[ الصفحة الأولى ]تقارير وحوارات

بيار الأشقر: السياحة مصدر الدخل الأول فى لبنان

فاطمة خليفة

 المغترب اللبناني هو المصدر الأكبر للسياحة في البلاد  مع تراجع السياحة الخليجية

لبنان قادر للعودة على خريطة السياحة بقوة

منذ أيام أعلن لبنان عن إبرام اتفاقية مع اسرائيل لترسيم الحدود البحرية واستخراج النفط، وهو ما ينتظره اللبنانيين بفارغ الصبر، فهل يغني النفط عن السياحة بالفعل؟، ويتساءل الكثير عن مصير لبنان بعد اكتشاف النفط وهل تتحول لبنان إلى بلد نفطي يعتمد اقتصاده على النفط بدلاً من الاعتماد على السياحة، خاصة أن لبنان كان من أشهر الوجهات السياحية في الوطن العربي قبل أن يمر بأزماته الاقتصادية والسياسية الأخيرة.

والسياحة كانت تمثل مصدر الدخل الأول للاقتصاد اللبناني بنسبة حوالي20% حتى جاءت الحرب الأهلية ودمرت الكثير من المناطق اللبنانية وأضرت بقطاع السياحة بشكل كبير نظراً لهجرة الكثير من اللبنانيين خرج البلاد وغلق الكثير من الفنادق والنوادي والكازينوهات، ولكن استطاع لبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية أن يتعافى تدريجياً حتى عادت السياحة مرة أخرى إلى معدلات نمو وصلت حوالي 14% سنويّا ، كما أن عدد السياح في 2009 بلغت نسبته 39 ٪ وكانت تلك أكبر نسبة نمو في العالم حينها، وفي السنوات الأخيرة في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية التي يعيشها لبنان تراجعت السياحة مرة أخرى خاصة بعد الاحتجاجات الشعبية الأخيرة التي عصفت باستقرار لبنان حيث انخفضت نسبة النمو السياحي في تلك السنوات إلى 7%.

مستقبل لبنان الاقتصادي

وعن مستقبل لبنان الاقتصادي بين السياحة والنفط يتحدث الخبير السياحي بيار الأشقر رئيس اتحاد النقابات السياحية، لـ ” أخبار السياحة”، عن رؤيته المستقبلية لقطاع السياحة في لبنان وما يمكن أن يؤول إليه هذا القطاع الحيوي للاقتصاد اللبناني، خاصة بعد ظهور النفط.

فيقول “الأشقر”، إن تحول لبنان إلى بلد نفطي هذا لا يعني إغفال دور القطاع السياحي وما يمثله للبنان كأكبر مصدر للدخل القومي، فأهلا وسهلا بالاقتصاد النفطي كإضافة للاقتصاد اللبناني، ولكن لا يمكن الاستغناء بالاقتصاد النفطي عن الاقتصاد السياحي، لأن لبنان بالأساس بلد سياحي وستظل السياحة هي المصدر الأكبر للاقتصاد اللبناني.

خصائص سياحية

ويؤكد “الأشقر” أن لبنان لديه خصائص سياحية تميزه عن غيره من البلدان لأنه يمتلك كافة أنواع السياحات على مدار العام فمن المعروف أن مناخ فصول السنة الأربعة مناخ مثالي في لبنان فلدينا السياحة الصيفية التي تعتمد على جبال الاصطياف التي تتميز به لبنان وهناك السياحة الشتوية التي تشتهر برياضة التزلج التي تنفرد بها لبنان فلا يوجد في الوطن العربي أماكن للتزلج إلا في لبنان.

ويتابع “الأشقر”، حديثه قائلا: “بالإضافة إلى التنوع السياحي اللبناني فلدينا السياحة الثقافية والسياحة الدينية التي تضم كافة الأديان كالإسلامية والمسيحية وهناك السياحة الطبية، وفي السابق كان لبنان يتميز بالسياحة التعليمية حيث كان يأتي إلينا كثير من طلاب الدول العربية للدراسة في المدارس والجامعات اللبنانية خاصة الجامعة الأمريكية بلبنان التي كانت من أكبر الجامعات بالشرق الأوسط، وبالطبع كانت تمثل هذه الشريحة الطلابية وأسرهم التي كانت تأتي لزيارتهم جزء كبير من السائحين، ولكن اليوم هناك تراجع في السياحة التعليمية بلبنان”.

وتطرق رئيس اتحاد النقابات اللبنانية فى حديثه إلى تراجع وضع السياحة بشكل عام في لبنان، مؤكداً: أن هناك تراجع بسبب المقاطعة الخليجية والتحذيرات الغربية من زيارة لبنان نظراً للمشاكل السياسية وتدهور الوضع المالي، وبالرغم من التراجع الملحوظ لدينا في السياح الخليجيين إلا أن هناك نمو كبير في السياح العراقيين والأردنيين، والمصريين، بالإضافة إلى المغترب اللبناني الذي يشكل المصدر الأعلى للسائحين خاصة في موسم الصيف.

النفط والسياحة وجها لوجه

وعن المقارنة بين الاقتصاد النفطي والاقتصاد السياحي، أضاف: نرى أمامنا اليوم أن أكثر الدول النفطية وخاصة دول الخليج مثل الإمارات والسعودية تسعى لتنويع مصادر الدخل لديه بعيداً عن النفط، لأن هذه الدول في السنوات الأخيرة اتجهت للاهتمام بشكل كبير بتطوير القطاع السياحي لديها للعمل على جذب السائحين.

الخريطة السياحية

ويستطرد “الأشقر”، قائلا: “بوجه عام العالم اليوم يبحث عن بدائل للنفط وبالنظر إلى المستقبل على المدى المتوسط والطويل من المرجح جداً أن أسعار النفط ستتراجع، في المقابل نرى أن السياحة تنمو بكل بلدان العالم وتسعى بلدان كثير لتنمية القطاع السياحي ومنهم بالتأكيد مصر التي تسعى لخلق مناطق سياحية جديدة بالأسكندرية والعلمين ومناطق البحر الأحمر وهذا يساعد في جذب السائحين أكثر إلى مصر والسعودية وقطر ودبي وأبو ظبي بالرغم من أن هؤلاء بلدان نفطية لكنها تسعى لعدم الاعتماد كلياً على الاقتصاد النفطي فقط.

 

وبسؤاله عن مستقبل السياحة في لبنان واصل “الأشقر”، حديثه قائلا: ” أنا مطمئن لمستقبل السياحة في لبنان بشكل متفائل، ولكن الذي لا يطمئن هو الوضع السياسي اللبناني غير المستقر، وهذا الأمر ليس فقط في لبنان ولكن على مستوى العالم، وبالرغم من ذلك يمكن أن ينهض لبنان كعادته كما كان يعود وينهض بعد كل أزمة مرت عليه، ونأمل أن يعود لبنان إلى موقعه المتميز على الخريطة السياحية وإلى مركزه الأول كأكبر بلد عربي جذباً للسائحين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى