منظمة السياحة العالمية تتوقع عودة السفر الانتقامي في 2023
22 يناير, 2023
الشارقة في 19 نوفمبر / وام / تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة رئيس المجلس التنفيذي تنطلق في 24 نوفمبر الجاري فعاليات النسخة التاسعة من "منتدى الشارقة الدولي للسياحة والسفر" الذي تنظمه "هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة" تحت شعار ""بناء مستقبل مستدام للسياحة".
ويجمع المنتدى - الذي يقام في مركز إكسبو الشارقة - نخبة من كبار المسؤولين وصناع القرار من القطاعين الحكومي والخاص من داخل الدولة وخارجها إلى جانب مختصين بقطاع السياحة العالمي وتطوير الوجهات بالإضافة إلى الخبراء الاقتصاديين ورواد الأعمال العاملين في قطاع السفر والرحلات والطيران والضيافة والفنادق إلى جانب مجموعة من صنّاع المحتوى السياحي على منصات التواصل الاجتماعي.
ويأتي انعقاد المنتدى استكمالاً لجهود "هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة" في تعزيز مكانة إمارة الشارقة على خارطة السياحة العالمية وفتح المجال أمام المؤسسات والهيئات العاملة في القطاع على مستوى العالم لاستعراض أحدث الممارسات والخيارات المبتكرة في السياحة وتبادل الخبرات في مجالات إدارة وتطوير المشاريع والخدمات السياحية وتسليط الضوء على الدور الحيوي للقطاع في دعم وتعزيز الاقتصاد.
ويناقش المنتدى العديد من المحاور المتعلقة ببناء مستقبل مستدام لقطاع السياحة في عدد من الجلسات الحوارية والعروض التقديمية ويسلط الضوء على إلهام صناعة الضيافة بالصورة التي تجعلها أكثر إبداعاً وابتكاراً والقدرة التنافسية للوجهات المختلفة وسبل تطويرها وفقاً للمعايير الدولية وأفضل الممارسات والخبرات العالمية إضافة لأهم التحديات المحتملة التي تواجه هذا القطاع الاقتصادي الحيوي إلى جانب مواضيع ذات صلة بالفُرص المتاحة في مختلف المجالات الناشئة في التكنولوجيا والهندسة المعمارية وأهمية مساهماتها في القطاع.
ويعتبر المنتدى واحداً من أهم الأحداث التي تنظمها الشارقة في القطاع السياحي حيث تستضيف من خلاله خبراء هذه الصناعة لإجراء مناقشات مفتوحة حول أحدث التطورات المتعلقة بالسفر والسياحة وتقديم الأفكار التي من شأنها دعم وتعزيز الاقتصاد المحلي لدول المنطقة والعالم اعتماداً على فعالية الجذب السياحي مع التركيز على التنافسية والاحتياجات الضامنة للاستدامة في قطاع السياحة.
وقال سعادة خالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة " إن قطاع السياحة واحد من أكثر القطاعات تأثيراً على اقتصادات دول العالم فهو مرتبط بسلسلة قطاعات حيوية ومركزية وللنهوض به تأثير مباشر على سير أعمالها وخيارات تطورها لهذا فإن (منتدى الشارقة الدولي للسياحة والسفر) يجسد على أرض الواقع استراتيجية الإمارة تجاه استشراف مستقبل القطاع وتسليط الضوء على الفرص المتاحة فيه.
وأضاف المدفع “ وضعت الرؤية الحكيمة والدعم المتواصل لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة قطاع السياحة في الإمارة على مسار تطوّر متواصل يظهر في معدلات النمو خلال السنوات الأخيرة خاصة في ظل ظروف صعبة شهدها العالم خلال السنوات الأخيرة وهو ما يدعونا للاطلاع على الخبرات والممارسات الجديدة التي من شأنها أن تدعم الخطط العالمية لتنمية القطاع السياحي وتطوير البنى التحتية ذات الصلة المباشرة فيه مثل قطاعات التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي وتفتح جلسات المنتدى أمامنا المجال لمناقشة أبرز المتغيرات والتطورات العالمية وأحدث الفرص المتاحة لتحقيق الاستدامة في القطاع السياحي”.
وتتضمن أعمال المنتدى برنامجاً من الجلسات الحوارية تناقش العديد من المحاور حول مستقبل السياحة والأفكار المبتكرة لتطويرها مع التركيز على آليات الذكاء الاصطناعي وابتكارات الجيل القادم من التقنيات ومختلف الخيارات الذكية التي تساهم في خلق بيئة سياحية متكاملة واستعراض الفرص المتاحة لتوسيع الاستثمار في القطاع السياحي وضمان استدامته.
ويشارك في المعرض المصاحب للمنتدى مجموعة من العارضين والشركاء الاستراتيجيين من القطاعين الحكومي والخاص باعتبار مشاركتهم قيمة مضافة جديدة للمنتدى وهم : هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة ودائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية بالشارقة ومعهد الشارقة للتراث وهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) ومركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) وجناح سياحة الشارقة .
- بتل -
شهد عام 2022 سفراً دولياً تضمن أكثر من 900 مليون سائح بارتفاع 63% عن مستوى 2019 قبل أن يضرب الوباء، ومن المفترض أن تتحسن السياحة العالمية العام الجاري تحسناً كبيراً لتتراوح بين 80% و95% تقريباً من مستويات ما قبل الوباء، وفق تقرير “آفاق تعافي السياحة” الصادر عن منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.
لكن في ظل زيادة التكاليف وعدم اليقين الاقتصادي العالمي، فإن العودة للمطارات لا تعني بالضرورة أن القطاع خرج من مرحلة الخطر.
قال الأمين العام للمنظمة، زوراب بولوليكاشفيلي، في بيان: “العوامل الاقتصادية قد تؤثر على طريقة سفر الناس في 2023، وتتوقع منظمة السياحة العالمية أن يظل الطلب على السفر المحلي والإقليمي قوياً ويساعد التعافي الأوسع في القطاع”.
يتوقع أن يعود الشرق الأوسط وأوروبا، وهي المناطق الأسرع تعافياً، لأحجام الزائرين المسجلة قبل الوباء في 2023، وعلى عكس سيناريو “السفر الانتقامي” الجامح الذي يتضمن طلباً مكبوتاً من السائحين غير المهتمين بالأسعار، ترى المنظمة أن تزايد المخاوف المالية ستجعل المسافرين يبحثون عن قيمة أعلى مقابل المال ويختارون وجهات أقرب إلى موطنهم العام الجاري.
بالنسبة للأوروبيين، تعد الأسعار وقرب الوجهة عوامل محددة في اختيار الوجهات في 2023، وفق تقرير صدر في ديسمبر 2022 يتعلق بسلوكيات السفر الاستهلاكية من المفوضية الأوروبية للسفر التي اتفقت مع منظمة السفر العالمية في أنَّ القيمة مقابل المال هي حالياً العامل المحدِد الأقوى.
القصة مماثلة في الولايات المتحدة إذ يقول نصف الأميركيين إن القلق بشأن أوضاعهم المالية سيؤثر على قراراتهم للسفر في الأشهر الستة المقبلة، وفقاً لمسح للمعنويات في يناير 2023 أجرته شركة أبحاث سوق السياحة “لونغوودز إنترناشونال” (Longwoods International)، وأشار 56% من المستجيبين إلى سعر تذكرة الطيران كعامل رئيسي، فيما قال 30% إن المخاوف الاقتصادية ستؤثر “بقوة” على قرارات سفرهم في 2023، بارتفاعٍ سبع نقاط منذ أواخر أغسطس 2022.
رغم المخاوف الاقتصادية، يقول 9 من كل 10 مسافرين أميركيين في استطلاع “لونغوودز” إن لديهم خططاً للسفر في غضون ستة أشهر، وأسفرت تقارير لمحللي الوجهات عن نتائج مماثلة في يناير، حيث أكد مسح أُجري في ديسمبر 2022 للمسافرين الأميركيين أن الطلب مرتفع، لكن زيادة تكاليف السفر تشكل رادعاً متزايداً، وقال نصف مَن استطلعت آراؤهم إن ارتفاع الأسعار منعهم من السفر الشهر السابق، بينما أوضح 31% منهم أن التضخم بشكل عام وارتفاع أسعار المستهلكين دفعاهم لإلغاء رحلاتهم القادمة.
بالنسبة للأغلبية التي لا تردعها المخاوف، فإن السفر هو الغاية بأي ثمن، حسبما يفسر أمير إيلون، الرئيس التنفيذي لدى “لونغوودز إنترناشونال”. يقول: “سيقلصون جوانب معينة في رحلتهم، وسينفقون أقل-للأسف- على الأشياء التي تدعم الشركات الصغيرة؛ أي مشتريات التجزئة مثل الهدايا التذكارية، والترفيه، ووسائل الاستجمام، والطعام والشراب”.
في الرحلات البرية، قد يُترجم هذا إلى تحضير شطائر لتناولها أثناء الرحلة بالسيارة بدلاً من التوقف في مطعم، حسبما يضيف إيلون، أو البقاء في فندق محدود الخدمة بدلاً من فندق متكامل الخدمات، وقال إن هذا هو نفس النمط المسجل تماماً عندما وصلت أسعار الغاز إلى مستويات قياسية في الولايات المتحدة الصيف الماضي.
يقول ربع الأميركيين أيضاً إنهم سيقودون السيارة بدلاً من السفر جواً، ويقول ما يصل إلى 30% منهم إنهم سيختارون وجهة أقرب إلى المنزل، وفقاً لاستطلاع “لونغوودز”، يقول إيلون إن هذا النمط يرتبط عادةً بالركود الاقتصادي.
مع ذلك، يظل الطلب من الولايات المتحدة على الرحلات إلى أوروبا قوياً، على حد قول منظمة السياحة العالمية، معللة ذلك بقوة الدولار أمام اليورو، وبالتالي فإن أي ارتفاع كبير لليورو قد يبدد الشهية. أيضاً، ستعزز عودة المسافرين الصينيين انتعاش قطاع السياحة العام الحالي لكن بقدر غير واضح حتى الآن إذ أكدت منظمة السياحة العالمية أنه حتى منتصف يناير، فرضت 32 دولة قيوداً على دخول المسافرين الصينيين.