“سماء الفيوم”.. تجذب هواة ومحترفي الرصد الفلكي
حسين أبو الشحات
تتميز محافظة الفيوم بعدد كبير من وسائل الجذب السياحي الفريدة من نوعها والتي تعتمد بالدرجة الأولي على السياحة البيئة والطبيعة الخلابة والساحرة، ومن بينها مراقبة النجوم والأجرام السماوية في صحراء الفيوم، حيث يأتي السياح من جميع دول العالم لمراقبة النجوم تحت السماء الصافية ليلاً .
وتعد صحراء محمية وادى الريان بالفيوم من أكثر المناطق تميزا لمراقبة الكواكب والنجوم فى الليالى الصافية ولعل أبرزها منطقة “جبل المدورة ” .
وأكد الدكتور محمد سامح، مدير المحميات الطبيعية بالمنطقة المركزية أن المنطقة بالكامل تعد أفضل مكان فى العالم بشهادة المؤسسات الدولية من حيث التراث الطبيعى وسحر المكان , فضلا عن المشهد الذى يتغير بالمكان خلال اليوم الواحد وليس خلال فصول السنة ، مشيرا إلى أن فترة الليل فى وادى الحيتان مختلفة عن أى مكان فى العالم , حيث أن التلوث الضوئى بالمكان منعدم فيمكنك مراقبة النجوم بشكل لن تجده فى أى مكان آخر بالعالم.
وأضاف أحمد عبد العال، مدير عام آثار الفيوم السابق، أن منطقة محمية وادى الريان تعد من أبرز الوجهات لهواة ومحترفي الرصد الفلكي لما تتميز به هذه المنطقة من عناصر جذب لممارسة تلك الهواية، حيث يتجمع فى كل ليلة عدد من هواة رصد الكواكب والنجوم والمجرات , مشيرا إلى أن هواة رصد الكواكب هم أشخاص لديهم رغبة وفضول علمى فى قضية الرصد الفلكى سواء كان مستوى الرصد بالعين المجردة أو عبر الأدوات الفلكية الخاصة , ويعد أهم ما يركز عليه الهواة هو دراسة النجوم والأجرام السماوية .
وأشار إلى أن هذه الهواية تولد فى النفس أحاسيس استثنائية وتعد دعوة للتفكر والتأمل فى بديع خلق الله , والتمعن فى هندسة الكون , وتناثر النجوم والكواكب فى الفضاء الرحب , ولأن الإنسان بطبعه محب للعلم واستكشاف أسرار الكون تبقى الإثارة تدور حول هذا العالم , حيث برع العرب قديماً فى استخدام السماء فى ترحالهم , ومعرفة المواقع وتحديد الزمن .
ويضيف أنه فى عام 1881 أنشأ العالم المصرى الراحل الدكتور مصطفى محمود الجمعية الفلكيّة المصرية الأولى لهواة علوم الفلك والفضاء ومحبيها إيماناً منه بأن مصر هى موطن علم الفلك الذى أسسه القدماء المصريون , فكانت الجمعية مقراً لتثقيف المجتمع المصرى , وتنظيم دورات تدريبية لهواة علم الفلك والفضاء، ولعل أبرز هذه الأماكن منطقة جبل المدورة فى محمية وادى الريان ما يجعلها قبلة السياحة الفلكية ليس فى مصر فحسب بل فى العالم أجمع .