السيد الدمرداش يكتب: الراقصة و” السياحة ” والطبال
في كل مناحي الحياة تجد هناك ” راقصة ” تجيد التسلق الى عتبات أهل الحظوة والمناصب ، ويرافقها ” طبال ” وظيفته ، ضبط الإيقاع ، ليس بالضرورة أن تجيد الرقص لكنها تعتمد على ” خلل ” أهل العتب.
تسوقها مؤهلات تملكها ولديها بضاعة يرغب فيها أنصاف الرجال، تصبو الي وضع إجتماعي من خلال سلالم النفوذ ، وتنصب شباكها علي عواجيز الفرح، في ظل صراعات الحياة تخرج علينا بثقافة تعمل علي ترسيخها وتعتمد علي تغييب العقل الجمعي.
وفي السياحة أكثر من نموذج تسلل من خلال ” طبال” محترف الي سدة المشهد ، في ثمانينات القرن الماضي كانت هناك ” راقصة ” تحولت الي ” إمرأة حديدية ” أطاحت بمصائر وزراء وعلية القوم وخرجت الي عرض البحر بأموال شرفاء مصر وشعبها، الراقصة قد لا تجيد الرقص ولكنها تملك البضاعة التي تمكنها من صناعة القرار وفرضه علي الرجال في عصر تزوير الارادة.
السياحة صناعة إستراتيجية وليست كما يتم تداوله ترفيهية، فمن خلالها نجحت دولا في ارساء قواعد القوة وحصلت علي نفوذها من الجمع المعلوماتي، وانتصرت في معاركها واستطاعت تصفية أعداؤها وتحقيق أهدافها الاستراتيجية.
صناعة السياحة تضيف للاقتصاد الوطني ما لم تستطيع اي صناعة أخري فهي تعمل علي تسويق ثقافة الشعوب وتسهم في التعايش الشعبي وتخلق وجهة نظر حول قضايا سياسية وتعظم جهود الدولة في فرض سياساتها، وتوفر فرص عمل لشريحة مجتمعية كبيرة ومتنوعة وتخلق مزاجا عاما ايجابيا ، ومن خلالها تستطيع تنمية العلاقات الدولية وهذا يتحقق بفضل الخبرات المهنية والكوادر الوطنية.