[ الصفحة الأولى ]كتّاب وآراء

محمد منسي يكتب: أولياء الثقافة والإعلام

قولا واحدا، إن الرسالة التى يحملها جناحي التنوير، الثقافة والإعلام ( ولن نتكلم عن التعليم حتي لا نخدش حياء أحد ) هى في جوهرها إما أن تكون طوق نجاة لجموع المتلقين أو ستتحول بصورة او بأخري عبر الوقت الي سهام تضرب أعناق البشرية فى مقتل .

رسالة الإنسان والإقليم بين المهنة و المهمة

إن حرفتا التثقيف والإعلام تتأرجحان بين المفكرين فيهما و بين من يديرونهما و بين المشغلون لأنظمتهما و بين المتلقين لهما ، وهنا وفي هذا البين يسبح السابحون ويلعب اللاعبون ويبكى كل من يبكى على مهمة الأنبياء الذين أرسلهم الله ليعلموا الناس بالحق ، ثم ذهب الأنبياء، وبقي العلماء تحت ظلال اشجار العلم ، يتواري معظمهم ( رغبة أو رهبة ، إعتزالا أو امتثالا لما قد يكونوا فهموه من تناقص الاحتياج لاصواتهم ) عن الظهور بهدف التثقيف أو الإعلام ( إعلام الناس بحقائق الأشياء وليس بخرافاتها وظنونها وأساطيرها ومؤامراتها ومناوراتها وشطحاتها ووجهات نظر ابطال مسلسلات الحياة التي يعيشها الجميع ) و علي غرار العلماء قد تلمح ابصارنا مبادىء الحق هي الأخري في حالة استحياء قد لايعيها ولا يدرك كنهها الا من رحم الله و لكن دعونا نؤكد أن الأمم تبقي وتستمر بخير ما بقيت مقومات وصلاح ورشادة و قوة واستقامة جناحي ثقافتها و إعلامها اللذان ينبئان ( في حالة توفر ما سبق) بحسن بطانة أولياء الأمر فيها بالتوازي مع أهلية المتلقين لإستقبال ما ينعش كل ما بين جوارحهم و كل ما يوقظ نداء الحق في القلوب والنفوس، فهلا إستيقظتم يا أولياء الثقافة و الإعلام ليستفيد نوازع الرشاد في ألبابكم فتوقظوا جموع الأمة في مشارق الأرض ومغاربها قبل فوات الأوان وهلا أستفقتم يا جموع شعب الإقليم العظيم واستشرفتم ما يمكن يأتى به الزمان من أمور حسان ، حال التزامنا بتقوي الله الحنان المنان وهلا استعدنا جميعا أصول حس وروح ورسالة مهنتي الثقافة والاعلام ذات القداسة والنبل ! ، ذلك لأن الاستفاقة المطلوبة كانت وستظل هى لب التعبير عن الإيمان. وبما اننا قد ذكرنا الايمان فأسألكم بالله يا من تقرأون هذه السطور أن تدعوا بالهداية لكل إنسان مسئول أو يعمل فى الثقافة و الإعلام أن يلهمه الله استشراف الرقي والسمو الانساني فى الفكر و القول و الفعل والعمل وأن يفكر كل منهم مليا قبل أن يدعو إلى ما قد لا تحمد عقباه من أمور ليست بالقويمة وما أكثر الكلام الحق الذى يراد به باطل وما أكثر الجهل الذى لا يعى كل ما يقال فأتقوا الله فينا وفى الطاقات الشابة من الخضر الوئام من الخاصة والعوام ،و قبل كل هؤلاء اتقوا الله فى أنفسكم يا أهل الثقافة والإعلام وكونوا كالبنيان المرصوص في وجه كل ما نواجهه جميعا وانتم في المقدمة ،من غارات الهدم والتدمير والتعطيل والتشويه والاغتيال ومسببات الاعتلال والتغرير والافراط والتفريط والاسراف والتبذير .

والآن هذا سؤال للناس ولينتبهوا اليه ، هل تتفقون معي علي أننا يجب أن نحتاج و نريد ونرغب ونجتهد بل ونسعي جميعا الي ان تستعيد مصر مقام الهوية و رونق المكانة و عز الكلمة و صواب الرؤية و سنام الريادة الانسانية ! بل ونريد جميعا لشعب مصر بل و الإقليم ككل وحدة الوجدان وصلابة البنيان العلمي والثقافي والاقتصادي و الاجتماعي ونريد لإعلامنا المصري بل والإقليمي كله ان يشحذ همة المصريين و من حولهم ، ويمنح الاطفال في كل المنطقة ،الرؤيه المستقبلية لشبابهم وللشباب مستقبل عطائهم وللحكماء ارضا تنبت فيها ازهار حكمتهم بل و ليس هذا فقط بل نريد جميعا للعالم كله ان يزهوا بمصر واقليمها ونتاجهم الحضاري الذي انار فجر الانسانية برسائل السماء ومنارات الحضارة والإرث العظيم من كنوز العلم والمعرفة ومن قبلهم منظومة القيم الرفيعة .

يا ايها السادة المسئولين عن استعادة انسان مصر وجيرانه لجوهره ومنبع قيمه وقيمته وعطائه أعتقد انه من المهم جدا ان نؤكد على ان جوهر عملية التغيير للافضل والأرقي ،يجب ان يكون بالتطوير الى الاجمل والذي يحتاج الى مزيج سداسي التأثير ، أوله ان يتم دائما استقبال الحقيقة كما هى بدون تزيين أو تخفيف أو تطويع ، وثانيهما هو الصدق مع النفس وعدم الزيغ عن الحق و ثالثهما هو القدرة علي الاعتراف بالاخطاء ايا كانت بلاخوف ولا ميل ولا مكابرة، و رابعهما قبول تحمل مسئولية النتائج بكل وضوح و خامسهما هو توفر الاستعداد الكامل لاتخاذ خطوات ايجابية واخيرا سادسهما وهو الإصرار علي الاستمرار في بذل الفكر و الجهد باتجاه التغيير للافضل والارقي بل والأسمي، وذلك لان التطوير الثقافي الجمعى بمسانده الاعلام الغيور ،يحتاج بصورة كبيرة دائما الي تبني تعليم التغيير الجمعي والذي يرتبط بدوره بتوفير المعلومات والعلوم والمعارف لاقناع الافراد بضرورة تغيير أنفسهم أولا باتجاه الارقي والاسمي ( التغيير …ذلك الناموس الكوني العظيم ) حتى نخرج عن اقتناع بضرورة حدوث التزام جمعي اكبر بالتطوير والازدهار ومقاومة اقل للتغيير للافضل ، وهذا بالطبع لن يتبلور بوضوح للجماهير الا من خلال اعلام غيور تثقيفي محفز ومنطقى و تثقيف لامركزى متخصص وبرنامج تطويري شديد الوضوح للعوام ومحدد الاهداف ( مع التبسيط والتيسير ) مع ضمان حصول الترقي الحقيقي للملتزمين بهذا الاتجاه ايا كانت تخصصاتهم وابراز تأثير ونتائج العوامل الأربعة لحدوث تغيير حقيقي فى الذات وهى: توفر الدوافع والتبني والالتزام والابتكار المستمر مهما كان حجمه من اجل اتمام التغيير الجمعي للأفضل والأرقي.

الارتقاء

السادة الشرفاء ، لازلت وسأظل ان شاء الله أعتقد و أنادي بل و أتبني كل قول وفعل وعمل يؤكد اننا جميعا من المهم ان ننوي دائما خيرا فى قلوبنا لانفسنا وللعالم من حولنا، اي لكل من يعيش على الكوكب من المسالمين المحترمين الصالحين الخلوقين الغير معتدين علي غيرهم، المجتهدين فى الخير والمقسطين لغيرهم والمحافظين على القيم الانسانية ، وأعتقد اننا يجب ان لا ننسي ان هناك أربعة صفات يرتقى بها البشر لدرجة إنسان اي الى تلك الدرجة التى تدعو اليها كل الرسالات السماوية ( دون التطرق الي النصوص ) وايضا كل الجهات والكيانات الرشيدة التى تتبني استعادة البشرية لقوامها الانساني الرفيع المستوي وهذه الصفات يمكن ان نلحظ تواجد بعضها فى محتوي البيانات الرسمية وغير الرسمية في العديد من الأنحاء علي كوكب الإنسان العريق، طالما أنها كانت غير معتدية ولا تدعو الى الدمار ( المعلن أو الخفي ) وهذه الصفات التى نعلمها جميعا هى الإيمان وعمل الصالحات وإحقاق الحق والتحلى بالصبر وهى تشكل مجتمعة حزمة من القوي الدافعة للبشرية باتجاه الانجاز.
وبما ان محور حديثي عن جناحي التنوير ، الثقافة والاعلام ، فقد وجب أن نحاول ان نتفق جميعا علي الأطر القيمية التالية وأولها علي الاطلاق ” الإيمان ” .

الإيمان

ما اعظمها من صفة ، تكمن فيها كل نوازع السمو والرقى وإستلهام روح الإنجاز من حقيقة الإعجاز وإستجلاب القدرة على الإنجاز باللجوء إلى صاحب الإعجاز ( الاعجاز من الخالق والانجاز من المخلوق ) والبحث عن حقائق المخلوقات والأشياء للوصول إلى الإبداع فى إنجاز ما هو مطلوب لإعمار وإستمرار كوكب الأنسان على الرغم من كل ما يتعرض له الكوكب من تعديات وإخفاقات بسبب القصور أو التقصير من البشر الذين لم يصلوا بعد إلى قوله تعالى ” إلا من تاب وآمن وعمل صالحا “.
يا أيها الذين يهتمون باستمرار سلامة ونقاء و قوامة وصلاح وقدرة الثقافة والإعلام علي دعم مسيرة دولتنا الحالية وما تضعه نصب أعينها من تحقيق مستويات أعلي من جودة حياة مواطنيها ( بالرغم من عواصف المتغيرات وأعاصير الضغوط ) ، وعلي الرغم انني لست من علماء الدين ولا ازعم انني منهم وليس لدي حتي من أعماق علومهم الكثيرة ما يستحق الذكر ، ولكنني أؤكد لكم انني كغيري من محبي الحياة والخير والأمان و النماء لي ولغيري من العالمين ،أؤكد لكم انني من المؤمنين بأن عمل الصالحات ( وياله من فعل عظيم ) يتطلب اولا فهم الفرق بين الصالحات والطالحات والتفريق بين الأشياء والعلم بها لان نفي الجهالة و ووضوح العلم بالأشياء ( التنوير ) كان أول ما سلح الله به أدم أبو البشر ليكون أول بشر إنسان ” وعلم أدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئونى بهذه الأسماء قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ..” ..نعم لقد تميز أدم بالعلم ، والعلم أوله وأخره من الله عز وجل ، وعلى الإنسان أن يسبر أغوار الأشياء والمخلوقات ( فكرا وقولا وعملا ) وأولها هو نفسه كمخلوق عجيب ليتفكر فى عجيب إبداع الله وقدرته ليسبح كثيرا بحمده ويطلب العون منه ليلهمه فواتح العلوم والأخبار التى تمكنه من إكتشاف ما قد خبأه الله له وقت أن يأذن له بإكتشافه كجائزة للإنسان ومكافأة له على فكره وتفكره وتدبره وجهده فى تنمية ما هو صالح وإصلاح ما هو فاسد ( من اكبر مهام التنوير عبر الثقافة والاعلام ).

إحقاق الحق

انها والله لمهمة ترقي لكونها من المقدسات ليتبناها اولياء الثقافة والاعلام في اقليمنا الذي يتلوي تحت ضربات قذائف الباطل و صواريخ الفتن وألغاز المتناقضات وأفاعيل الأفاعي وتوالي موجات السقوط والتداعي، انها بحق لمهمة تعلو علي غيرها من المهام الانسانية كلها وهذا يحتاج اولا وقبل كل شئ الي الاتصاف بصفة غالية هي التواصى بالحق والذي يتطلب فى الأساس معرفة الحق و الحقوق ، وقضية الحق هى قضية كل الكوكب ومن عليه من الكائنات والمخلوقات وكل منهم له حقوق وعليه واجبات وعلى الإنسان بمقتضى توليه للأمانة أن يتفهم جيدا ما أراده الله له أن يعى من الحق الذى هو إسم من أسماء الله تعالى بل هو مرجع ومرتجع كل الأحداث والتصرفات والقوانين والسنن الكونية وهذا جلى فى قوله تعالى “ما خلقناهما إلا بالحق “. صدق الله العلى الحق ، لذا فإن التحدى المستمر أمام الإنسان المتولي لمهام التثقيف والاعلام أن يتخطى بنجاح وأمان كل ما تحيد به نفسه وغريزته وما يقود أهوائه بعيدا عن طريق الحق و يجنح باستمرا و اصرار إلى ما قد كلفه الله به من أن يسعى لإكتشاف حقائق الأشياء وما ينظمها من علوم وسنن كونية وأنظمة ملكوتية خص الله بها كل أمة أو عوالم بعينها.

الصبر 

وما ادراك ما الصبر ، هو اكثر ما قد يحتاجه البشر خلال مدة بقاءه في القبر ، ومن قبل أثناء حياته فوق سطح الأرض، فالصبر هو مفتاح الجنة والسر الأعظم وراء الإعفاء من الحساب الذى هو القضية الكبرى التى يحملها كل إنسان على ظهره وهى أنه سيحاسب ، نعم كل إنسان سيحاسب حتي اولياء الثقافة والاعلام بل قد يأتي هؤلاء في المقدمة ، نظرا لعظم مسئولية مهامهما فهما يشكلان جناحي التنوير ، نعم التنوير و سأظل باذن الله اكرر كلمة التنوير ( نفي الجهالة ووضوح العلم بالاشياء ) ، فقد أفاض الحق تعالى وتكرم على البشر الإنسان الذى يعيش حياته يتنفس صبرا ويأكل صبرا ويشب صبرا حتى يتواضع أمامه الصبر فيتشفع له ليحظى بإذن الله بالمرتبة الكبرى ” إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ” صدق الله العلى الصبور.

العمار وليس الدمار

يا أيها الإقليم الهمام ويا أهل الثقافة والإعلام ( الذين من الله عليكم بالعمل في هذين المجالين الجليلين ) ، ويالهما من مهنتين عظيمتين تحملان رسالة أعظم ، هذه دعوة من محب وصديق وزميل ومؤمن برسالة التثقيف والاعلام ومؤازر غيور الي الاستمرار في الإيمان بالرسالة الرفيعة القدر و الاصرار علي التزام التواصى بالحق ، ولنكن موضوعيين فان هذا الأمر يتطلب فى الأساس معرفة الحق و الحقوق ( عصب الاعداد الذكي المحترف لاهل المهنة ) ، وقضية الحق هى قضية كل الكوكب ومن عليه من الكائنات والمخلوقات وكل منهم له حقوق وعليه واجبات وعلى الإنسان بمقتضى توليه للأمانة أن يتفهم جيدا ما أراده له الله أن يعى من الحق الذى هو إسم من أسماء الله تعالى بل هو مرجع ومرتجع كل الأحداث والتصرفات والقوانين والسنن الكونية وهذا جلى فى قوله تعالى “ما خلقناهما إلا بالحق “. صدق الله العلى الحق ، وعليه فمن الواجب المنطقي علي الإنسان أن يتخطى ما تحيد به نفسه وغريزته وأهوائه وجموحه وجنوحه عن طريق الحق إلى ما قد كلفه الله به من أن يسعى لإكتشاف حقائق الأشياء وما ينظمها من علوم وسنن كونية وأنظمة ملكوتية خص الله بها كل أمة أم عوالم بعينها لتعمل علي تحقيق سبب وجودها و من الطبيعي ان تكون أهم اسباب وجود الأمم، بذل كل الفكر والجهود والمال من أجل السلامة والاستقرار و الأمان والعمار وليس الخوف والفرقة و الخراب والدمار.

كاتب المقال.. مستشار التطوير الاستراتيجي للاستثمارات التنموية والاعلامية الدولية
Fb\MostasharMansy
Fb\مصرأمان ونماء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى