[ الصفحة الأولى ]تاريخ وحضارة

وادي حنيفة.. منبع التراث والثقافة منذ ثلاثة قرون

العارف بالتاريخ يعلم أن الدولة السعودية ليست دولة طارئة، فهي دولة عريقة ممتدة الجذور عبر التاريخ، فقد أنشأها الإمام محمد بن سعود عام (1139هـ / 1727م) قبل 3 قرون، وعاصمتها الدرعية التي نشأت على يد جده مانع المريدي سنة 850 من الهجرة، وهذه الدولة نصيرة للإسلام، وقلب العروبة النابض، حيث حقَّقت الحلم العربي في استعادة مكانة الجزيرة العربية ودورها الريادي ومكانتها في العالم، واتصفت بالصفاء العربي.

وتأسست الدولة السعودية الأولى، فتكوَّنت الوحدة السياسية الكبرى، وتشكَّلت التنظيمات الإدارية والمالية المختلفة، على يد الإمام محمد بن سعود وكان الرجل الاستثنائي الذي نقل الدرعية من المدينة إلى الدولة بمفهومها الكبير، ومساحتها الشاسعة في عهده وعهد مَنْ بعده من أئمة الدولة الذين ساروا على نفس الرؤية والنهج نحو التطور والتقدم.

ويمثل يوم التأسيس اهتمام القيادة -حفظها الله- بأساس الدولة السعودية الذي تم على يد المؤسس الأول الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-، الذي أقام الدولة السعودية عام (1139هـ / 1727م) ،إذْ يستذكر فيه المجتمع والشعب السعودي هذه المناسبة، واهتمامات خادم الحرمين الشريفين التاريخية ومعرفته بتاريخ دولته ووطنه وشعبه وأمته، وإدراكه أهمية التاريخ في بناء الهوية وانتماء الوطن، وذلك من خلال معرفة الشعب والمواطن والجيل المعاصر بأساس الدولة وجذورها التاريخية العميقة، وهو مصدر اعتزاز وفخر سيؤدي إلى عظمة الانتماء وزيادة الترابط المجتمعي الذي نجحت الدولة السعودية في تحقيقه على أرض الجزيرة العربية.

وأكد أستاذ كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة بجامعة أم القرى الدكتور عبدالله بن حسين الشريف أن الدولة السعودية نشأت على يد المؤسس الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-، وأن أسلاف المؤسس الأول، قد وضعوا أقدامهم وبسطوا سيادتهم على قلب نجد والعارض منذ فترة مبكرة من التاريخ البشري، حيث يذكر التاريخ أن بني حنيفة قد استوطنوا نجد مطلع القرن الخامس الميلادي وسادوا بها، ومنذ ظهور الإسلام على يد المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كانت السيادة في نجد لبني حنيفة، وفي عام 850 من الهجرة، استطاع الأمير مانع المريدي أن يعود إلى أرض أسلافه وأجداده في نجد، واستطاع أن ينشئ الدرعية على ضفاف وادي حنيفة، ووضع نواة لإنشاء إمارة ودولة وكياناً يعيد الأمل العربي في تحقيق إقامة دولة عربية إسلامية مستقلة ذات سيادة في جزيرة العرب.

وأوضح الدكتور عبدالله الشريف أن جزيرة العرب منذ خروج عاصمة الإسلام الأولى من المدينة المنورة، فُقدت في أرضها الوحدة والاستقرار والأمن، وعاشت الشتات والتمزُّق والتهميش الحضاري، وذلك بسبب أمرين مهمين، أولهما: تهميش العرب وإبعادهم عن مواطن النفوذ، والأمر الثاني: سيطرة بعض العناصر الأجنبية على نفوذ الدولة الإسلامية بدءًا من العصر العباسي، وقلة الاهتمام بجزيرة العرب.

وتّوَلِّي الإمام محمد بن سعود  كان بداية الأمل العربي، ونجح بما أتاه الله من الفضل والخير والتقوى والعبقرية السياسية والشجاعة والحنكة العسكرية، واستطاع أن يوحّد الدرعية ويوائم بين مجتمعها، وعمل على تأمين الطرق التجارية وطرق الحج والعمرة المارة بها، وتحويلها إلى سوق تجاري، ونشر من خلالها العلم والتعليم، مستشرفا ومستعداً لتحقيق تطلعاته في إقامة دولة قوية مترامية الأطراف.

وأضاف أستاذ كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة بجامعة أم القرى الأستاذ الدكتور عبدالله بن حسين الشريف أن الإمام محمد بن سعود – رحمه الله – والأئمة والملوك من بعده نجحوا في الانطلاق بهذه الدولة والتوسع في جزيرة العرب حتى شملت معظم أقطارها، وحققت لأبنائها الوحدة، وحلَّقت فيها روحُ الثقافة والعلم والتطور شيئاً فشيئاً بعد حقبة طويله من التهميش الحضاري.

ولا شك أن الترابط المجتمعي في العاصمة السعودية الدرعية وفي المجتمع السعودي قد ساعد القيادة على وجود قوة بشرية تحقق في ذاتها الإيمان بأهداف القيادة والإخلاص لها، والالتفاف حولها والثبات معها ومناصرتها في جهودها، ومن جماليات الدولة السعودية أنها أقامت دولة مستقلة ليست لأي دولة عليها نفوذ، وأن الإمام محمد بن سعود  قد وضع اللبنة الأولى للدولة السعودية وظل آل سعود ثابتين سائرين على تحقيق حلم العرب في الوحدة والأمن والاستقرار والريادة العالمية، وأن يوم التأسيس نستذكر فيه الجذور والعراقة والأساس الذي بنيت عليه الدولة، واليوم الوطني نستذكر فيه النعمة التي أسداها الله سبحانه وتعالى على هذا الوطن على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود  الذي حقق لهذا الوطن هذه الوحدة العظيمة والأمن الاستقرار والرخاء والتطور كنموذج عالمي.

ووصف عبدالله الشريف التراث -في عمومه والأزياء في المملكة- أنه يعد امتدادًا للتراث العربي والإسلامي في جزيرة العرب، ويعبِّر عن طبيعة المجتمع وفيه دلالات اجتماعية واقتصادية، ويختلف من منطقة إلى أخرى ومن المدينة إلى الأرياف، وأن الأزياء في المنطقة الغربية تتشابه وتتلاقى في بعض الأمور وتختلف في بعضها، فالأزياء في مكة وجدة تتقارب، وتلتقي معها الطائف في بعض المواطن وتختلف في المواطن الأخرى.

وارتبطت الأزياء والملابس التراثية في المنطقة الغربية ارتباطاً تاريخياً على مدى ٣٠٠ عام، فهي موروث وتراث وعادات تختلف في تفاصيلها وألوانها وطريقة حياكتها وأسلوب لباسها، وأن أزياء المنطقة الغربية تتنوع تبعا للمناسبات المختلفة، الأمر الذي يعده المهتمون ثراء حقيقيا تتمتع به بيئة المنطقة الغربية، وعليها تتنوع الأزياء في مناطق جبال السروات وتهامة، وأنه من خلال التأمل في الأزياء يستطيع الشخص التعرُّف على الآخر من المنطقة التي ينتمي إليها، حيث تعد أزياء المنطقة الغربية واحدة من أهم مقومات الثقافة لما تحمله من مظاهر للحياة والأحداث التاريخية والجغرافية، وهي عنصر من عناصر الحضارة للإنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى