السيد الدمرداش يكتب: إمبراطورية بالم هيلز
كان نفوذ رجال الأعمال في زمن مبارك لا حدود له، من رحم هذا النظام خرجت كيانات تعمل في كل شيء وأي شيء ، حصلت علي آلاف الأفدنة بدعوى الاستثمار.
صحراء أكتوبر سيطر عليها عدد قليل من هؤلاء الذين يلهثون وراء أرباح مالية من حصيلة تقسيم وبناء وبيع أراضي حصلوا عليها بتسهيلات لا حدود لها.
نفوذ ياسين منصور مؤسس ” بالم هيلز ” كان أحد أسباب تضخم حجم أعمال شركة عائلية، تضم الأخ والصديق والقريب وابن الخالة وابن الخال، شركات تأسست لتحقيق الثراء الفاحش في عصر مضى.
لا أحد يدرك حجم الثروات التي تكونت من تسهيلات قدمها ابراهيم سليمان وزير إسكان مبارك للمحاسيب ، أراضي وشقق وفيلات القاهرة الجديدة خير شاهد علي ذلك، تجمعات “علية القوم” حي الوزراء والسفراء ومسميات تعبر عن نفوذ الطبقية، رسخ ثقافتها، كان محمد إبراهيم سليمان يعطي أي شيء بدون أن يراعي المصالح العليا للبلاد التي أقسم علي حمايتها.
في عصرا مازالت مشكلاته عالقة تتعايش معنا وتطاردنا، مازال نفوذ رجاله يظهر جلياً في تعاملاته المالية والمهنية، حكاية أحد شباب مصر، خير مثال.
إيهاب دراز أشترى فيلا في المرحلة الرابعة من مشروع بالم هيلز، بمبلغ مليون ومائتين الف يورو، وتسلمها وعندما قرر السكن فيها فوجيء بتصدعات وتشققات للحوائط والارضيات، لجأ لإدارة الشركة، لم يتعاون معه أحداً بل سمع من مكتب المعلم ياسين منصور ما لا يطاق.
قطار النفوذ لا يقف أمامه أحد، سكرتيرة في مكتب بالم هيلز تستطيع أن تتجاوز حدود اللامعقول، وعلي رأي عمنا بيرم ” لا أستثني منكم أحدا “، لم يحصل علي حقه الشاب ايهاب دراز ولجأ الي كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وقامت بكل الإجراءات العلمية والمهنية وخرج التقرير بما لايتسق والعقل والمنطق وسياسات البيع والاستثمار العقاري ، سنقوم بنشره في مقالات سابقة، وخلافات عدد كبير من سكان بالم هيلز ، والمتضررين في تقارير صحفية تبرز مدي نفوذ إمبراطورية بالم هيلز، المشكلة ليست في خلافات مواطن مع رجل اعمال ولا مكتبه ولا السكرتيرة.
المشكلة تكمن في صورة مصر العقارية والاستثمارية ، وتكمن في تأثير تلك السلبيات علي جهود الحكومة المصرية في الترويج للاستثمار وجذب المزيد سواء كانت داخلية أو خارجية في ظل جهود الرئيس عبدالفتاح السيسي التنموية وفي إطار مشروعه القومي ” الجمهورية الجديدة “.
الرئيس يبني ورجال الأعمال بعضهم يسء لتلك الجهود بدون إدراك لمفهوم أهمية التعاون المشترك في خلق مزيدا من الجهود لجذب الاستثمار السياحي والعقاري والزراعي في ظل تحديات دولية .
ثقافة نفوذ نظام مبارك مازالت تؤثر في التركيبة الثقافية والاجتماعية للعائلات التي كانت في زمن مضي تملك كل شيء ، هل القوم لا يفقهون؟، هل القوم لا يعلمون حقيقة المتغيرات السياسية والاقتصادية في مصر؟.
هل القوم لا يعقلون تأثير خلق صورة ذهنية سلبية عن الاقتصاد المصري في ظل تحديات يمر بها..! يا سادة نحن أمام عبث في ظل حلم مصري لرئيس يريد تغيير حقيقي وشامل يساهم في بناء مصر الحديثة