تاريخ وحضارة

مسجد “باصونة”.. تحفة معمارية تعانق العالمية

راندا سالم

بعد أن تم اختيار مسجد آل أبو ستيت ضمن أفضل 27 مسجدًا على مستوى العالم، أصبحت قرية باصونة بمحافظة سوهاج محط أنظار وسائل الإعلام المحلية والعالمية.. وذلك خلال مسابقة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد وأن يحصد الجائزة ضمن 7 مساجد أخرى، لما يتمتع به من عمارة مصرية معاصرة فهو تحفة معمارية فريدة تجمع ما بين تراث الماضي وأصالة الحاضر ورؤية المستقبل صنعتها أياد سوهاجية بتصميم مبتكر فريد  للمهندس وليد عرفة .

ويتفاخر أبناء ” درة الصعيد ” ويشيدون بما تم من إنجاز غير مسبوق راعي المواصفات البيئية والجغرافية في تناغم رائع يليق بدور العبادة .. معيدا إلى الأذهان عبقرية وتفرد أبناء ” المحروسة ” فى فن العمارة والتشييد والبناء ..   “الأهرام المسائى ” رصدت التجربة التي لا يزال صداها يدوى فى الآفاق منذ شهور. . وكانت السطور التالية .

في البداية يفوح الانبهار والتقدير في عبارات الشيخ على طيفور وكيل وزارة الأوقاف بسوهاج وهو يقول : المسجد تم تصميمه في ستة أشهر واستغرق تشييده أكثر من عامين وتم بناؤه بالجهود الذاتية على مساحة 400 متر تقريبا ، .. مشيرا إلى أنه تم تصميمه بمعرفة المهندس وليد عرفة الذي اعتمد على فكرة إنشائية تقوم على التحول من استخدام المسقط المربع للمسقط الدائرى الخاص بالقبة ، لافتا إلي أنها تجربة فريدة للغاية أشاد بها رواد الهندسة المعمارية في العالم ،  .. موضحا أن التجربة  تسمى بمسقط متكرر 108 يسمح بدخول الهواء من أعلي  ويمنع أشعة  الشمس وهو ما ظهر في القبة المميزة للمسجد البالغ مساحتها 6 أمتار،  لافتا إلى أن المهندس ” عرفة ” التزم بمساحة الأرض وكان ذلك تحديا كبيرا ، ولم يستطيع تجاوزها لوجود المقابر من ناحية ومنازل الأهالى من ناحية أخرى كما أنه راعى وضع دورات المياه في الطابق الأرضى ، وخصص مكانا للوضوء بالأعلى .

وأضاف ” الشيخ طيفور” أن المسجد يتكون من ثلاثة طوابق بدروم واأرضي وميزانين وقد تم مراعاة استغلال المساحات ، .. موضحا أن القاعة الرئيسية بمساحة 160 مترا حيث تم تصميمها لتكون قابلة للتقسيم إلى 9 أجزاء أو غرف ، وذلك للتحكم في الإضاءة ووضع حواجز متحركة شبيهة بالموجودة بالمسجد النبوي الشريف  ، ما يتيح الانتفاع بهذه المساحة في غيرأوقات الصلاة واستيعاب زيادة أعداد المصلين من أجل إقامة أنشطة لخدمة المجتمع، مثل محو الأمية وتحفيظ القرآن واستقبال القوافل الطبية خاصة وأن للمسجد مدخلان ، أحدهما يطل على الشارع الرئيسى ، والآخر يطل على منازل الأهالى و يدخل منه النساء، وفي الطابق الأول مصلى السيدات ولكن هذا لا يمنع صلاتهن بالطوابق السفلية إن رغبن، .. مشيرا إلى أن المسجد يحظى بتصميم معمارى متميز تم اختياره ضمن 7 مساجد للحصول على جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد في الدورة الثالثة للفترة من 2017 إلى 2020م لافتاً إلى أن الجائزة كانت مقتصرة على مساجد دول الخليج في الدورتين السابقتين، وتوسعت فى الدورة الثالثة لتضم مساجد من دول العالم المختلفة .

ويوضح الشيخ صبري عثمان مدير عام إدارة أوقاف المراغة أن مسجد ” أبو ستيت ” تم إنشاؤه بقرية باصونة بمركز المراغة عام 1905م على مساحة 400 متر تقريبًا وكان أول مسجد يتم إنشاؤه بالقرية وكانت حوائطه بالطوب اللبن، وسقفه من جذوع وجريد النخل، وفرشه من الحصر التقليدية، وكان به بئر مياه تستخدم للوضوء وقد تم إحلاله وتجديده بالجهود الذاتية للأهالي عام 1948م بالطوب الأحمر واستخدام الجير والحمرة، وسقفه بالعروق والخشب، وفرشه بالحصير، .. مضيف أنه تم إحلاله وتجديده مرة أخرى عام 2016م بالجهود الذاتية وبتوجيه الدكتور أسامة الأزهري المستشار الديني للسيد رئيس الجمهورية بتكلفة بلغت حوالي سبعة ملايين جنيه بتصميم وإشراف المهندس وليد عرفة الذي تولى التصميم والإشراف على جميع مراحل الإحلال والتجديد بالتنسيق مع الإدارة الهندسية بمديرية أوقاف سوهاج .

واختتم مدير عام أوقاف المراغة حديثه بأن المسجد يمثل تحفة معمارية تخطف الأبصار ما جعله مقصدا لكثير من المواطنين الذين يأتون لزيارته لتفقد أروقته للاستمتاع بما فيه من تحف معمارية غير مألوفة فى مساجد الصعيد .

اقرأ أيضا: العثور على تمثال يعود لحضارة البكتيون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى