كتّاب وآراء

معالي الوزير عفوا ..!

بدأ قطاع السياحة المصري في التعافي من علل عدة، كادت أن تقضي على انجازات كبيرة تحققت خلال ما يزيد عن ثلاثون عاما، فنادق مصر عاشت فترة عصيبة تحمل رجال الأعمال المصريين ما يفوق الوصف من أعباء مالية باهظة التكاليف، بسببها لجأ بعضهم للاقتراض من البنوك،  وباع بعضهم عقارات وأتوبيسات وبعضاً من الأصول ، واضطر البعض الي التخلص من العمالة المصرية المدربة.

وقت عصيب مر علي عائلات تعمل في مجال السياحة والفنادق، بعضاً من هؤلاء إمتهن مهناً آخرى حتي يستطيع الوفاء بالتزامات أسرته، أعواماً طويلة تعرض فيها القطاع الي انحسار تام ، هربت العمالة المصرية المدربة الي الخارج لتعمل في وظائف لا علاقه لهم بها، بعض أسر المرشدين السياحيين تشردت.

معالي الوزير عفوا ..!

تنازل بعض رجال الأعمال عن ممتلكات لهم وفاءاً لديونهم، مرت الأيام عليهم سنوات وطال الليل وغابت شمس نهارهم، عادت الحركة السياحية الي طبيعتها عالمياً، في ظل التحديات والمتغيرات الدولية سواء كانت سياسية او إقتصادية، عاد الامل من جديد يسري في عروق صناعة السفر عالمياً، في مصر حالة من اللاوعي لحجم الخسارة التي تعرض لها هذا القطاع الحيوي، في مصر لابد أن تتم مراجعة تلك الفترة وإعادة بناء على أساس مهني من خلال برامج وسياسات متكاملة تساهم في خلق آليات جديدة للنهوض بقطاع السياحه والفنادق ، فهل هناك رؤية من قبل وزارة السياحة المصرية؟،  هل هناك تعاون بين القطاع الخاص والعام للنهوض بقطاع السياحة والفنادق في مصر ؟.

في تصوري أن هناك العديد من الوسائل التي تمكن من النهوض بقطاع السياحة والفنادق في مصر إن كانت هناك رغبة وجهود حقيقية، قطاع الفنادق في مصر يحتاج إلى تضافر الجهود والتنسيق بين القطاعين العام والخاص، قطاع الفنادق المصري يحتاج الي شفافية من قبل وزارة السياحة في التعامل مع بعض الملفات مثل التفتيش والرقابة على الفنادق ، يحتاج إلى موظفين يقدرون طبيعة الاستثمار السياحي ومفردات الاستثمار الفندقي ، ومكونات وتكاليف إنشاء وتجهيز الفنادق في ظل موجة جديدة من ارتفاع الأسعار في السوق العالمي والمصري.

لابد أن يكون هناك موظفا يستطيع أن يقدم رؤية شاملة تتسم بالواقعية في ظل التحديات والتنافسية التي تواجه صناعة السياحة، فهل يعلم وزير السياحة الاستاذ احمد ابو حسين هذه التحديات ..! هل يملك قطاع الرقابة والتفتيش علي الفنادق المصرية وسيلة جديدة لمنطومة تطوير الفنادق دون تحميل هذه الفنادق اعباء إضافية..؟ اعتقد أن الوزير أحمد ابو حسين وزير السياحة المصرية يملك مهارات تعظيم عوائد الاستثمار السياحي.

السؤال الذي يطرح نفسه وينتظر مئات من أصحاب المصالح والمشروعات السياحية الاجابة عليه ..! هل يعلم الوزير أن قطاع الرقابة،  والتفتيش يحمل بعض المستثمرين وأصحاب الفنادق اعباء مالية اضافية في ظل تلك الظروف التي تواجه صناعة السياحة المصرية تحت دعاوي رفع كفاءة الفندق أو المنشأة !.

عفوا معالي الوزير.. لا أحد ضد رفع كفاءة الفنادق المصرية ولا احد ضد جودة المنتج السياحي المصري ولكن هناك أولويات يجب التعامل معها وهناك واقع يفرض نفسه.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى