[ الصفحة الأولى ]كتّاب وآراء

السيد الدمرداش يكتب: راقصة لكل مواطن

عام ١٩٩٧ في رأي العبد لله بداية الترويج لمنتجع شرم الشيخ المقصد السياحي المصري الوليد من رحم الارادة السياسية، في مواجهة سيناريوهات إسرائيلية محتملة بعد أن تمكنت مصر باسترداد كافة الأراضي المصرية من الكيان الغاصب.
المشاعر كانت ملتهبة، والحماسة كانت قوية، بطل مصر العظيم محمد نسيم “قلب الاسد” قاد مبادرة عظيمة وهي عودة الطيور المهاجرة -سنتحدث عنها لاحقاً-.

جمعية الاستثمار السياحي بجنوب سيناء كانت تضم وقتها رجالاً يعملون من أجل تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والسياحي في شرم الشيخ، كان العالم ينظر لمصر وقتها باهتمام شديد، واستطاع هؤلاء الرجال تنظيم مؤتمر ومهرجان عالمي حضره ما يقرب من ٧٠٠ صحفي واعلامي من كل دول العالم، تحمل رجال الأعمال فواتير التنمية، والترويج لشرم الشيخ برعاية الحكومة.

ممدوح الزهيري محافظ جنوب سيناء فى ذلك الوقت، كان فخوراً بهذا الحدث الذي شارك في تنظيمه مع نخبة من الوزراء، حضره الرئيس مبارك وتبنى فكرة تسويق شرم الشيخ باعتبارها مدينة السلام في العالم، وحصلت علي اللقب واصبحت علامة تجارية يستطيع القطاع السياحي استثمارها ترويجياً.

ظهرت وقتها أحلاماً لراقصات قطاع الفنادق، رجالاً ونساءاً، فهناك من الرجال ما يجيد الرقص علي كل الحبال، طبقه من المنتفعين، رجالاً ونساءاً ، عملوا بجهد والحق يقال علي إعتلاء منصة صناعة القرار السياحي بكل الوسائل بعيداً عن منظومة القيم وفي إطار منظومة المنافع والمصالح الشخصية نجح بعضهم وفشل كثيرون، ففي عالمنا هذا من يملك مقومات النجاح قليلون، إن كانوا لا يجيدون لغة الرقص، مرت السنون وأصبح هؤلاء القوم “نخبه ” باموال الصالات .

وكما قال المتنبي ” لا تحسبن رقصي بينكم طرباً، فالطير يرقص مذبوحاً”، بلا معنى سارت الحياة وحصل هؤلاء علي رخص “راقصة ” باعتبارها هي جواز الشهرة والصعود الي قمة الهرم، وفي هذا المقام أتقدم باعتذار للهرم، ولكنه هو التشبيه لارتفاع السوقه والدهماء ، في قطاع السياحة كثيرون يرقصون بلا متعة ولا شغف، هو وسيلة من وجهة نظرهم، لا يؤمنون بحقوق وواجبات الوطن ولا المواطن، كلها وسائل للاعتلاء.

أيظن التفسير في بطن الشاعر لهؤلاء القوم، في ظل متغيرات سياسية شهدتها مصر وأستطاعت القيادة السياسية الحفاظ على وحدة الوطن والمواطن، وفي ظل تحديات تمر بها المنطقه العربيه أصبحت ” الراقصه ” في قطاع السياحة تشارك في صياغة القرار بما يتسق مع أهداف جمهورها الذي يتحمل دفع ” النقطة” فهي كلمة السر لدي قطاع عريض من سماسرة الليل وكما يقول عمنا المتنبي ” كأن رقيبا منك سد مسامعي، عن العدل حتي لا يدخلها العدل، كأن سهاد الليل يعشق مقلتي، فبينهما في كل هجر لنا وصل “.

وفي الليل تذهب كل القيم الي الجحيم عند القوم ، وتذهب العقول الي غياهب اللاوعي لتسيطر الشياطين علي المكان والزمان وتفرض واقعها ، راقصة لكل مواطن، يصلح مشروعاً قوياً للتغييب حتي تستطيع هذه ” الإمعة” التي عملت علي فرض واقعاً وفشلت في الدفاع عن سماسرة كانوا سبباً في موت المصريين.

السيد الدمرداش يكتب: راقصة لكل مواطن
نحن أمام مشهد عبثي، يحتاج الي إعادة كتابة سيناريو قميء يعتمد على إظهار العورات في التصوير.

يقينا – أن مصر ولاده وستظل حبلى بشرفاء ومحبين ومناضلين في ظل قيادة سياسية تعمل علي إعادة بناؤه بعد أن تتطهر أركانه من راقصات التعري.

فشلت “الراقصة” في خلق آليات ربما تتعارض مع مصالحها الليلية يوماً ما، تناست أنها أصبحت خارج الزمن ولن تتمكن من تنظيم القوافي، فاللغة قواعدها تغيرت والفجر نوره في الأفق لاح،  الفتاة أيضا كانت خريجة جامعة أمريكية، لكنها لم تخرج للتعري، بل خرجت لتقول كلمتها كما قالها من قبل سيد شهداء شباب الجنة سيدنا الحسين رضي الله عنه في حوار مع الوليد.

طالب «الوليد» حاكم المدينة المنورة «سيدنا الحسين» بأن يبايع يزيد بن عبد الملك بن مروان، قائلاً: «نحن لا نطلب إلا كلمة، فلتقل بايعت… واذهب بسلام لجموع الفقراء قلها واذهب يا ابن رسول الله حقنًا للدماء.. قلها ما أيسرها، إن هي إلا كلمة».

فرد عليه الحسين: «كبرت الكلمة». وهل البيعة إلا كلمة…ما دين المرء سوى كلمة.. ما شرف الرجل سوى كلمة… ما شرف الله سوى كلمة…أتعرف ما معنى الكلمة؟

مفتاح الجنة في كلمة… دخول النار على كلمة.. وقضاء الله هو كلمة… الكلمة نور.. وبعض الكلمات قبور.. وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري..الكلمة فرقان ما بين نبي وبغى.. بالكلمة تنكشف الغمة..الكلمة نور.. دليل تتبعه الأمة..عيسى ما كان سوى كلمة، أضاء الدنيا بالكلمة وعلمها للصيادين فساروا يهدون العالم.

الكلمة زلزلت الظالم..الكلمة حصن الحرية..إن الكلمة مسئولية.. إن الرجل هو الكلمة شرف الرجل هو الكلمة شرف الله هو الكلمة.

كانت الفتاة أيضا خريجة جامعة أمريكية سناء مجيدلي بنت بيروت عندما قررت أن تكتب على أرضها تاريخا نضاليا بعيدا عن شعار راقصة لكل مواطن، فتاة أنجبتها أرضا تصرخ دائما ما أرخصك يا موت، قدمت نموذجا نضاليا فى اقتحام أحد المعسكرات بسيارة مفخخة وفجرت كل من قيه بسيارتها وسقطت جثتها متناثرة بعيدا عن التعري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى