ميادة سيف تكتب: مناظرة هاريس وترامب تناقضات جذرية

مناظرة كامالا هاريس ودونالد ترامب حول محور الأمن القومي الأمريكي سلطت الضوء على الاختلافات الجوهرية في الرؤى الاستراتيجية لكلا من المرشحين، وكشفت عن التحديات المعقدة التي تواجه الولايات المتحدة .
فنري ان الدول تبني امنها القومي علي عده محاوره اساسيه اولا العسكريه و التكنولوجي و الامن السيبراني و الامن السياسي و العلاقات الدوليه و الامن الاقتصادي و الامن الاجتماعي و الامن البيئي و الثقافي و من اهم التغيرات التي تحدث داخل الدول التي يتم بناء استراتيجيها بمجال الامن القومي للدوله علي التغيرات العالميه سواء ارهاب او تطور تكنولوجي او اسلحه نوويه او تغيرات مناخيه و كذلك العلاقات الدوليه بين الدول سواء بالتحالفات او الصراعات و ايضا الاحداث الداخليه بالبلاد بالأمن القومي هو مفهوم شامل يتناول حماية الدولة من التهديدات الداخلية والخارجية.
وخلال المناظرة بين كامالا هاريس ودونالد ترامب، برزت عدة محاور رئيسية تتعلق بالأمن القومي لتظهر رؤيه كلا منها اتجاه التخطيط القادم لاداره البلاد.
التكنولوجيا والأمن السيبراني
أمن الفضاء الإلكتروني كان نقطة رئيسية في النقاش فشددت هاريس على أهمية تعزيز البنية التحتية السيبرانية الأمريكية وزيادة الاستثمارات في الأمن الرقمي لحماية المؤسسات الحيوية من الهجمات الإلكترونية، لا سيما من روسيا والصين بالمقابل، ركز ترامب على إنجازاته السابقة في تعزيز الأمن السيبراني، ولكنه واجه انتقادات حول عدم اتخاذ إجراءات فعالة لمنع الاختراقات الإلكترونية التي تعرضت لها الولايات المتحدة من قبل بعض الدول
الإنفاق العسكري
بينما ركز ترامب على زيادة الإنفاق العسكري لتعزيز قوة الجيش الأمريكي، معتبرًا أن هذا يعزز من قدرة البلاد على مواجهة التحديات الأمنية، وأشارت هاريس إلى ضرورة إعادة تقييم كيفية تخصيص الموارد العسكرية واقترحت التركيز على تحسين الكفاءة وتعزيز التحالفات العسكرية العالمية بدلاً من الاعتماد على زيادات غير محددة في الميزانية العسكرية
العلاقات الدولية
فالصين كانت محور خلاف كبير بين المرشحين حيث واصل ترامب انتقاداته لسياسات الصين التجارية والعسكرية، مشددًا على ضرورة فرض عقوبات صارمة على بكين لحماية الاقتصاد الأمريكي ومنع التجسس الصناعي و في المقابل، ركزت هاريس على أهمية التعاون مع الحلفاء الأوروبيين والآسيويين لاحتواء النفوذ الصيني، خاصة في مجالات التكنولوجيا والأمن السيبراني فأكدت هاريس أن النهج الأحادي الجانب لترامب تجاه الصين قد يعزل الولايات المتحدة عن حلفائها ويضعف موقفها الاستراتيجي على الساحة الدولية.
التحالفات الدولية
من القضايا التي برزت بقوة في النقاش كان مستقبل التحالفات الدولية، خاصة حلف الناتو فاكدت هاريس على أهمية هذه التحالفات لضمان استقرار النظام الدولي ومواجهة التحديات الأمنية المتزايدة و في المقابل، كرر ترامب انتقاده لحلف الناتو ووصفه بأنه مكلف للغاية بالنسبة للولايات المتحدة، مما يعكس رؤيته الانعزالية بضرورة إعادة النظر في إنفاق الأموال على التحالفات الدولية التي قد لا تخدم المصالح الأمريكية بشكل مباشر
الأسلحة النووية والسياسات النووية
كان هناك تركيز على التهديدات النووية من دول مثل إيران وكوريا الشمالية فدافعت هاريس عن السياسات الدولية مثل الاتفاق النووي مع إيران، معتبرة أن الدبلوماسية والتعاون مع المجتمع الدولي هما السبيل الأمثل لتقييد برامج الأسلحة النووية وعلى الجانب الآخر، فضل ترامب اتباع سياسة أكثر حدة تعتمد على العقوبات الاقتصادية والضغوط العسكرية لردع أي تهديدات نووية، واعتبر أن الاتفاقيات الدولية لم تكن فعالة في كبح طموحات إيران النووية
أمن الحدود والهجرة
أمن الحدود كان محوراً أساسياً في النقاش فدافع ترامب عن سياساته السابقة المتعلقة ببناء الجدار على الحدود مع المكسيك وتشديد القيود على الهجرة، معتبراً ذلك ضروريًا لحماية الأمن القومي ومنع دخول المهاجرين غير الشرعيين الذين يهددون، على حد قوله، الاقتصاد وأمن المواطنين و في المقابل، أكدت هاريس على ضرورة اتباع نهج إنساني أكثر شمولية في التعامل مع المهاجرين، واقترحت تحسين الأوضاع على الحدود وتعزيز حماية الأطفال اللاجئين وتقديم الدعم الإنساني للمهاجرين
الإرهاب والأمن الداخلي
كما تناول المرشحان التهديدات المتزايدة من الإرهاب، سواء المحلي أو الدولي فهاريس دافعت عن سياسات إدارة بايدن التي تعتمد على التحالفات الدولية والاستخبارات المشتركة لمكافحة الإرهاب، بينما استغل ترامب الفرصة لانتقاد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، مدعيًا أن ذلك أضعف قدرة أمريكا على مكافحة التطرف الدولي وأدى إلى زيادة التهديدات الإرهابية
و في النهايه المناظرة حول الأمن القومي أظهرت تناقضات جذرية بين أسلوبي المرشحين ترامب الذي يعتمد على السياسات الحادة والانفرادية لفرض الهيمنة الأمريكية، مقابل هاريس التي دعت إلى بناء تحالفات دولية قوية والاستفادة من الدبلوماسية لتعزيز الأمن القومي فكانت المناظرة بمثابة صدام واضح بين أسلوبين متناقضين فهاريس التي اعتمدت على النقاش الهادئ والدفاع عن سياسات إدارة بايدن، وترامب الذي لجأ إلى الانتقادات الشديدة والتشكيك في سياسات الديمقراطيين