مال وأعمال

6 عوامل تعيد صياغة مشهد الأعمال خلال العقد القادم

استعرضت اليوم شركة جارتنر مجموعة من العوامل التي تساهم في إعادة رسم ملامح مشهد الأعمال خلال العقد القادم من الزمن.

وقال مارك راسكينو، نائب الرئيس الأول لدى جارتنر: “كانت الحالة الاقتصادية لمعظم القطاعات على حافة الهاوية منذ بداية عشرينيات الألفية الثانية. فبعد مرحلة من الازدهار دامت عقدا من الزمان مستفيدة من انخفاض كلفة التمويل وتراجع أسعار الطاقة، الأمر الذي نتج عنه بعض الضغوط الهيكلية مثل تراكم ارتفاع معدلات الاستدانة، وتعثّر التحالفات العالمية، وما يمكن اعتباره فقاعة أسعار الأصول. يبدو أن الوقت حان لمراجعة بعض الحسابات”.

وقد تزامنت جائحة كوفيد 19 مع بعض التغيّرات الاجتماعية، بل وحفّزت بعضها، كي تُسهم في إعادة صياغة استراتيجيات العديد من الصناعات. ولا مفرّ للمسؤولين التنفيذيين من إدراك هذه التغييرات الستة من أجل إعادة النظر في كيفية إنجاز الأعمال.

1- مخاطر الركود الاقتصادي: رغم أن جائحة كوفيد-19 كانت المُحفّز الأوضح للتغيرات الاقتصادية التي شهدناها خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أن هذه الأسواق كانت في الحقيقة تعيش مرحلة هشّة وغير مستقرة بالفعل.

ولكن التجربة أثبتت أن الإجراءات التي يمكن أن تتخذها حاليا يمكن أن تكون من الضرورة بمكان كي تنجح في تجاوز مرحلة الانكماش الاقتصادي وما يليه. ما هو الأكثر أهمية؟ إنها القرارات التي تتعلق بمنهجية تخصيص الموارد والاستثمار من أجل النمو. فهذا النجاح يتطلب اتخاذ إجراءات مُبكرة وحاسمة من قبل مختلف أقسام وأنشطة المؤسسة من أجل إدارة الإنفاق، وتأمين الكفاءات، وتسريع التحوّل الرقمي.

2-  منهجية انعدام الثقة المُمنهجة: حتى قبل الأحداث التي شهدها العام 2022، كانت مستويات الثقة لدى العملاء والمواطنين حول العالم عند أدنى درجاتها على الإطلاق. والآن، فإننا نشهد الآثار الجانبية المترتبة على ذلك من نقص على صعيد سلاسل الإمداد والكفاءات، كما أن تراجع الثقة بالعلامة التجارية يتطلب عدم ادّخار أي جهد من أجل التركيز على القيمة للعميل.

يتوجب على القادة التنفيذيين مواصلة التفكير فيما إذا كان المستهلكين يواصلون ولاءهم للعلامات التجارية القديمة أم أنهم على استعداد لنقل أعمالهم إلى أولئك الذين يوفرون لهم التجربة التي يرغبون بها أو الذين يمتلكون مخزونا محدودا من المنتجات. وغالبا ما يساعدهم بناء جسور التواصل الشخصية مع احتياجات الأفراد، وذلك من أجل تجاوز عقبات انعدام ثقة العميل أو احباطاته السابقة.

3- ضعف الإنتاجية الاقتصادية: أسهم التحوّل الرقمي، إضافة إلى تبني ممارسات العمل الهجين والعمل عن بُعد في تجديد التركيز على أساسيات إنتاجية بيئة العمل. كما أن المزيد من القادة التنفيذيين الذين كانوا بعيدين عن هذه التفاصيل سابقا يبادرون اليوم إلى النظر عبر مختلف مستويات التفويض في أدق التفاصيل بحثا عن أية تقنيات قديمة، والممارسات البيروقراطية وأي نقص في كفاءة العمليات.

إلا أن الحقيقة أن المطلوب من الموظفين هو إنجاز المزيد باستخدام القليل من الموارد، في الوقت الذي لا تتوفر لهم الكثير من الإمكانات للقيام بلك. وليس بمقدورهم إجراء الكثير من التحسينات على الإنتاجية والكفاءة، لا سيما في ظل تحوّل العديد من المؤسسات استجابة للتغيرات السريعة، على الرغم من القيود التي تفرضها عليهم المهام وإجراءات العمل القديمة المُتّبعة.

4- الاستدامة: الآن، وبعد انحسار هيمنة الجائحة على مجريات الأحداث، تبرز تحديات الاستدامة من جديد بكونها مصدر اهتمام رئيسي لدى المسؤولين التنفيذيين.

فمن خلال استطلاع “جارتنر” للرؤساء التنفيذيين وكبار رجال الأعمال للعام 2022، قمنا باستبيان آراء ما يزيد عن 400 من كبار رجال الأعمال حول أولوياتهم للعام 2022 -2023. وقد حلّت “القضايا البيئية” في المرتبة التاسعة، حيث اعتبر 9% من المشاركين أنها تمثّل واحدة من أهم ثلاث أولويات لديهم.

وفيما قد يبدو أنه جزء قليل نسبيا، إلا أنها تُعدّ المرة الأولى التي تحجز فيه هذه الفئة مكانة لها بين الأوليات العشر الأولى، وهي تعكس ارتفاعا بالغا في درجة الاهتمام (حلّت في المرتبة الرابعة عشر قبل ثلاث سنوات فقط، والمرتبة العشرين قبل سبع سنوات). ويبدو أن قاد الأعمال اليوم تحت ضغوط من قبل العملاء، والمستثمرين، والقوانين التنظيمية، وحتى الموظفين من أجل القيام بالمزيد فيما يتعلق بالاستدامة البيئية، وبات امتلاك عمل مُستدام يعدّ فرصة لتعزيز الكفاءة وزيادة الإيرادات.

5- النقص في الكفاءات:  تجد معظم المؤسسات نفسها اليوم أمام تحدٍ فريد، ألا وهو كيفية الحفاظ على الكفاءات اللازمة لديها والسبيل إلى إيجاد الكفاءات التنافسية التي يحتاجونها، لا سيما في ظل تقليص الميزانيات المخصصة للتوظيف أو بقائها ثابتة.

ومن أجل التعامل مع هذا المزيج الصعب من التباطؤ الاقتصادي والضغوط في أسواق الكفاءات، فإن أفضل قادة الأعمال سيعمدون إلى سنّ منهجيات إبداعية تساعد في اكتساب المهارات والإمكانيات الجديدة دون الحاجة إلى تعيين موظفين جدد بدوام كامل.

6-  التقنيات الناشئة:  سوف تلعب التقنيات الناشئة دورا كبير بالغ التأثير خلال العقد المقبل. فظهر تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي التكيّفي AI، و“ميتافيرس”، وهندسة المنصّات، والتقنية المستدامة، والتطبيقات الفائقة، سوف تغيّر من طريقة عمل المؤسسات والمجتمعات. ولا يمكن إحداث هذه التغييرات الجذرية بين ليلة وضحاها، لكن تجاهل تأثيراتها في مرحلة مبكرة يعني زيادة في تكلفة التعامل معها في وقت لاحق. ولا بد من أجل الاستفادة من هذه الفرص أن نُدرك ماذا، ومتى، وكيف يمكن لهذه التقنيات أن تؤثر على تطلعاتك الاستراتيجية خلال السنوات القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى