السيد الدمرداش يكتب: لا يليق بنا
قديماً كان أصحاب الحرف اليدوية والصناع المهرة وأصحاب الأعمال المنزلية والمهن المعاونة يشار إليهم بالبنان وتكرمهم مجتمعاتهم.
رسولنا الكريم في حديث له قال: ” من بات كالاً من عمل يده بات مغفوراً له”، يوسف الصديق كان نجاراً، سيدنا محمد رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام كان راعي غنم، خرجت الحكمة من عقول الصناع وفي التاريخ قصص وروايات عظيمة لهؤلاء.
كان ” السقا ” أي حامل المياه الي المنازل، يتمتع باحترام الجميع، بدون الممرضه قد لا يستطيع الطبيب ممارسة عمله وعلاج المرضي، وبدون المربية لن تكون هناك أجيال تبني أوطان وبدون الخادمة لن يكون هناك بيت نظيفاً نستطيع أن نسكنه.
المهن كافة تكمل بعضها، أي رجل أعمال لن ينجح بدون من يجد أن يحيك له ملابسه ولا يطبخ له أو سكرتيرة تشرف علي مكتبه وتنظم له مواعيده، لا توجد في قوانين الحياة مهن دنيا وآخرى عليا، لا توجد عنصرية مهنية في أي ثقافة في العالم، لن تنجح الدول الصناعية بدون عمال في المصانع والمؤسسات الإنتاجية، بدون عامل لن تستقيم الحياة، إنها متكاملة بدون نقيصة.
لا أجد حرجاً إن قلت أن ترسيخ مفاهيم خاطئة حول المهن الحياتية قد يجعل الناس تعزف عنها، تخيل أنك تعيش بدون مشرفة أو كاتبه أو مندوب تسويق، بعض الفئات المجتمعية لا تستطيع أن تعيش بدون ذلك.
الأثرياء بدون هؤلاء لن تستقيم حياتهم والفقراء لن يحصلوا علي وظائف، أطالب بالنظر في ما جاء في البيان المرفق حرصاً علي الأمن الاجتماعي، نحن في خطر مجتمعي نفتعله ونخلق أركان ونرسخ له.