“بلومبرغ”: شركات التكنولوجيا الأميركية تنافس الذهب كدرع ضد التضخم

لا تعد أكبر أسهم شركات التكنولوجيا الأميركية مجرد رهان على الابتكار، ولكنها أيضاً وسيلة تحوط محتملة ضد التضخم، وفقاً لبعض المشاركين في استطلاع Bloomberg Markets Live Pulse الأخير.
ولا يزال يعتبر الذهب، الملاذ المفضل لعقود من الزمن، أفضل ضمان ضد مخاطر ارتفاع الأسعار، وفقاً لـ 46% من المشاركين في الاستطلاع. لكن ما يقرب من الثلث قالوا إن شركات التكنولوجيا العملاقة هي اختيارهم الأول لهذا الدور.
ويسلط الرد الضوء على الدور المهيمن الذي تلعبه شركات مثل “إنفيديا”، و”أمازون”، و”ميتا بلاتفورمز” في الأسواق المالية الأميركية حيث توسع نفوذها على مساحات كبيرة من الاقتصاد. وقد سمح لهم ذلك بتحقيق أرباح ثابتة، مما أدى إلى ارتفاعات جعلت المستثمرين واثقين من أنهم سيظلون مصدراً للمكاسب القوية.
انخفض التضخم في الولايات المتحدة بشكل كبير عن مستوياته الحارقة في عام 2022، لكنه تجاوز توقعات الاقتصاديين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام وظل أعلى بعناد من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.
وقد ترك ذلك ارتفاع الأسعار بشكل عام مصدر قلق أكبر بين المستثمرين. وأشار غالبية المشاركين في الاستطلاع – 59% من 393 مشاركاً – إلى عودة التضخم إلى الارتفاع باعتباره الخطر الأكبر الذي يواجه الأسواق المالية من الآن وحتى نهاية العام. من المقرر أن تتم القراءة التالية لمؤشر أسعار المستهلك يوم الأربعاء ومن المرجح أن تصل إلى حوالي 3.4% على أساس سنوي.
على سبيل المثال، ارتفعت شركة إنفيديا أكثر من 6 مرات منذ أن ارتفع التضخم لأول مرة إلى ما يزيد عن 2% في مارس 2021. وحتى شركة “أبل”، التي شهدت قمماً وانخفاضات، تفوقت في الأداء على السوق الأوسع في ذلك الإطار الزمني، حيث كسبت أكثر من 50% مقارنة بمؤشر S&P 500 والذي صعد تقريبا 30% ومع ذلك، مثل أسهم النمو الأخرى، فإن شركات التكنولوجيا حساسة للتغيرات في التضخم وأسعار الفائدة، لأن تقييماتها تعتمد إلى حد كبير على الأرباح المستقبلية.
وأشار حوالي ربع المشاركين في الاستطلاع إلى أن الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة هو الخطر الأكبر لعام 2024. وفي هذه الحالة، فإن سندات الخزانة، وليس الأسهم، ستوفر درعاً أفضل، كما يظهر الاستطلاع.
وقد أدت المرونة المفاجئة التي يتمتع بها الاقتصاد على الرغم من السياسة النقدية الأكثر صرامة التي ينتهجها بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى إبقاء التدفق النقدي إلى الولايات المتحدة، حيث عائدات السندات مرتفعة وتستمر أرباح الشركات في النمو.
وقد أدى هذا التدفق إلى ارتفاع متجدد للدولار الأميركي، الذي يُنظر إليه بأغلبية ساحقة على أنه العملة الأفضل للتغلب على أوقات اضطرابات السوق.
وقال ما يقرب من ثلاثة أرباع المشاركين في الاستطلاع إن الدولار هو أفضل عملة ملاذ، حيث حصل الفرنك السويسري على 23% من الأصوات، بينما حصل الين الياباني على سُدس ما جمعه الفرنك في الاستطلاع. ومن بين المشاركين من الولايات المتحدة وكندا، حصل الدولار على 86% من الأصوات، بينما في أوروبا، صوت 43% من المشاركين للعملة السويسرية.
وأظهر المسح أن الين فقد مكانته كملاذ آمن بسبب انخفاض قيمته مقابل الدولار وبسبب السياسة النقدية المفرطة التيسير في اليابان. وكانت الفجوة المتسعة بين أسعار الفائدة في اليابان والولايات المتحدة قد دفعت الين إلى أدنى مستوياته منذ عام 1990 في وقت سابق من هذا العام.
ارتفع الذهب بنسبة 15% تقريباً هذا العام مع اعتبار بنك الشعب الصيني أحد أكبر مصادر الطلب. ومع مصادرة أصول روسيا بالدولار في أعقاب الحرب في أوكرانيا، تحاول العديد من البلدان تنويع اقتصادها بعيداً عن الدولار، حيث يصبح الذهب المستفيد الطبيعي. قال 13% فقط من المشاركين في استطلاع MLIV Pulse أن البحث عن الأصول غير المتوافقة جيوسياسياً قد أفاد بيتكوين.