محمد حمزة يكتب: جهاز قومى للحفاظ على التراث الثقافي

تحظي الآثار والسياحة في مصر في الآونة الآخيرة بطفرة حقيقية غير مسبوقة من جانب الدولة وهو مايشهد به القاصي والداني والآعداء قبل الاصدقاء؛ غير آن ما يعنينا في هذا المقام هو مايتعلق بتطوير القاهرة التاريخية ولقاءات وجولات رئيس الوزراء بالقاهرة التاريخية وماتم تقديمه من مقترحات في هذا الشآن؛ وما لاحظناه هوآن الخبراء الذين ورد ذكرهم مع احترامنا وتقديرنا لهم جميعا هم من المهندسين أصحاب المكاتب والشركات والجمعيات المعروفة للجميع.

ولذلك نظروا إلى المشروع وكآنه قطعة من تورتة القاهرة الكبيرة ومن ثم إقترح كل واحد منهم منطقةمثل(منطقة مسجد الحاكم؛ منطقة باب زويلة؛ منطقة مسجد الحسين؛ منطقة درب اللبان؛ منطقة الحطابة؛ منطقة سوق السلاح؛ منطقة السور الشمالي) وبالتالي تفتقر هذه المقترحات إلى التخطيط الاستراتيجي العام وما يرتبط به من آهداف استراتيجية وغيرها من عناصر البناء الاستراتيجي مثل الرؤيةvision والرسالة missionوالغايات goals والاهداف الاستراتيجية والاستراتيجيات العامة والاستراتيجيات المتخصصة والسياسات المتخصصة.

وبالتالي كان يجب آلا ينحصر الاهتمام على اللحظة الحاضرة المنبثقة من الاهتمام الكبير الذي توليه الدولةللقاهرة التاريخية وإنما يجب آولا دراسة المشروع ككل مع رصد الفرص واستكشاف المهددات والمخاطر المتوقعة والتعامل الإيجابي مع هذه وتلك من خلال وضع الخطط المناسبة وترجمة الرؤية والأهداف المستقبلية إلى أفعال ونتائج وإتاحة الفرص لمناقشة كافة البدائل والحلول الممكنة؛ كما آن هناك عدة معايير لتحديد الأهداف الاستراتيجية منها زكيةsmart؛ محددة specific؛ وقابلة للقياس measurableوقابلة للتحقيق achievable؛ وواقعية realisticومحددة التوقيتtimelyسواء على المدى القصير اوالمتوسط اوبعيد المدى؛ كذلك يجب بناء مصفوفة تلك الأهداف ومستويات الإنجاز المطلوبة ومقاييسها؛ كما آن هناك قيم ونطاقات وأساليب للحفاظ في المناطق والمواقع والمباني الأثرية والتراثية عامة فما بالنا بمدينة في حجم القاهرة التاريخية المسجلة على قائمة التراث العالمي باليونسكو منذ عام ١٩٧٩م ؛ كذلك هناك جوانب ثلاثة لعملية التنمية السياحية المستدامة وهي الاقتصاد والبيئة والمجتمع.

وهناك و سائل لتطبيق هذه العملية وهي التخطيط الجيد والتسويق الجيد والإدارة الحديثة الجيدة والرقابة والمتابعة الجيدة والصارمة؛ كما آن هناك ايضا مبادئ رئيسية لاستدامة تلك التنمية في المناطق والمواقع والمباني الأثرية. التراثية وهي الاستدامة السياحية والاستدامة الاقتصادية والاستدامة العمرانية والاستدامة الاجتماعية الثقافية؛ وكذلك أساليب الحفاظ العمراني والتي يتم تصنيفها تبعا لمستويات التدخل إلى ثلاثة مستويات وهي الأول ويتمثل في الحفاظ من خلال الإبقاء preservationوالصيانة والترميم restoration والحماية protection وإعادة التوظيف adaptive reuse؛ والمستوى الثاني ويتضمن أحداث تغييرات جذرية في البيئة العمرانية بالمنطقة أو الموقع من خلال الإزالة clearance والاحلال replacementوإعادة الإنشاء؛ reconstrucrionوالمستوى الثالث ويرتبط بالمناطق المتدهورة والتي تعاني من مشاكل بيئية.

ويشتمل على التحسين improvementوإعادة التآهيل rehabilitationوالتجديد الحضريurban regeneration؛ فهل كل ذلك تم بخصوص مشروع القاهرة التاريخية والجواب بالنفي قطعا؛؛ فيا دولة رئيس الوزراء في مشروع قومي ضخم للغاية مثل القاهرة التاريخيةنرجو إسناداالامر لآهله من أبناء مصر الخبراء الاكفاء المخلصين وما آكثرهم والرئيس طالما يردد ويقول في كل مناسبة احنا محتاجين كفاءات؛ وبالتالي لا والف لا للوجوه المكررة؛ ولا للأفكار التقليدية المستهلكة التي لا طائل من ورائها؛ ولا لشركات المقاولات التي يجب أن ينحصر دورها في التنفيذ فقط.

وفقا للدراسات والخطة العلمية والمنهجية الموضوعة في ضوء القوانين والمواثيق الدولية والتجارب الإقليمية والدولية السابقة من قبل خبراء متخصصين آكفاءفي الآثار الاسلامية( وبصفة خاصة آساتذة العمارة المصرية الإسلامية وما يتصل بدراسة خطط القاهرة وطوبوغرافيتها ووثائقها.

آما آساتذة الآثار الآخرين المتخصصين في الفنون والتصوير والمسكوكات فلهم مجالات آخرى يساهمون فيها كالمتاحف ودورالكتب وغير ذلك) والتراث والحفاظ والصيانة والترميم وإعادة التآهيل وعلى ذلك يجب آن يستحدث كيان جديد مستقل له كافة المهام والصلاحيات تحت؛ مسمى الجهاز القومي للحفاظ على التراث الثقافي تحت الاشراف المباشر لدولة رئيس الوزراء؛ وهناك تفاصيل ورؤى كثيرة في هذا الموضوع سنعود إليها لاحقا إن شاء الله؛ حفظ الله مصر وشعبها وآثارها وتراثها وثقافتها وحضارتها وتحيا مصر دائما وابدا والي أن يرث الله سبحانه وتعالى الارض ومن عليها.