[ الصفحة الأولى ]تقارير وحوارات

“الموت الأسود” يعود في الصين..يقضي على المريض في 24 ساعة

في الوقت الذي يحاول فيه العالم السيطرة على الموجة السادسة لفيروس كورونا المستجد، وفيروس جدري القرود، أعلنت السلطات الصينية عن عودة ظهور مرض الطاعون الدبلي المعروف بـ”الموت الأسود” مرة أخرى في البلاد بعد اختفائه من مئات السنوات، وأودى وقتها بحياة 200 مليون شخص حول العالم.

وكانت الصين أعلنت عن تسجيل حالة إصابة بمرض الطاعون الدبلي لراعي ماشية في مدينة ينتشوان بمنطقة نينجشيا هوي بشمال غربي البلاد، مؤكدة أن المصاب عاد إلى ينتشوان من منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم، وتم فرض المستوى الرابع من تدابير الطوارئ للوقاية من الطاعون والسيطرة عليه في المنطقة، وسط مخاوف من انتشاره في البلاد مرة أخرى.

ويعد الطاعون الدبلي مرضًا قديمًا جدًا من أكثر الأوبئة فتكًا في العالم، حيث ظهر لأول مرة عام 1331 في الصين بلد الأوبئة، ومن المفارقات العجيبة أنه ظهر في مقاطعة هوبي وهي المقاطعة التي ظهر فيها أيضا في فيروس كورونا الجديد وعاصمتها مدينة ووهان، وانتقل المرض عام 1338 إلى منطقة بحيرة بايكال جنوبي سيبيريا، وفي 1345 انتقل إلى محيط نهر الفولغا، وتشفى في العالم أجمع، ويقتل 200 مليون شخص.

ما هو الطاعون؟

الطاعون من الأمراض المعدية التي قد تفضي إلى الوفاة، وتحدث الإصابة به بسبب بكتيريا تسمى “يرسينية” تعيش في بعض الحيوانات لاسيما القوارض، والبراغيث، واستمرت الجائحة الأولى للمرض اللعين قرابة الـ 500 عاما.

ويعد الطاعون الدبلي أو الموت الأسود، أكثر أنواع المرض انتشارا في العالم، ويمكن أن يصيب الإنسان سريعا، ويصيب الشخص بتورم مؤلم في العقد اللمفاوية، ومناطق الفخذين والإبطين والرقبة، وتكون مؤلمة وتتطور بشكل متسارع في الأسبوع الأول بعد الإصابة.

سبب تسميته بالطاعون الدبلي؟

الطاعون الدبلي هو النوع الأكثر شيوعا للمرض الذي يمكن أن يصيب الإنسان، وتأتي تسميته بهذا الاسم من الأعراض التي يسببها، مثل تورم مؤلم في العقد اللمفاوية أو “دبل” في الفخذ أو الإبط.

كما أطلق أيضا على المرض في الماضي “الموت الأسود”، في إشارة إلى موت أجزاء في الجسم، مثل أصابع اليد وأصابع القدم.

أعراض الطاعون الدبلي

عادة ما تظهر أعراض الطاعون خلال يوم إلى 6 أيام من الإصابة، ويشعر المصاب بما يلي:

  • إرهاق شديد
  • حمى قوية
  • قشعريرة
  • صداع
  • آلام الجسم
  • الضعف
  • الغثيان
  • القيء

ويمكن أن يؤثر الطاعون أيضا على الرئتين، مما يسبب السعال وألم الصدر وصعوبة التنفس، كما يمكن أن تدخل البكتيريا أيضا مجرى الدم وتسبب ما يعرف باسم “تسمم الدم” أو “الإنتان”، الذي قد يؤدي إلى تلف الأنسجة وفشل الأعضاء والوفاة.

أنواع الطاعون

  • الطاعون الدبلي

يعد الطاعون الدبلي والذي ظهر في الصين، من أكثر الأنواع شيوعًا، ويسبب ظهور كتل متورمة ومنتفخة ومؤلمة بالغدد الليمفاوية تحت الذراعين وفي الرقبة والفخذ، وفي حال عدم علاجها، تنتشر البكتيريا إلى أجزاء أخرى من الجسم.

الطاعون الإنتاني

هو أكثر خطورة من الطاعون الدبلي، ويحدث عندما تصل البكتيريا إلى الدم مسببة نزيف تحت الجلد أو بالفم أو الأنف، واسمرار الجلد حول الفم والأصابع، إلى جانب ألم البطن والإسهال والغثيان.

الطاعون الرئوي

يحدث هذا النوع من الطاعون عندما تدخل البكتيريا إلى الرئتين، وهو أمر نادر، لكن في حال عدم علاجه، فإنه يسبب الوفاة، كما ينتقل من شخص لآخر عن طريق الرذاذ الناتج عن السعال، وتشمل أعراضه، مشكلات في التنفس وسعال دموي في بعض الأحيان والقيء والغثيان.

طرق العدوى بالطاعون

طرق انتقال عدوى الطاعون قليلة، إلا إذا كنت تزور أو تعيش المكان الذي ينتشر فيه المرض، وتكون طرق العدوى كالتالي:

– لمس الحيوانات الحية أو الميتة المصابة بالعدوى، مثل الفئران والأرانب والسنجاب وغيرها.

– مخالطة الحيوانات سواء خلال العمل أو الصيد أو غيرها.

– مخالطة الأشخاص المصابين بالطاعون.

– كما يمكن أن تنقل جثة مصاب، توفي بسبب إصابته بالطاعون، عدوى المرض لأشخاص على اتصال وثيق به، مثل أولئك الذين يعدون الجثمان لدفنه.

انتشار الطاعون الدبلي

وتعد حالات الإصابة بالطاعون الدبلي الآن نادرة، لكن لا تزال هناك بعض حالات الانتشار للمرض من حين لآخر، حيث شهدت مدغشقر ظهور أكثر من 300 حالة إصابة بالمرض خلال تفش له في العام 2017، لكن دراسة لمجلة طبية حينها، وجدت أن عدد الوفيات كان أقل من 30 شخصا.

وفي مايو من العام 2019، توفي شخصان في منغوليا بعد تناولهم لحم المرموط النيئ، غير أنه من المستبعد أن تقود أي من الحالات التي ظهرت إلى انتشار الوباء، وفي الفترة بين عام 2010 إلى عام 2015 تم الإبلاغ عن 3248 حالة إصابة في شتى أرجاء العالم، فضلا عن تسجيل 584 حالة وفاة.

كيفية تشخيص الطاعون

ويتطلب تأكيد الإصابة بالطاعون إجراء فحص مختبري، عن طريق الحصول على عينة مأخوذة من الدبل أو الم أو البلغم، لقياس الجراثيم المسببة بالطاعون.

علاج الطاعون

يمكن أن يسبب الطاعون الغير معالج الموت بسرعة، مما يجعل الإبكار في تشخيصه وعلاجه أهم الأشياء للبقاء على قيد الحياة، ويمكن أن يقضي الطاعون الرئوي على المريض في غضون فترة تتراوح بين 18 و24 ساعة من بداية ظهور المرض إذا ما ترك من دون علاج.

وتكون المضادات الحيوية والعلاجات الداعمة الشائعة للبكتيريا المعوية هي الحل إذا ما أعطيت للمريض في وقت مبكر بعد تشخيص المرض في الوقت المناسب، بحسب منظمة الصحة العالمية، فهي تعالج المرض بفعالية، وتتحسن صحة الغالبية العظمى من المرضى عند تناول المضادات الحيوية خلال أسبوع أو أسبوعين فقط، لكن عدم تلقي العلاج يزيد فرص الوفاة.

مضاعفات الطاعون

قد يتطور الطاعون بشكل سريع ويسبب الآتي:

  • فشل الجهاز التنفسي إذا تحول الطاعون الدبلي إلى طاعون رئوي عندما تصل البكتيريا إلى الرئتين.
  • صدمة خلال يومين من بدء العدوى.
  • الغرغرينا، يمكن أن تعوق الجلطات الدموية التي تصيب الأوعية الدموية الصغيرة تدفق الدم في أصابع اليدين والقدمين، وتتسبب في موت الأنسجة وبتر الأصابع.
  • التهاب السحايا.
  • الوفاة، ومعدل الوفاة مرتفع في حالة عدم العلاج، حيث يتراوح معدل إماتة الطاعون الدبلي بين 30% و60%، في حين يكون الشكل الرئوي مميتًا في حالة غياب العلاج، وينجو معظم الأشخاص ممن يتلقون العلاج بالمضادات الحيوية على الفور من الطاعون الدبلي.
  • طرق الوقاية من الإصابة بالطاعون
  • تجنب السفر إلى الأماكن التي تشهد انتشار الطاعون بها.
  • سد الفجوات الموجودة في المنازل والتي تسمح للفئران والجرذان بالدخول.
  • تنظيف الحديقة حول المنزل وأوراق الشجر والأخشاب التي يمكن أن تصل إليها الحيوانات.
  • ارتداء القفازات عند لمس الحيوانات الحية والميتة.
  • عدم السماح للكلاب والقطط بالنوم في الفراش نفسه مع الشخص.
  • ارتداء الكمامة عند التعامل مع الأشخاص المصابين.
  • الحفاظ على النظافة الشخصية والعامة.
  • القضاء على وجود القوارض والحشرات التي يحتمل حملها للطاعون.
  • هل هناك لقاح للطاعون؟

لا يوجد أي لقاح فعال للطاعون حتى الآن، وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الطاعون الدبلي أصبح لا يشكل خطرا مثل القدم، ويمكن السيطرة عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى