أثيوبيا مصدر بديل ورخيص لعاملات المنازل في الكويت

تتّجه الأنظار في الكويت صوب إثيوبيا كمصدر محتمل لعمّال وعاملات المنازل في ظل التعقيدات التي أصبحت تواجه عملية استقدام هذا الصنف من اليد العاملة المطلوب بشدّة في البلد، بعد المشاكل الطارئة مع الفلبين أبرز مصدّر لعمال المنازل إلى الكويت. وكشف رئيس اتحاد مكاتب العمالة المنزلية خالد الدخنان أن اتفاقية استقدام العمالة الإثيوبية جاهزة منذ مدة طويلة ومعتمدة من البلدين وأنّ التنفيذ ينتظر توقيع الجهات المسؤولة.

وخلال السنوات الأخيرة بدأت ندرة عمال المنازل تتحول إلى مشكلة تبذل الحكومات الكويتية جهودا لحلها بسبب عزوف عدد من البلدان عن إيفاد مواطنيها، وخصوصا مواطناتها، للعمل كخادمات في الكويت بعد أن تعرّضت عدّة عاملات لمعاملات قاسية وصلت حدّ قتل اثنتين منهنّ تحملان الجنسية الفلبينية.

وذكر الدخنان في تصريح صحفي محلي أنه تلقّى تأكيدا من السفير الإثيوبي باستعداد بلاده للتوقيع على اتفاقية تصدير اليد العاملة للكويت في حال حددت الحكومة الكويتية موعدا لذلك. ويمثّل جلب عمال المنازل تجارة مربحة للمكاتب المتخصصة بالاستقدام، نظرا لإقبال العائلات على انتداب معينات لرعاية الأطفال والقيام بشؤون المنزل، في ظل عزوف تام من قبل الكويتيات عن القيام بهذا العمل المرهق ومتدني الأجر.

ندرة عمال المنازل بدأت تتحول إلى مشكلة تبذل الحكومات الكويتية جهودا لحلها بسبب عزوف عدد من البلدان عن إيفاد مواطناتها للعمل كخادمات

وسبق لتقرير صحفي دولي أن أظهر تحول هذه “التجارة” في الكويت إلى مضاربة حادة خارجة عن نطاق القانون وتقترب من تجارة الرقيق، بسبب إقدام بعض العائلات على إعادة “بيع” عاملات تقوم بانتدابهن على أساس العمل لديها. كما كشف التقرير ذاته عن قيام عدة بلدان، من ضمنها دول أفريقية، بمنع سفر مواطناتها للعمل في الكويت بسبب عمليات اضطهاد تعرضت لها عاملات هناك.

وبيّن الدخنان أن قيمة استقدام العمالة المنزلية الإثيوبية ستكون وفق ما هو محدد من قبل وزارة التجارة والصناعة أو أقل، كما أن الرواتب الشهرية ستكون بحدود 90 دينارا، أي ما يعادل حوالي 292 دولارا أميركيا. وناشد رئيس الاتّحاد الجهات المختصة سرعة توقيع الاتفاقية لاستقدام العمالة المنزلية لتكون هناك عدة خيارات بالسوق، لافتا إلى أن العمالة المنزلية الإثيوبية ذات كفاءة جيدة ومدربة على كل الأعمال المنزلية الخاصة.

وأشار إلى أن إثيوبيا وافقت على كل الشروط التي وضعتها الكويت واعتمدتها وزارة الخارجية منذ ستة أشهر، متسائلا عن السبب في تأخير توقيع الاتفاقية. وأوضح أن قبل أربعة أشهر قام الاتحاد بزيارة إلى أديس أبابا وتفقد مواقع تدريب العمالة المنزلية وتجهيزها قبل السفر إلى الكويت، مؤكّدا أن أساليب التدريب هناك متطورة حيث يتم تدريب العمالة على مدى شهرين على الأدوات المنزلية والتعامل مع الأطفال.

وأشار الدخنان إلى قضية العمالة المنزلية الفلبينية، مشيرا إلى عدم وجود أي تأكيدات رسمية بفتح باب الاستقدام من الفلبين، متمنيا تحقيق انفراجة في هذا الملف بفعل تدخل مسؤولين من مستوى عال. وكان الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور قد أعلن قبل أيام عن نية حكومته رفع الحظر الذي سبق لها أن فرضته على إرسال العمال الفلبينيين إلى الكويت، ردّا على مقتل العاملة المنزلية الفلبينية جوليبي رانارا بمنطقة السالمية مطلع العام الجاري.

وقال في تصريحات صحفية إثر مشاركته في القمة التي عقدت مؤخرا في السعودية بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي ودول رابطة جنوب شرق آسيا “آسيان” ولقائه ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد، إنّ البوادر الإيجابية لحل الخلاف مع الكويت هي أحد نجاحات رحلته إلى الرياض، مضيفا “أقول إن هذه الرحلة تستحق العناء لأننا أصلحنا المشكلة مع الكويت، وهذا أحد النجاحات التي يمكننا تسجيلها من هذه الرحلة”.