مال وأعمال

الاستدامة والابتكار على رأس أولويات الدول وشركات الأغذية

كتب: مصطفي عبد السلام

كشف مركز دبي التجاري العالمي عن إطلاق فعاليتي جلفود جرين وقمة جلفود للتكنولوجيا الزراعية، التي تتناول الاستدامة كمحور أساسي، حيث تقام هذه الفعاليات للمرة الأولى، في مركز دبي التجاري العالمي بين 24-26 سبتمبر 2024. جاء الإعلان على هامش أعمال الدورة الثامنة والعشرين من معرض جلفود، الفعالية الأكبر في العالم لتوريد الأغذية والمشروبات، والتي تُعد نسخة المعرض الأضخم والأكثر اهتماماً بالجانب البيئي حتى الآن.

وتُوفر النسخة الأولى من فعالية جلفود جرين 2024 منصة عالمية تغطي المنظومة الغذائية بالكامل، وتسهم في تبادل التقنيات والأنظمة والممارسات والحلول، كما تستعرض التغييرات التي تطرأ على الثقافة الغذائية للمستهلكين، وذلك بهدف تحقيق الاستدامة، بدءاً من المزارعين وصولاً إلى سلاسل التوريد وإنتاج الغذاء واللوجستيات وصولاً إلى الاستهلاك.

وتسهم الفعالية في تسريع مشاركة المفاهيم والمنتجات الناشئة والمبتكرة، إلى جانب تقديم رؤى متنوعة حول الطرق البديلة لإنتاج الأغذية وتجارتها واستهلاكها، وتوريد واستخدام المنتجات الصحية والآمنة، واستخدام التغليف الصديق للبيئة، والتخطيط المسبق لإنتاج الأغذية واستهلاكها، والحد من الهدر الغذائي في سلسلة التوريد.

وتتوقع الأبحاث وصول قيمة سوق التكنولوجيا الزراعية العالمية إلى 22.6 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025، مدفوعة باعتماد التقنيات المتقدمة والطلب على جوانب التتبع والأمن الغذائيين، وتضم قمة جلفود للتكنولوجيا الزراعية 2024 جميع القطاعات المعنية على امتداد سلسلتي التوريد الزراعية والغذائية حول العالم، وذلك بهدف بناء منظومة غذائية أكثر استدامة للجميع. كما تجمع الفعالية جميع الأطراف المعنية من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف الحلول المبتكرة والتقنيات التحويلية الضرورية لمواجهة التحديات الماثلة أمام التنمية، والمضي قدماً نحو رسم ملامح التحول العالمي في الأنظمة الغذائية المستدامة.

وفي الكلمة التي ألقتها أمام الحاضرين في اليوم الافتتاحي لمعرض جلفود 2023، قالت معالي مريم المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات: “لا بد أن يكون الابتكار على رأس أولوياتنا بالتوازي مع جهودنا لإعادة رسم ملامح أنظمتنا الغذائية. ويسهم استثمار التقنيات الحالية، والسعي لتطوير الجيل المقبل منها، في تسريع العملية والحد من هدر وخسارة الغذاء عبر جميع مفاصل سلسلة التوريد”.

كما أكدت الوزيرة على ضرورة اعتماد أحدث الابتكارات والتكيُّف معها لتحسين السلوكيات الغذائية، وتعزيز استدامة الأنظمة الغذائية الحالية، خاصة وأن ثلث انبعاثات غازات الدفيئة تصدر عن هذه الأنظمة، إلى جانب مساهمة هذه الأنظمة الحالية في هدر ثلث إجمالي إنتاج العالم من الغذاء.

وقالت تريكسي لوه ميرماند، نائب الرئيس التنفيذي لإدارة الفعاليات والمعارض في مركز دبي التجاري العالمي: “قررنا تطوير مفهوم جديد كلياً للمعرض تلبية للحاجة الملحة والتوجه المتنامي نحو ممارسات أكثر مرونة ومراعاة للمناخ في إنتاج واستهلاك الغذاء. وأردنا بذلك دعم الأفكار المبتكرة الرامية إلى إعادة رسم ملامح سلوكياتنا الاستهلاكية، والمضي قدماً نحو مستقبل أكثر وعياً واستدامة. واستناداً إلى مكانته العالمية الرائدة في الاقتصاد الغذائي العالمي، سيزود جلفود حركة الاستدامة والتكنولوجيا الزراعية العالمية بالزخم اللازم لتعزيز آفاق الابتكار والتقدم في الاقتصاد الغذائي الدائري وتحفيزها”.

وأشارت أيضاً إلى أنّ جلفود جرين وقمة جلفود للتكنولوجيا الزراعية سيُلهمان التفكير المبتكر، والعمل التعاوني لتعزيز المحاصيل، والحد من انبعاثات غازات الدفيئة، وتحسين الأمن الغذائي، وذلك بفضل الاعتماد على التبادلات القائمة على النتائج، وتقنيات ومفاهيم الثورة الصناعية الرابعة، مثل الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا بلوك تشين للتعاملات الرقمية والزراعة الذكية.

وتسلط فعالية جلفود جرين الضوء على القضايا الحالية في مجالات محدودية الموارد، والإنتاج، والنقل، والخدمات اللوجستية، والتوزيع، والتكنولوجيا، والابتكار، مع التركيز بشكل خاص على أثر هذه القضايا على الدول النامية. كما توفر الفعالية منصة سنوية مهمة لجميع الجهات المعنية في قطاع الأغذية والمشروبات على امتداد سلسلة القيمة للتعامل مع التحديات الاجتماعية الاقتصادية والبيئية التي تُفاقم انعدام الأمن الغذائي، فضلاً عن مشاركة الأفكار والرؤى والإنجازات في مجالات التطور التقني والتعاون الدولي والابتكارات الثورية ذات الأثر الكبير على مستقبل الوصول إلى الغذاء.

وتشير الأرقام إلى أن جهات رأس المال المغامر استثمرت ما يصل إلى 1.7 مليار دولار أمريكي في شركات التكنولوجيا الزراعية الناشئة في عام 2021 (بزيادة بلغت 85% مقارنة بعام 2020). وبات واضحاً مدى اهتمام المستثمرين بهذا النوع من الأعمال، لا سيما مع استقطاب شركات التكنولوجيا الزراعية الناشئة لتمويل بقيمة 8 مليار دولار أمريكي في عام 2021، ومثلها في عام 2022. وتوفر قمة جلفود للتكنولوجيا الزراعية منصة تجمع الشركات الناشئة بأصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية وممولي الشركات الناشئة وحاضنات ومسرعات الأعمال والمبتكرين من جميع أنحاء العالم.

وقال بول نيونهام، مدير المركز الاستشاري الخاص بثاني أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة: “يواجه العالم أزماتٍ متعددة وتحدياتٍ عالمية متعددة ومعقدة ومتفاقمة، بما فيها تداعيات الأزمة الصحية العالمية، والتغير المناخي، والنزاعات، والصدمات الاقتصادية وارتفاع أسعار الأغذية، وهو ما يعرضنا لخطر فقدان المكاسب التي حققناها بصعوبة في وجه الجوع والفقر وسوء التغذية، ما يؤدي بلا شك إلى الإضرار بكوكبنا ككل. ومن الضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تجتمع الجهات المختلفة المعنية بالأنظمة الغذائية على طاولة واحدة، فلا يمكننا تجاهل أي من هذه القضايا. ولا بد أن تتكلل جميع الإجراءات التي نتخذها بالنجاح والأثر الإيجابي، من أجل كسر حلقة الأزمات المتعاقبة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بحلول عام 2030. وتوفر فعاليتا جلفود جرين وقمة جلفود للتكنولوجيا الزراعية منصة مثالية للتعامل مع هذه القضايا ورفع سقف طموحاتنا جميعاً، إلى جانب إتاحة مساحة خاصة للتواصل والاجتماع وتحفيز الأطراف الفاعلة لطرح ما في جعبتها من تدابير قائمة على الحلول وقادرة على إحداث التغيير المنشود”.

 تجدر الإشارة إلى أنّ فعاليتي جلفود جرين 2024، المنصة المخصصة للتركيز على تحفيز المنظومات الغذائية المستدامة والإيجابية بيئياً، وقمة جلفود للتكنولوجيا الزراعية 2024 تنعقدان بشكل متزامن بين 24-26 سبتمبر 2024، لتسليط الضوء على الجيل المقبل من الآلات والمعدات والأساليب والممارسات الزراعية، بما في ذلك سبل الاستفادة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات وبلوك تشين وغيرها من الحلول التكنولوجية العميقة الناشئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى