[ الصفحة الأولى ]كتّاب وآراء

السيد الدمرداش يكتب: نقابة الحشاشين في القرن الثامن عشر

كانت وظيفة مجتمعية ولها طقوس وقيم مهنية تحافظ على أعضائها من الزراع والتجار والمنتفعين ، لها حقوق، وعليها واجبات تعترف بها الحكومة حينها، مثل نقابة ” البصاصيين ” مرشدي المباحث في وقتنا الحاضر، وكانت نقابة القوادين أقربها في عملها الي المرشدين السريين في مجال عمل القوادة الذي تتطور واصبح القواد ” معرص “.

 والحكاية لها اصل سنتطرق إليه حينها، الحشاشين كانت لهم  قيم مهنية تتمثل في عدم الوشاية او التعاون مع الجهات المعنية وقتها وكان الحشاش من الطبقات الاجتماعية التي تملك أطياناً واراضى وخدم وحشم، اما البصاصيبن من العامة الذين يلهثون خلف إرضاء الحكومة بأي وسيلة حتي وأن كذب في معلومات حول شخص يراقبه أو يرشد عنه، وهؤلاء لا قيم مهنية تتسق وبيئة العمل الموكول لهم وتتسم اعمالهم بالحصول علي مكاسب ومنافع شخصية ويملكون أطماعاً شخصية نفعية حتي لو كانت علي جثة الوطن والمواطن هدفه الاساسي إرضاء سيده الذي يشرف على اعماله.

 كانت ملامح التركيبة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في القرن الثامن عشر تعتمد على القبلية في بعض الوظائف او إنجاز الاعمال ، وكانت نقابة الحشاسين تحافظ على أعضاء المهنة وفشلت بعد أن يتسلل لها ” المرشدون ” وأفسدوها وبدأت الجهات المعنية وقتها في مطاردة أعضاؤها ووصل الأمر إلى سن قوانين وتجريم نشاطها وحلها بسبب هؤلاء الذين لا يملكون اهدافا حقيقية سوي تدمير الٱخر.

والحشاشين تختلف عن” الحشاشون ” فالثانية طبقة سياسية سرية كانت لها اهداف متعددة، واقرب للحركات السرية في عصرنا هذا وكانت بداية نشٱتها في القرن الخامس عشر.

اتخذت دولة الحشاشين من القلاع الحصينة في قمم الجبال معقلاً لنشر الدعوة الإسماعيلية النزارية في إيران والشام، ممَّا أكسبها عداءً شديدًا مع الخلافة العباسية والفاطمية والدول والسلطنات الكبرى التابعة لهما كالسلاجقة والخوارزميين والزنكيين والأيوبيين بالإضافة إلى الصليبيين، إلا أن جميع تلك الدول فشلت في استئصالهم طوال عشرات السنين من الحروب.

كانت الاستراتيجية العسكرية للحشاشين تعتمد على الاغتيالات التي يقوم بها «فدائيون» لا يأبهون بالموت في سبيل تحقيق هدفهم. حيث كان هؤلاء الفدائيون يُلقون الرعب في قلوب الحكّام والأمراء المعادين لهم، وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات المهمة جداً في ذلك الوقت؛ مثل الوزير السلجوقي نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والراشد وملك بيت المقدس كونراد.

قضى المغول بقيادة هولاكو على هذه الطائفة في بلاد فارس سنة 1256م حيث قام بمهاجمة الحشاشين واستطاع ان يستولي علي قلعة ألموت وعلي أكثر من 100 قلعة من قلاعهم

والمقارنة ظالمة بين الحشاشين والحشاشون والقوادون والبصاصيين ، المؤكد أن الاهداف تختلف والرؤي والقيم الإنسانية التي تفرض نفسها على التعاطي مع الاحداث في ظل وجود قيم مجتمعية

لكن من الواضح تاريخيا أن هناك اشخاصا في حياتنا لعبوا أدواراً لا إنسانية كانت سبباً رئيسياً في القضاء على الثوابت الوطنية تحت مسميات تخدم مصالح شخصية.

وللتاريخ مزورية برعاية عملاء المصالح المشتركة وهذه كانت لغة الإتفاق بين الامريكان والروس قبل بداية الصراع ” البارد ” وهو صراعا لم يسفر عن اي مصالح مشتركة لكن كان له مرشديه حول العالم ، وملف الصراع البارد تناولته السينما الامريكية بتركيز شديد كانها ارادت أن تحقق نجاحاً سياسيا للسادة اصحاب المعبد في ظل غياب المفاهيم الصحيحه حول قضاياه ، يبقي المرشد او العميل او الكادر يخدم مصالح شخصية علي جثث الشرفاء بدون ضمير إنساني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى