محفوظ علي يكتب: السياحة وسابق عهدها
علينا ان نسأل أنفسنا عددا من الاسئلة ولنعمل علي حلها اذا أردنا للسياحة ان تعود لسابق عهدها وعلي رأسها :-
ما الذي نقدمه للسائح القادم من حوافز لزيارة بلدنا مصر في هذا التوقيت سواء من الدولة أوالقطاع السياحي الخاص ومن أجلها تستحق التضحية من السائح القادم الي مصر.
أعتقد لو أن هناك أدني إهتمام بالسياحة في مصر مثل الإهتمام بالدعاية للمسلسلات التلفزيونية لانتعشت حركة السياحة الداخلية بصورة غير مسبوقة في مصر والدول العربية المجاورة فمهرجان واحد أو اثنين للسياحة لايكفيان خاصة وأن هناك دول يصل عدد المهرجانات فيها الي خمسة ألاف وأكثر في العام الواحد.
ماذا عن الوعي السياحي
انحسار الوعي الجمعي بأهمية السياحة علي مستوى القيادات في جميع قطاعات الدولة المختلفة وعلى مستوي العامة من الشعب وعدم الاستفادة من الفرص المتاحة والتي يمكن أن يخلقها هذا القطاع الحيوي والمتجدد خاصة وأن السياحة هي المنتج الوحيد الذي تمتلك فيه مصر الميزة النسبية والقدرة التنافسية بين الدول.
القطاع السياحي في حاجة إلي من يقوده من غير ذوي المصلحة والتي لا يعملون إلا من خلال رؤيتهم لمنشأتهم ومصالحهم الشخصية في القطاع السياحي ولطبيعته الخاصة.
القطاع السياحي في حاجة إلي ممن يمتلكون رؤية اقتصادية شاملة ذات أبعاد مختلفة وعلي علاقة وثيقة بصناع القرار وأن يلقي الدعم الكلي من كافة أجهزة الدولة ليعلم الجميع ان السياحة هي السلعة الاستراتيجية الاولي التي يُبني عليها اقتصاد الدولة فهناك من الدول الكبرى يكون اعتمادها الأول علي صناعة السياحة فالسياحة هي صناعة كل الصناعات وهي التي تصنع العلاقات المتميزة بين شعوب الدول المختلفة.
ولا أكرر من جملة ضرورة إعادة النظر في مناهج المدارس الثانوية الفندقية وكليات السياحة علي مستوي الجمهورية ولكن أشير الي إمكانية أن تتضمن تلك المناهج والتي سبق ان تم تطويرها اكثر من مرة التطبيق العملي وإكتساب خريجيهم المهارات الحرفية التي سبق وان تكلم عنها الجميع من قبل هذا بالاضافة الي تزويد جميع الكليات المتنوعة بمادة متخصصة لكل الكليات عن السياحة المصرية حتي نعمل علي تغيير ثقافة المجتمع ونرتقي بأداؤه وتعاملاته وهذا ما توفره السياحة…
ولا ننسي أبدا أن السياحة هي مفتاح السعادة وأنها السبيل للتقدم ورفاهية الشعوب.
كيف الخروج من الازمة والتي اعتدناها دائما
هناك من الحقائق الكثيريضعها صانع القرار في الحسبان ويغفل عنها الكثير من العاملين بالقطاع السياحي ولكن وبنظرة سريعة يمكن أن تقول أن مصر تعيش ثلاث أزمات في وقت واحد أزمة عالمية وهذه تتمثل في الأوبئة علي سبيل المثال وباء فيروس كرونا والذي انتشر من قبل في جميع انحاء العالم ولم يتم القضاء عليه نهائيا وهو السبب المهم في عدم تدفق السياحة عامة فيما بين الدول وبعضها البعض ومصر جزء منها وأعتقد أن هذا السبب لا ينتهي بالشكل المتوقع والمأمول لأنه أصبح أحد الأسلحة التي تمتلكها بعض الدول من أجل تحسين أحوالها الإقتصادية وغيرها من الأمور الأخري من وراء هذه الأوبئة.
ثانيا: أزمة إقليمية وهي ماتشهده المنطقة من صراعات وعدم استقرار وتباين في العلاقات بين تلك الدول الاقليميه وبعضها البعض وهذه ايضا مصر جزء منها لا يمكن أن نغفله وتأثير ذلك علي تدفق السياحة إلي مصر من هذه المنطقة كبير جدا وخاصة من خلال نظرة الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة الي مصر.
والأزمة الثالثة داخليا وهي محاربة مصر للإرهاب وهذه قد تم القضاء عليها إلا ان ما تشهده مصر من أزمة اقتصادية تؤثر في حجم السياحة الداخلية.
وأيضا هناك سبب آخر وهذا يتمثل في عدم قدرة القطاع السياحي من إستثمار موارده المتاحة أثناء الأزمات من عنصر بشري كثيف ومدرب يتم تسريحه عقب كل أزمة تطرأ علي القطاع السياحي ومن الصعب تعويضه خاصة أنه يكلف الكثير عند إستعادته مرة ثانية علي الرغم من القدرة علي الإستفادة منه في كثير من الأعمال المغذية للمنشأت السياحية من خلال إكسابهم مهارات حرفية اخري بجانب وظائفهم بالمنشأة ليستفيدوا منها وقت الازمات والتي لاتنتهي وهذا لا يكلفهم الكثير بل سيكون مصدر دخل إضافي للمنشأة وللدولة وللمجتمع وللأفراد وتستطيع المنشأة أن تصدر هذه العمالة المدربة والمكتسبة لأكثر من مهارة الي جميع دول العالم.