الطلاق تصدع جدران الأسرة المصرية

أهدتني الدكتورة أماني قنديل الخبيرة في مجال العلوم الاجتماعية والمجتمع المدني، أحدث مؤلفاتها العلمية القيمة، وهو كتاب حمل عنوان “الطلاق تصدع جدران الأسرة المصرية”. والحقيقة الكتاب تطرق إلى قضية مجتمعية مركبة وحساسة، خاصة بعد أن أعلنت الجهات الرسمية في مصر عن ارتفاع معدلات الطلاق، خاصة الطلاق المبكر .. أي قبل مرور خمس سنوات على الزواج، أو الطلاق خلال العام الأول من الزواج.
يؤكد الكتاب على ازدياد معدلات الطلاق، بل وتصاعده … لكن يظل اللافت للنظر أن الكتاب تناول هذه الظاهرة بالبحث والدراسة في إطار النسق السياسي والاقتصادي والاجتماعي في مصر خلال السنوات الأخيرة وما طرأ عليها، ليقدم ويبرز عددا من المتغيرات التي كانت سببا في ارتفاع معدلات الطلاق، وذلك بعيدا عن التحيز أو التعميم.
فمن بين ما أشارت له الكاتبة كأسباب لارتفاع معدلات الطلاق هو تراجع دور الأسرة كأهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية في مصر، وهو ما أسمته التصدع في جدران الأسرة المصرية، مع وجود أسباب أخرى منها التغير المتسارع في القيم والثقافة السائدة، مع أسباب اقتصادية بسبب موجات الغلاء التي شكلت عبئا كبيرا على الأسرة.
وقدم الكتاب عدة مقترحات للحد من هذه الظاهرة المتصاعدة، أبرزها التوعية خاصة بين الشباب، وإعادة النظر في منظومة التشريعات خاصة قوانين الأحوال الشخصية، مع العمل على تقليل الضغط الاقتصادي على الأسرة، وضرورة تطوير الخطاب الديني تجاه الاستقرار الأسري، وغيرها بما يخفف من وطأة تصدع الأسرة المصرية واستعادة استقرارها.