[ الصفحة الأولى ]تاريخ وحضارة

أهم روائع متحف “بوشكين” للفنون الجميلة في موسكو

تجاوز عمر متحف “بوشكين” للفنون الجميلة 112 عاماً. والمتحف عبارة عن كنز حقيقي للفن يحفظ نحو 700 ألف عمل فني تعود إلى عصور مختلفة بدءا من عصر اليونان القديم وانتهاء بمطلع القرن الـ21، حسبما ذكرت روسيا اليوم.

أهم روائع متحف “بوشكين” للفنون الجميلة في موسكو

ومن أكثر المجموعات الفنية في متحف “بوشكين” شهرة مجموعة تضم اللوحات الفنية الأوروبية الغربية. واشتهر المتحف بمعظم روائعه بفضل رعاة الفن الروس، وفي المقام الأول رجلي الأعمال من موسكو مطلع القرن الـ20 إيفان موروزوف وسيرغي شوكين.

ووصف الفنانون الفرنسيون إيفان موروزوف بأنه “روسي لا يساوم”. وكان الفن التشكيلي شغفه. واشترى أكثر من 600 لوحة. وقيمة اللوحات التي نجت حتى يومنا هذا وتحفظ حاليا في متحفي “بوشكين” و”الأرميتاج” تقدر اليوم بـ5 مليارات دولار.

أصبح موروزوف مولعا بالفن التشكيلي بفضل تأثير صديقه الكبير رجل الأعمال الموسكوبي سيرغي شوكين. وكان شوكين هو مَن كشف لروسيا أساتذة الرسم أمثال مونيه وماتيس وغوغان وبيكاسو، واشترى لوحاتهم في فرنسا وأحضرها إلى روسيا. ووفقا للخبراء، تبلغ قيمة مجموعة شوكين الموجودة في المتاحف المحلية اليوم 9 مليارات دولار.

 

رجل الأعمال شوكين / dzen.ru

وبقيت جميع الروائع التي جمعها موروزوف وشوكين في روسيا. وجعل شوكين عام 1909، أي قبل ثورة أكتوبر عام 1917 بـ8 سنوات، الوصول إلى مجموعته لأولئك الذين يرغبون في رؤيتها في قصره مجانياً. وقام بتنظيم أول متحف خاص مجاني الدخول في البلاد. وبعد أن تمت مصادرة قصره عام 1917 تم تعيينه بوابا في قصره، وتولى المسؤولية عن مجموعته الفنية الخاصة وكان مرشدا فيها. وفي عام 1918 هجر شوكين روسيا. وفي الوقت نفسه تقريبا غادر معه موروزوف البلاد أيضا. وعاش كلاهما في المهجر حياة متواضعة للغاية. وبقيت كل ثرواتهما في روسيا. ولم يقم أي منهما بأي محاولات قانونية للمطالبة بإعادة الروائع التي جمعاها.

بيير أوغست رينوار، “بورتريه جين سماري”

تعد “لوحة بورتريه الممثلة جين سماري” لـ بيير أوغست رينوار واحدة من أكثر اللوحات النسائية شهرة في العالم. وتعتبر لؤلؤة في المجموعة الفنية حتى على خلفية الكثير من روائع الرسم الانطباعي التي يمتلكها متحف “بوشكين”.

ويُطلق على أوغست رينوار لقب “رسام السعادة”. وكانت الممثلة سماري واحدة من العارضات المفضلات لدى رينوار. لقد رسم صورتها عدة مرات. والبورتريه المحفوظ في متحف “بوشكين” معترف به من قبل الخبراء على أنه الأفضل.

 

إدغار ديغا “الراقصات الزرقاوات”

 

جميع أعمال إدغار ديغا في متحف “بوشكين” هي من مجموعة شوكين. عندما رأى أحد معاصريه، لوحة “الراقصات الزرقاوات” في منزل شوكين هتف: “ديغا أجمل وأكثر رنينا”.

قليل من الناس يدركون أن “Blue Dancers” رسمت بالباستيل (أقلام رصاص على شكل قلم تلوين).

ولهذا السبب وصلت إلينا روائع ديغا بحالة ممتازة. وعلى عكس زملائه الانطباعيين الآخرين، حقق ديغا نجاحا ماليا. بيعت لوحاته بمبالغ كبيرة خلال حياته. وتم بيع “Blue Dancers” بمبلغ لا يصدق في ذلك الوقت – 60 ألف فرنك!

كاميل بيزارو، “ممر الأوبرا في باريس”

رسم كاميل بيزارو لوحة “ممر الأوبرا في باريس” في إحدى غرف فندق اللوفر، التي كانت تطل على الشارع المؤدي إلى مبنى الأوبرا الكبير. وعمل الفنان على اللوحة وهو مريض. ولم تكن لديه القوة للخروج إلى الهواء الطلق. وتوفي بيزارو في فقر ونسيان تام. ولا يمكن قول الشيء نفسه عن لوحاته التي وصلت إلينا. وكلها، أو بالأحرى تلك التي نجت، يتم تمثيلها الآن في أفضل المجموعات الفنية في العالم.

كلود مونيه، “زنابق الماء البيضاء”

رسم كلود مونيه هذه اللوحة عندما وصل إلى مرحلة الرخاء المالي في حياته، ويرجع الفضل في ذلك في المقام الأول إلى التاجر الروسي سيرغي شوكين الذي لم يكن يبخل في شراء لوحات الرسام. وهكذا بدأت لوحات الفنان تجلب له دخلا جيدا وأتاحت له فرصة حجشراء منزل في موقع خلاب في مقاطعة جيفرني. وقام بحفر بركة صناعية على ممتلكاته، ونظم حديقة. وعاش في هذا العقار لمدة 43 عاما. وهنا كان يمكنه الاستمتاع بزنابق الماء التي أحبها كثيرا.

بابلو بيكاسو، “فتاة على الكرة”

اليوم يعتبر بيكاسو أغلى فنان في العالم، لا سيما بفضل المُحْسن الروسي موروزوف، وتضم مجموعة متحف ” بوشكين” واحدة من أشهر لوحات هذا المعلم – “فتاة على الكرة”.

ويُعتقد أن حبكة الصورة تكمن في فتاة تبحث عن التوازن من أجل الوقوف على كرة، وهي قصة بيكاسو نفسه، الذي أخذت حياته منعطفات حادة، وكانت القدرة على الحفاظ على التوازن بمثابة النجاة في بعض الأحيان.

 

بول غوغان، “تاهيتي، أيتها الأرض الرائعة!”

في عام 1891، غادر الرسام إلى تاهيتي على أمل العثور على مصادر جديدة للإلهام هناك. واندهش من الجمال الغريب لهذه الأماكن. وقام بإبداع سلسلة من اللوحات المبنية على انطباعاته في الجزيرة. في وطنه بفرنسا لاقت هذه اللوحات استقبالا باردا، لكن جامعي الأعمال الروس قدّروها، وبفضل ذلك يمكننا اليوم أن نعجب بروائع غوغان غير المتوفرة في وطنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى