عودة نسبية للنشاط التجاري بسوق ميدان فلسطين في غزة
أعادت الحركة التجارية إلى ميدان فلسطين وسط مدينة غزة شمال القطاع، حيث وضع عدد من الباعة كميات من الخضار والفواكه وسلع غذائية متنوعة في بسطات متنقلة.
وشهد الميدان إقبالا متواضعا من أهالي المدينة، ذلك أن افتتاح السوق يأتي في وقت تستفحل به المجاعة غير المسبوقة بين سكان المدينة وعدم قدرة الأهالي على شراء احتياجاتهم مما يوفره الباعة بسبب الانعدام شبه التام في السيولة النقدية.
صندوق النقد: اقتصادات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تواجه تحديات مستمرة بسبب حرب غزة
وأكد التاجر فارس قنن أن “الخضرة مفقودة من السوق لأكثر من 6 أشهر، وعندما توفرت لا يوجد أحد بحوزته ثمن لشرائها، الخضرة ملقاة في الأسواق ولا توجد أموال في الأسواق وما من أحد بحوزته المال اللازم”.
وأضاف “عندما كان الكيلوغرام من الطماطم بمئة شيقل كان الأهالي يشترونها قبل الحرب، الآن الكيلوغرام الواحد بسبعة شيقلات وخمسة شيقلات ولا أحد يقبل على الشراء، ولا حتى باثنين شيقل لفقدان السيولة في البلد، ما من نقود، النقود مفقودة”.
بدوره اشتكى محمد اللوح من أهالي مدينة غزة من الوضع الذي يعيشه وعائلته في المدينة وعدم تلقيه المساعدات اللازمة لإعالة عائلته المكونة من 7 أفراد وفق تأكيده، قائلا “نحن نعيش وضعا مأساويا صعبا للغاية، عندما كانت السلع تباع بأسعار مرتفعة قبل الحرب كنا نتدبر أمورنا لشرائها، الآن على الرغم من الأسعار المتدنية قسما بالله لا يوجد بحوزتنا المال لشرائها”.
وأردف “كل شيء يباع بأسعار مخفضة لكننا غير قادرين على شراء ما نحتاج، وما من فرص عمل، والمساعدات مقلصة ومقتصرة على فئات النازحين في المدارس، لكن للمواطنين من أهالي المدينة كحالتي أنا المسؤول عن سبعة أفراد في عائلتي لا أحد ينظر إلينا، ما من عمل نعمل به”.
وختم بالقول “نزلت إلى السوق وبحوزتي أربعة أكياس أبيعها بثلاثين أو أربعين شيقلا، علما أنها كمية غير كافية لإطعام أحد، فعندما أريد شراء شيء بهذا المبلغ لن أتمكن حينها من توفير قوت أولادي”.
بدوره عبر الطفل حسن حودة وهو أحد أبناء مدينة غزة عن حزنه لأنه لم يتذوق طعم الخضار والفواكه منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع قبل ما يزيد على ستة أشهر، قائلا “منذ ستة أشهر لم أتذوق الخضار أو الفواكه، أنا وعائلتي لم نر خضارا أو فواكه منذ ستة أشهر”.
وأضاف “الآن نحن غير قادرين على شراء شيء على الرغم من انخفاض سعره بعد أن كانت الأسعار مرتفعة، لم يعد ثمة مال مع أبي”.