بعد سلسلة الاكتشافات.. دراسة لتفعيل سياحة الكهوف في السعودية
تنظر هيئة المساحة الجيولوجية السعودية وشركاؤها المعنيون، إلى تطوير مفهوم السياحة الجيولوجية في أرجاء السعودية، تحت مفهوم الشراكة الدائمة في إدارة مواقع الكهوف المختارة، وفي كيفية تطبيق الأساليب والأدوات المختلفة في التعامل معها، والحفاظ على هذه المواقع الهامة والمتميزة، وترسيخ قيم إرثها الطبيعي وفقًا لذلك.
كما تقوم الهيئة بدعم تطوير قاعدة صلبة في بناء وجهات قادرة على المنافسة العالمية، لينتج عن ذلك حزمة من المنتجات السياحية المتكاملة وتجربة فريدة محفزة للزوار، واكتشاف الكهوف ودراستها.
خبير الكهوف في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الجيولوجي محمود الشنطي، تحدث لـ”العربية.نت” عن دور هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، كواحدة من الجهات الرائدة في مجال اكتشاف الكهوف ودراستها، ولديها من الخبرات في هذا المجال، كما هو في مجالات أبحاث علوم الأرض المختلفة، وتم وضع بعض التصورات والمقترحات لتفعيل مجال استغلال إحدى الثروات الجيولوجية الوطنية الهامة، واستغلالها بتقديمها لسوق الاستثمار السعودي، للاستفادة منها في قيام صناعات ومشاريع جديدة، لذا فإن هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، كمسؤولة عن اكتشاف الكهوف والداخلية في السعودية، تقوم بواجبها في أعمال التدريب والتطوير في هذا المجال، بالإضافة إلى مشاركة أعمالها مع الجهات المعنية في وضع المقترحات والتصورات في استغلال الكهوف والداخلية وخطط استدامتها، وفتح آفاق لمشاريع اقتصادية وعلمية جديدة بضمان المحافظة على بقاء هذه الموارد الطبيعية واستغلالها بالطرق الأمثل، وهذا جزء لا يتجزأ من مشاركة الهيئة في رؤية حكومتنا الرشيدة في الانفتاح على استغلال الكهوف للأغراض السياحية والعلمية، ونحن نعمل على تثقيف وخلق الوعي بوجود مثل هذه الثروات في المملكة والمساعدة في استكشاف مجالات وفرص جديدة، من شأنها أن تجعل السياحة الصحراوية تزدهر على أيدي أبناء الوطن.
سياحة الكهوف
ويذكر الشنطي، أن سياحة الكهوف هي جزء رئيس في دعم أنشطة السياحة البيئية، والتي تعد من أهم أنواع السياحة، وهي المغامرات التي تجذب الزائر لخوضها، كما أن هناك المزيد من الكهوف التي تختفي تحت سطح الأرض، سوف تكشف عنها هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، تعمل عليها حالياً لكي تضاف إلى لائحة الكهوف السابقة، والتي تم الكشف عنها وأصبحت وجهة للزوار.
استكشاف الكهوف
ويضيف: علم استكشاف ودراسة الكهوف هو أحد العلوم التي تجمع عدة تخصصات علمية، ترتبط مباشرة مع بعضها، تعمل مجتمعة لكشف أسرار الكهوف المختبئة في باطن الأرض، وتتمثل هذه التخصصات العلمية في علم (الجيولوجيا، الحفريات، المناخ، الفيزياء، الكيمياء، الأحياء، وعلوم الكونيات، والعلوم الطبية والهندسية)، جميعها تتشارك في رصد وتوثيق الأبحاث المختصة في دراسة الكهوف وتاريخها والتغيرات التي طرأت عليها منذ نشأتها إلى يومنا هذا، فمنذ الأزمنة القديمة، كانت الكهوف بمثابة منازل وملاجئ للبشر، وبسبب ثبات درجات الحرارة والرطوبة الداخلية للكهوف على عكس معظم البيئات الأخرى، فقد حافظت هذه الكهوف بشكل جيد على مقتنيات بشرية وآثار وعظام منذ آلاف السنين، ومن خلال تحليل عيناتها الصخرية يمكن معرفة كيف كانت الظروف المناخية المتتالية في العصور الماضية.
وتابع حدثه: السعودية في مساحتها الجغرافية عددا كبيرًا من مواقع الكهوف والدحول تحت سطح الأرض، والتي تُعتبر جزءًا من المتحف الجيولوجي المفتوح والمتكامل في أنحاء السعودية، وتقوم هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بالاختيار والتقييم لكل من الكهوف التي يتم اكتشافها ودراستها، استنادًا إلى ما تمتلكه من مزايا ومكونات، حيث تعمل جميعها كمقومات جذب سياحي وعلمي.
أبرز الكهوف في السعودية
الكهوف الجيرية أو الكلسية: تنتشر في طبقات الحجر الجيري الرسوبي في مناطق الحدود الشمالية والمنطقة الوسطى، وتمتد جنوبًا تحت رمال الربع الخالي، من الأمثلة على هذا النوع كهف العقرب الأسود في منطقة الحدود الشمالية، وكهف المربع في المنطقة الوسطى.
كهوف الأنفاق البازلتية: تمتاز بأنفاقها الطولية وامتدادها إلى مسافات تصل إلى أكثر من أربع كيلومترات. من الأمثلة على ذلك كهف أم جرسان وكهف ماكر الشياهين في حرة خيبر.
كهوف الحجر الرملي: نتيجة لعوامل التعرية والتجوية المستمرة على الصخور الرسوبية الرملية، تتكون تجاويف في طبقات الحجر الرملي، تنتشر هذه الكهوف متفرقة في أنحاء السعودية، ككهوف القارة في المنطقة الشرقية وكغار جانين في منطقة حائل.
نقلًا عن قناة العربية