السيد الدمرداش يكتب: مظاهرات ضد السياحة

عندما تكتشف الشعوب أن عائدات السياحة لا تعود عليهم بالنفع الكبير، وأن شركات السياحة هي الرابح الأكبر في هذه المعادلة المهنية لابد أن تتوقف الحياة، أن كانت الشعوب حرة وتملك قرارها، وتستطيع أن تحدد مصيرها وأن تعبر عن رفضها لأي إستغلال من اي فئة مجتمعية، لابد أن تخرج المظاهرات في الشوارع عارمة وتحتج علي ممارسات الشركات السياحية.
في برشلونة إحدي أهم المدن السياحية في أسبانيا والتي يزورها أكثر من 32 مليون سائح سنويا، خرج أهل المدينة العظيمة في مظاهرات الي الشارع يطالبون ضيوف برشلونة بالرحيل عنها، يحملون لافتات يطالبون فيها السائحين مغادرة المدينة لان شركات السياحه “تسرق” حقوقهم، تدخل مجلس المدينة ليس لاعتقال أهل برشلونة بل لمساندة مطالبهم ودراسة تنفيذها، ودعا رئيس مجلس المدينة الي اجتماع عاجل مع ممثلي شركات السياحة.
والحكاية بسيطة جدا، حيث تعتمد السياحة في برشلونة علي تأجير الاهالي من السكان المحللين “شققهم” السكنية خلال فترة الموسم السياحي والسكن بعيداً عن المدينة وتركها للسائحين للاستمتاع بها، تقوم الشركات الجالبة للسياحة بالتنسيق مع مجلس المدينة وتحت إشرافه المباشر بذلك.
أكتشف السكان أن القيمة الإيجارية للمسكن المؤجر لا تتسق والقيمة الايجارية للسائحين، في برشلونة الجميع يلتزم بسداد حقوق الدولة وبالتالي يستطيع أن يدافع عن حقوقه إن شعر “بغبن” أو أن هناك من يستغله، واقعة طريفة في عالمنا الثالث، لا تتسق ومستوي تفكيرنا ولا سقف طموحاتنا، برشلونة إحدي المدن السياحية في أسبانيا يزورها ١٥ مليون أجنبي، ونحن نفشل في زيادة نمو حركة السياحة الوافدة الي مصر، ونتحجج بالتحديات والإرهاب وأي كلام.
فشل لا مبرر له سوى سوء إدارة للمقومات لمصر كمقصد سياحي، الصراع شخصي وعلي المنافع والمصالح الشخصية علي حساب المصالح العليا للبلاد، ثقافة إدارة القطاع السياحي تقوم علي تحقيق المصالح الخاصة دون سياسات واضحة تلزم المنتفعين بالحفاظ علي حقوق الدولة والشعب، سماسرة داخل القطاع السياحي يجيدون لغة الرقص علي جثة الوطن دون أدني مسئولية ودون مراعاة لما تمر به الظروف الاقتصادية في مصر.
نحن نفتقد الي السياسات العامة التي تمكنا بالنهوض بحركة السياحة الوافدة إلى مصر، أصبحنا نقول عكس ما نفعل في ظل غياب رؤية وطنية حقيقية، وليست ” مكلمة ” في ظل وجود ترزية في القطاع يستطيعون تفصيل اي شيء وكل شيء لخدمة ” مقاسهم ” وأصبحت مواجهة هؤلاء خيانة وفضحهم خيانة، وفي غفلة أصبح الحال غير الحال وتبدلت الاحوال علي رأي المطرب الشعبي الموكوس