ممثلو وزراء الزراعة بشمال إفريقيا يصادقون على إعلان باري
علاء عمران
صادق ممثلو وزراء ومسؤولو الزراعة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا على “إعلان باري” لحماية النباتات خلال اجتماع رفيع المستوى عقدته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بالتعاون مع المركز الدولي للدراسات الزراعية المتقدمة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط في باري (سيهام باري)، وذلك في مدينة باري بإيطاليا، حول استراتيجية إدارة الآفات والأمراض النباتية العابرة للحدود في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا.
ودعا “إعلان باري” إلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتفعيل الاستراتيجية عبر تحديد واعتماد خطة عمل خمسية من قبل الأعضاء، مع ضرورة تسمية نقاط الاتصال لتنسيق وتسهيل التعاون بين الدول الأعضاء والمجلس والتواصل مع المانحين لرصد الموارد اللازمة لتنفيذ الاستراتيجية الإقليمية.
وكان المشاركون قد ناقشوا على مدار ثلاثة أيام معالجة نقاط الضعف والقيود بأنظمة وقاية النباتات في بلدان الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى الركائز الأساسية للاستراتيجية الإقليمية للإدارة المستدامة للآفات والأمراض النباتية العابرة للحدود في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.
ويأتي “إعلان باري” إقراراً بالأهمية الاستراتيجية لمكافحة الآفات العابرة للحدود في ضوء الخطر المحدق بالأمن الغذائي بالمنطقة في حال دخولها وانتشارها، حيث سببت هذه الآفات أضرارا جسيمة بالمنطقة على مدى عقود.
وأعرب الموقعون على الإعلان عن القلق إزاء تصاعد معدلات الجوع ونقص الأمن الغذائي الحاد في الإقليم، فضلاً عن التحديات الكبرى الناتجة عن انتشار الآفات العابرة للحدود، والأزمات المالية والاقتصادية التي تمثل تحديات لبعض دول الإقليم بسبب التفشي الكبير لهذه الآفات، بالإضافة إلى عوامل مختلفة، بما في ذلك تغير المناخ، وندرة المياه، وتدهور الأراضي، وفقدان التنوع البيولوجي.
وقال عبد الحكيم الواعر، مساعد المدير العام والممثل الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، إن إقليم الشرق الأدنى وشمال إفريقيا يواجه العديد من التهديدات القادمة من الآفات والأمراض النباتية العابرة للحدود التي تسبب خسائر بالغة للإنتاج الزراعي تتراوح بين 25 و40 في المئة من إجمالي الإنتاج العالمي، مما يزيد من المخاطر التي تواجه الاقتصاد في إقليم الشرق الأدنى وشمال افريقيا.
من جانبه، أوضح ثائر ياسين المسؤول الإقليمي لوقاية النبات بمكتب الفاو في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا أن الاستراتيجية المقترحة للآفات والأمراض العابرة للحدود ستخصص 52 في المئة من الميزانية لبناء القدرات، و28 في المئة للآثار البيئية والاقتصادية والاجتماعية، و20 في المئة للتعاون والمعرفة؛ حيث تقدر قيمة تلك البنود بـ 24.8 مليون دولار و13.5 مليون دولار و9.4 مليون دولار على التوالي.
وأشاد الإعلان الوزاري بالجهود المبذولة من منظمة الفاو ومركز سيهام باري؛ ووجه الشكر لمشاركة المنظمات الدولية كمنظمة وقاية النبات في الشرق الأدنى والاتفاقية الدولية لوقاية البنات ومنظمة الإيكاردا.
وأكد هذا الإعلان على الحاجة الملحة لتغيير جذري في النظم الزراعية والغذائية في الإقليم لتصبح أكثر كفاءة وشمولاً وقدرة على الصمود من خلال إعداد استراتيجيات للإدارة المستدامة للآفات العابرة للحدود، واتخاذ إجراءات للتصدي لتغير المناخ، والاستفادة من العلم والابتكار من أجل زيادة الإنتاجية الزراعية وضمان الاستدامة.
وتعهّدت الدول الموقعة على الإعلان باتخاذ الإجراءات اللازمة للإيداعات واعتماد الموارد المخصصة من الدول الأعضاء إلى جهة الإيداع المحددة في منظمة الفاو بعد إطلاق الاستراتيجية رسمياً.