اتفقت الجماهير على أن أغنية “ما تزوقيني يا ماما” لمها صبري هي أيقونة أغاني الأفراح في بيوت مصر، والراعية الرسمية لليلة الزفاف، وذلك منذ أن تم إذاعتها في فيلم “منتهى الفرح” لأول مرة سنة 1963م”.
الأغنية فرضت نفسها وبقوة على “ليالي الخميس” في مصر حيث الموعد الثابت لأغلب الأفراح، وقد كتبها الشاعر عبد الرحمن الخميسي ولحنها الموسيقار بليغ حمدي، لكن الأغنية المُبهجة تخفي وراءها قصة لا يعلمها الكثيرون.
كان بليغ حمدي في ذلك الوقت قد وقع في حب وردة قبل أن تهاجر من مصر، وأراد أن يبعث لها بهدية، لكن “العين بصيرة والإيد قصرة”، فأخذه طريقه إلى الشاعر عبد الرحمن الخميسي، الذي لم يكن بأسعد حظًا من بليغ، فقد كان يرفع شعار “اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب”.
اجتمع المفلسان، بليغ والخميسي، شرح له بليغ مأساته، فوعده الخميسي بالتصرف، أخذم يده إلى المطربة مها صبري، قال لها:”أنا مألف ليكي أغنية ولحنها بليغ.. وهنوديها الإذاعة وهتكسر الدنيا”، فقالت له “أغنية إيه؟!”.
لم يكن هناك أغنية ولا كلام حاضر في ذهن الخميسي، وفجأة سمع جارة مها بتقول لأمها:”زوقيني يا ماما قوام عشان خطيبي جاي دلوقت”.
هنا حضر الإلهام، فكتب الخميسي على الخاطر:”ما تزوقيني يا ماما.. قوام يا ماما.. ده عريسي هياخدني بالسلامة يا ماما”.
قال الخميسي لبليغ:”سمعها اللحن يا عم بليغ .. بليغ بص له باستغراب؟!، لحن إيه؟، أمسك بليغ العود ودندن”.
انتهت الأغنية كتابة ولحنا في نصف ساعة، توجه الثلاثة بليغ والخميسي ومها صبري إلى دار الإذاعة، وأخذوا عربون الأغنية، حصل بليغ في النهاية على ما أراده، وبعد ساعات من إذاعتها، طافت الأغنية بالبيوت، وغنتها مصر، وأصبحت الأغنية الأكثر طلبًا من المستمعين.
كان من حظ الأغنية أيضًا، أن يتم إذاعتها في فيلم “منتهى الفرح” الذي اشترك في بطولته الغنائية أقطاب الغناء في مصر والعالم العربي، موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وموسيقار الأزمان فريد الأطرش، وشادية، وصباح، وفايزة أحمد وغيرهم، ويحكي الفيلم قصة جندي عائد من حرب اليمن (حسن يوسف) ويريد أن يتزوج بالفتاة التي يحبها (مها صبري)، فتحقق بذلك انتشارا أوسع للأغنية.