أسباب طبية وصحية وراء عدم خسارة أو ثبات الوزن.. تعرف عليها

لا تستهين بعدم قدرتك على فقدان الوزن، حيث أن الكثير من الراغبين في فقدان الوزن أن السبب، إما يعود لانخفاض نسبة الحرق لديهم بدون معرفة الأسباب، وإما لعدم استجابة أجسامهم لجميع برامج العلاج؛ ففقدان الوزن ليس مجرد مظاهر ولكنها لها جانب صحي أفضل على جسم الإنسان.
أسباب عدم فقدان الوزن متعددة
في البداية يقول الدكتور أحمد إسماعيل رئيس قسم التغذية العلاجية بمستشفى دار الفؤاد، إن ثبات أو عدم فقدان الوزن هي مشكلة يعاني منها الكثير والناتجة عن أسباب كثيرة ومتعددة البعض منها مباشر؛ والكثير منها غير مباشر وهي تتعلق بالتمثيل الغذائي أو ما يعرف بعمليات الأيض عملية الحرق، وتعتبر عملية الحرق عبارة عن مجموعه من التفاعلات الكيميائية التي تحدث داخل كل خلية من خلايا الجسم، والتي بدورها تعمل على توفير الطاقة للعمليات الحيوية، وفيها يقوم الجسم بإمداد الأجهزة الحيوية كالجهاز الدوري والتنفسي والعضلي والهضمي بالطاقة اللازمة لهم والقيام بالمهام المختلفة كالحركة وممارسة الرياضة والأعمال المختلفة.
وأَضاف: أي خلل في إمداد الجسم بالعناصر الغذائية الهامة كالبروتين و كربوهيدرات و الدهون والفيتامينات كمجموعة الفيتامينات ب، فيتامين د والمعادن المهمة كالحديد والصوديوم والبوتاسيوم أو خلل في الوظائف الحيوية والغدد والهرمونات المسيطرة علي التمثيل الغذائي؛ كل ذلك يؤدي لعدم قدرة الجسم علي الحرق المناسب وبالتالي لثبات الوزن علي الرغم من إتباع حمية غذائية.
أسباب ثبات الوزن وانخفاض الحرق.. 7 أسباب
قصور الغدة الدرقية
ومن أسباب ثبات الوزن وانخفاض الحرق، أولا هو حدوث قصور وخمول الغدة الدرقية، وهي احد من أهم الأسباب لزيادة الوزن، لأنها المسئولة عن إفراز هرمون الثيروكسين وثلاثي يود الثيرونين المختصين عن عمليات الأيض والحرق؛ وأي قصور في أفرازة يترتب عليه قصور في عمليات التمثيل الغذائي نتيجة لاختلال التوازن الطبيعي للتفاعلات الكيميائية في الجسم، بل أنها في الكثير من الأحيان تؤدي لزيادة وتراكم الدهون وأمراض السمنة والقلب .
وجود أنيميا بالدم
وفي نفس السياق تابع رئيس قسم التغذية العلاجية ، قائلا إن السبب الثاني في عدم انخفاض أو ثبات الوزن بناء على العديد من الدراسات أثبتت وجود علاقة بين التعافي من الأنيميا؛ وخصوصا الناتجة من نقص الحديد وفقدان الوزن، فوجود انيميا بالدم بينتج عنه نقص امدادت الاوكجسين للخلايا وعدم القدرة علي حرق الدهون بطريقة فعالة، فضلا عن زيادة الوزن الناتجة من حالة الإعياء والاجتهاد التي تصيب الإنسان وتقلل من قدرته علي الحركة وممارسة التمرينات الرياضية؛ أو حتي القيام بالمهام اليومية المعتادة دون الشعور بالصداع وزيادة ضربات القلب وضيق التنفس والدوار والضعف العام .
عدم الحصول علي قسط كاف من النوم
وأردف ، أن السبب الثالث هو قلة النوم وهي التي تؤدي إلي اضطراب لكافة الأجهزة الحيوية، وقدرة كل جهاز علي أداء مهامه بصورة سليمة وفعالة؛ بما في ذلك الهرمونات المسؤلة عن تنظيم عليمات الأيض كهرمون اللبتين والجريلين “هرمونات الجوع والشبع” فتتأثر قدرة الجسم على الإحساس بالشبع ، فضلا عن اضطرابات في مستويات الميلاتونين والكورتيزول والأنسولين.
فعندما لا تحصل على قسط كاف من النوم، فإن جسمك يزيد في إفراز هرمون الجريلين ويقلل من إفراز اللبتين ويزيد من إفراز الكورتيزول، فتزداد الشهية وعلي العكس اثبت الدراسات أن النوم الكافي يساعد على منع مقاومة الأنسولين، لان اضطرابات هرمون الانسلوين نتيجة قلة النوم تؤدي إلي زيادة إفراز الأنسولين؛ فيزيد الإحساس بالجوع ويؤدي لتخزين المزيد من السعرات الحرارية على شكل دهون.
عدم تناول ما يكفي من البروتين
ويعود السبب الرابع في انخفاض أو ثبات الوزن، وذلك في حديث الدكتور احمد إسماعيل استشاري التغذية العلاجية، وهو عدم تناول ما يكفي من البروتين، حيث يعتبر البروتين هو مكون أساسي لوظائف وهيكلة جميع خلايا الجسم.
فالبروتينات جزيئات كبيرة مكونة من سلاسل طويلة من تفرعات الأحماض الأمينية، وبعض هذه الأحماض الأمينية هي ضرورية، لأنه لا يمكن تكوينها أو تخزينها داخل الجسم، ولذلك يجب أن نحصل عليها من الأطعمة في غذائنا اليومي.
على الرغم من أن كل الخلايا الحيوانية والنباتية تحتوي على بعض البروتين ، فإن كمية ونوعية هذا البروتين يمكن أن تتحكم في تكوين وتنظيم كافة العمليات الحيوية للجسم والحفاظ علي الكتلة العضلية وبناءها
حيث إن البروتين يساعد بصورة ملحوظة على الشعور بالشبع، و تناول الكثير من البروتين مع الرياضة المناسبة يساعد في زيادة كتلة العضلات وقوتها؛ وقد ثبت أن تناول كميات مناسبة من البروتين يعزز بشكل كبير عملية التمثيل الغذائي، ويزيد من عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم بشكل يومي يمكن أن يصل إلى 80-100 سعرة حرارية إضافية ومن أهم مصادر البروتين الكينوا، البيض، الأسماك، اللحم، البقوليات، منتجات الألبان. ##
عدم شرب ما يكفي من الماء
شرب الماء يلعب دوراً أساسيّاً في جسم الإنسان، وعدم شرب الماء يعتبر السبب الأساسي في عدم فقدان الوزن، حيث أن شرب ما يكفي من الماء ضروري القيام بوظائفه والاستمرار بالحياة، ويشكل نسبة كبيرة من الجسم تصل إلى حوالي 75%؛ ويعتبر الماء مثبت طبيعي للشهية وينصح بشرب الماء قبل الأكل بنصف ساعة لتحفيز الشعور بامتلاء المعدة والشبع، وبالتالي أكل كمية أقل من الطعام، ما يسهم في إنقاص الوزن على المدى الطويل ويساعد شرب الماء في حرق الدهون بشكل كبير حيث يعمل علي تحفيز عملية الأيض، وتحفيز حرق الطاقة التي يستخدمها الجسم للقيام بالعمليات الحيوية الضرورية .
كما يساعد استبدال المشروبات مثل العصائر والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة بالماء علي تقليل السعرات الحرارية اليومية وبالتالي إنقاص الوزن.
خسارة الوزن بشكل سريع
ويعتبر السبب السادس كما أشار أحمد إسماعيل ، هو خسارة الوزن بشكل سريع، لأن خسارة الكتلة العضلية نتيجة النزول السريع في الوزن، نتيجة حمية غير صحية وغير مناسبة للجسم يصاحبه ثبات وصعوبة في خسارة الوزن فيما بعد، وذلك حيث إن الكتلة العضلية هي عضلات الهيكل العظمي المسؤلة عن عملية الحركة والتوازن والقوة وزيادة معدلات الأيض والحرق .
وتفيد الدراسات أن القيام بالتمارين الرياضية المناسبة تقوم بزيادة معدل عمليات الأيض وتحرق الدهون وتقلل السمنة وتحسن صحة القلب والعضلات، وكلما زادت الكتلة العضلية في الجسم كلما زادت حساسية الأنسولين، وأيضا استهلكت هذه العضلات كميات أكبر من جلوكوز الدم، وبالتالي تتجنب المشاكل الصحية المرتبطة بالسكري ويوصي بممارسة الرياضة بما لا يقل عن 150 دقيقة في الأسبوع وتناول البروتين المناسب للحفاظ علي الكتلة العضلية.
الآثار الجانبية لبعض الأدوية
وختاما قدم الدكتور احمد إسماعيل السبب السابع الذي يتسبب في ثبات أو عدم انخفاض الوزن وهي تناول بعض الأدوية التي تتسبب أثارها الجانبية في زيادة الوزن، و قد يكون تأثيره غير مباشر فيسبب الكسل والخمول وبالتالي قلة الحركة والنشاط، وبالتالي زيادة الوزن .
وبعض الأدوية تزيد الشهيه للطعام وتبطئ عملية التمثيل الغذائي للجسم، أو أنها تسبب الأرق؛ وكلها عوامل تساعد في زيادة الوزن وفي بعض الأحيان؛ وترتبط بعض الأدوية بزيادة وزن المريض من دون أن يتمكن الباحثون من تحديد السبب.
الجدير بالذكر فان مضادات الاكتئاب التي تعمل عن طريق منع المستقبلات في الدماغ من امتصاص السيروتونين، مما يجعل كمية أكثر من هذه المادة الكيميائية التي تمنح شعورا جيدا و يكون لها تأثير إيجابي على المزاج، فإنها تؤثر أيضاً على الشهية حيث أن هذه الأدوية يمكن أن تزيد من الرغبة في تناول الكربوهيدرات.
وكذلك بعض حبوب منع الحمل يمكن أن تسبب زيادة الوزن وذلك لاحتوائها على جرعة من هرمون البروجسترون الذي يزيد من الشهية كما أنها تحبس السوائل داخل الجسم .
كما أن مضادات الهيستامين تؤدي لزيادة ملحوظة في الوزن، وتؤدي إلى تفاعلات حساسية وفقدان الشهية، وهو مادة كيميائية ينتجها الجهاز المناعي للجسم فيصف الأطباء مضادات الهيستامين لمواجهة آثار الهيستامين وعلاج أعراض الحساسية وتحسين الشهية؛ أما الستيرويد فهذه الأدوية تسبب الأرق وزيادة الشهية واحتباس الماء.