علماء: فراشات أوروبية تقطع مسافة 4200 كم لتصل إلى أمريكا الجنوبية
قالت مجلة الطبيعة Nature إن فراشات الأرقطيون قطعت مسافة 4200 كيلومتر لتصل إلى أمريكا الجنوبية. وقد اندهش العلماء من قدرة هذه الحشرات الصغيرة على قطع مسافات كبيرة فوق المحيط.
وأمريكا الجنوبية هي القارة الوحيدة التي لا يوجد فيها هذا النوع من الفراشات.
فما هو القاسم المشترك بين الرحالة الروسي المشهور فيدور كونيوخوف وفراشات الأرقطيون؟ – كلاهما قادر على عبور المحيط الأطلسي في وقت قياسي. وللقيام بذلك، احتاج فيدور كونيوخوف إلى 46 يوما وقارب تجديف مصمم بطول 7 أمتار تم بناؤه خصيصا له في إنجلترا، ولكن مَن ظن أن الفراشات الضعيفة التي تزن جراما واحدا تقطع آلاف الكيلومترات فوق الماء؟
ومع ذلك، فهذه حقيقة مثبتة. وأمريكا الجنوبية كانت القارة الوحيدة التي لا توجد فيها هذه الفراشات. ومع ذلك، وجدت مجموعة من علماء الأحياء تلك الفراشات على ساحل غيانا الفرنسية، وهي إقليم فرنسي في أمريكا الجنوبية.
وقال مؤلفو الدراسة: “لقد أمسكنا بالعديد من الفراشات على الشاطئ، ربما بعد رحلة طويلة عبر المحيط، وذلك بناء على أجنحتهم المتضررة وسلوكها على الرمال. ولتحديد أصل الأرقطيون الموجودة قمنا بمقارنة جينومها بعينات من أوروبا وإفريقيا وأمريكا الشمالية. واستبعدت النتيجة أصلها الأمريكي الشمالي، بالتالي فإنها سافرت وقطعت ما لا يقل عن 4200 كيلومتر، وهي المسافة التي تفصل بين إفريقيا وغويانا الفرنسية.
ولكي يكونوا أكثر موثوقية قام علماء الأحياء بدراسة النظائر المستقرة للهيدروجين والسترونتيوم في أجنحة الفراشات. ونسبة النظائر فريدة من نوعها آخذا في الاعتبار الموقع الذي نمت فيه الفراشات وخرجت من الشرنقة. ومن خلال مقارنة البيانات بخريطة توزيع النظائر حدد الباحثون موطن الحشرات المسافرة، وهو إما أوروبا الغربية (البرتغال وفرنسا وأيرلندا وبريطانيا) أو غرب إفريقيا (مالي والمناطق الساحلية في السنغال وغينيا بيساو). ومن الممكن أن تكون الفراشات قد بدأت في أوروبا، ثم هاجرت إلى إفريقيا، وبعدها فقط اندفعت نحو أمريكا الجنوبية. ثم اتضح أنها لم تقطع 4200 كيلومتر بل 7000 كيلومتر على الأقل.
لكن كيف وصلت إلى هناك؟ حسب العلماء أنه بدون مساعدة الريح، لا تستطيع الفراشات السفر لمسافة تزيد عن 780 كيلومترا. وبالتالي، ساعدتها الرياح الشرقية، التي تنقل سنويا ملايين الأطنان من الغبار من إفريقيا إلى أمريكا عبر المحيط الأطلسي.
وأظهرت النمذجة الحاسوبية أنه آخذا في الحسبان متوسط سرعة رياح تبلغ 7.47 متر في الثانية، يمكن للفراشات الطيران إلى أمريكا الجنوبية خلال 5-8 أيام إذا استخدمت نظام الطيران السلبي، أي الرفرفة بأجنحتها فقط للبقاء في تدفق الهواء. وفي هذه الحالة يجب أن تكون احتياطيات الدهون لحظة انطلاق الرحلة 13.7٪ على الأقل من وزن جسم الفراشة. وإلا فلن يكون لديها ما يكفي من الطاقة وستموت في المحيط.
المصدر: كومسومولسكايا برافدا