصر وأصدرت أخيرًا أغنية جديدة بعنوان «ضحيت كتير».
حصلت إيمان على جوائز متعددة منها جائزة المركز الثالث في مهرجان «المبدع العربي» للعام 2005، وحازت المركز الأول في مهرجان «بوزنيقة» بالمغرب وحصلت كذلك على جائزة «أحسن صوت في مهرجان الموسيقى العربية العام 2017م
وشاركت إيمان عبدالغني في عدة مهرجانات بالبلدان العربية والغربية وجسدت البطولة الصوتية لمسلسل «قلبي دليلي» عن قصة حياة الراحلة ليلى مراد كما أحيت أحد حفلات فعالية «كلثوميات» ضمن الموسم الثقافي الأول في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي. وشاركت خلال الموسم الثاني في حفل «وردة».
اما فرح الموجي فهي صوت غنائي مصري واعد، بدأت رحلتها الفنية في سن مبكرة، عندما شاركت وهي لا تزال في التاسعة من عمرها في احتفال دار الأوبرا المصرية بعيد الأم، إذ أدت رائعة فايزة أحمد الشهيرة «ست سحاب. الحبايب ببراعة.
وتنتمي فرح إلى أسرة فنية، فوالدها هو المايسترو محمد الموجي، مدير الموسيقى العربية في دار الأوبرا المصرية وأستاذ آلة الكمان في المعهد العالي للموسيقى العربية، التابع لأكاديمية الفنون، ووالدتها لمياء عبد السلام، وهي أيضًا تدرس الغناء وخريجة المعهد ذاته.
وعلى رغم أن أولى خطواتها كانت على مسارح الأوبرا، فإن فرح حصلت على أكبر قدر من الشهرة عندما شاركت في الموسم الأول من برنامج The Voice Kids في العام 2015، حيث وصلت إلى المراحل النهائية. ومن بعدها عكفت على صقل موهبتها الغنائية، حتى صارت من المواهب الشابة التي تواظب على المشاركة في حفلات دار الأوبرا المصرية.