تاريخ وحضارة

جامع الأقمر.. منارة شاهدة على عظمة الفن الفاطمي

سالي محمد

كانت الدولة الفاطمية بمثابة العصر الذهبى لمصر التي تم فيها اكتمال الفن الإسلامي، حيث ترك الفنانون المصريون وراءهم العديد من الآثار والتحف التي تشهد على مهارتهم الفائقة ودقتها في مختلف الأشكال الفنية.

 

غزا الفاطميون مصر عام 358 هـ / 969 م ، ثم أسسوا مدينة جديدة شمال الفسطاط أطلقوا عليها “القاهرة ” متخذين منها عاصمتهم.. وكان الجامع الأزهر هو أول مسجد أقاموه في القاهرة.

ثم توالت إبداعاتهم في البناء الإسلامي فأسسوا الكثير من المساجد الإسلامية لتبقى إلى الآن شاهدة على تطور الفن الإسلامي.

يقع الجامع بشارع المعز لدين الله، وأنشأه الخليفه الفاطمي الآمر بأحكام الله سنة 519ه/ 1125م، وقد تولي أمر البناء الوزير المأمون البطائحي، وتم تجديده فى عهد السلطان برقوق عام 799 هـ على يد الأمير يلبغا السالمى.

 

تعد الواجهة الرئيسية للجامع أقدم واجهة حجرية باقية حتى الآن، وقد أهتم المعمار ببنائها وزخرفتها بدخلات من عقود مشعة وعبارات شيعية أهمها تكرار كلمتى “محمد و على”, بالإضافة إلى كتابات بالخط الكوفي عبارة عن آيات قرآنية، وظهرت براعة المهندس في تنسيق الواجهات لتتفق مع إتجاه الطريق، وكذلك مراعاة إتجاه القبله من الداخل.

 

وعند بناء المتحف القبطى في القرن العشرين تم تصميم واجهته على نسق واجهة الجامع مع وضع العبارات المسيحية والصلبان بدلاً من العبارات الإسلامية.

 

يتكون الجامع من صحن (فناء) أوسط مكشوف يحيط به أربعة أروقة مغطاه بقباب ضحلة (قليلة العمق ) أكبرها رواق القبلة، ،ويتوسط جدار القبلة محراب يعلوه لوحه تسجل التجديدات التي أجراها الأمير يلبغا السالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى